الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تشريح الثورة»: أربع مراحل للثورات في دول العالم

«تشريح الثورة»: أربع مراحل للثورات في دول العالم
24 يوليو 2010 21:36
يُعد الكتاب الذي بين أيدينا “تشريح الثورة” أفضل وأشهر ما كتب المؤرخ والأكاديمي الأميركي كرين برينتن، الذي حاول في هذا الكتاب تأسيس نمط تتبعه معظم الثورات. جمع الكاتب المعلومات من أربع ثورات كبرى: الثورة الأميركية، الثورة الفرنسية، الثورة البلشفية، الحرب الأهلية في إنجلترا، وباستخدام هذه الثورات كنماذج وضع برينتن أربع مراحل تمر بها الثورة وعرض هيكلها كما يلي: المرحلة الأولى “المرحلة التمهيدية للثورة” وخصائصها: 1- التنافر الطبقي. 2- لا كفاءة الحكم. 3- الحاكم غير الكفؤ. 4- النقل الفكري للولاء. 5 - فشل القوة. وأعراض هذه المرحلة كما يراها برينتن تتمثل في أن الطبقة الوسطى هي القوة الدافعة وراء الثورة وأنها تعبر بصوت عال عن سخطها بسبب قيود اقتصادية معينة تفرضها الحكومة عليها، وعلى الرغم من أن هذه القوانين مثل قوانين الملاحة في المستعمرات الأميركية ليست رئيسية، إلا أنها كافية لإحداث سخط شديد، وتكون الحكومة حينها غير كفؤة على نحو لا يصدق. وتنهار البيروقراطية، ولا تتمكن من إدارة البلاد على نحو فعّال، وقد يكون السبب وجود حاكم أخرق من مثل الملك جورج الثالث أو نقص مالي مزمن في الحكومة، وأخيراً يعاني الحزب الحاكم من تخلي المثقفين الذين يعتبرون ضمير المجتمع. شهر العسل المرحلة الثانية “حدوث الثورة نفسها” تتميز بخصاص يحددها برينتن في: 1- الانهيار المالي. 2- زيادة الاحتجاجات ضد الحكم. 3- الأحداث المثيرة. 4- استيلاء المعتدلين على السلطة. 5- فترة شهر العسل. ويصف برينتن هذه المرحلة بـ”الحمى الصاعدة” والمتمثلة في تصاعد سخط الطبقة الوسطى، حيث يثور الشعب إذاك وتتوج ثورته بمعركة مثل اجتياح الباستيل أو معركتي لكسنجتن وكونكورد وينهار الهيكل الحكومي تحت ضغط الديون المالية والانتفاضة الشعبية، ثم يشكل المعتدلون أو الوسط السياسي حكومة جديدة. غير أن الحكومة المعتدلة الجديدة تظهر أنها غير قادرة على الصمود في وجه مشاكل إدارة الدولة والأزمة الاقتصادية ووضع دستور جديد وغير ذلك. المرحلة الثالثة، وتسمى مرحلة الأزمة، وخصائصها: 1- تولي المتطرفين السيطرة. 2- إبعاد المعتدلين عن السلطة. 3- الحرب الأهلية. 4- الحرب الخارجية. 5- تركيز القوة في مجلس ثوري يسيطر عليه رجل قوي. يقول برينتن إنه في هذه المرحلة تبلغ الثورة الذروة عندما يصبح المعتدلون عاجزين عن أداء مهمة حكم البلاد، ويطوح بهم المتطرفون أو اليسار السياسي بالقوة، ويبدأ حكم الإرهاب حيث يشرع المسرفون في التطرف بالتخلص من المعارضة باستخدام العنف، كما تتعرض الحكومة الجديدة عادة في حرب خارجية في محاولتها نشر مبادئ الثورة. كما تبدأ الثورة بفقد زخمها ولا يعد الشعب يساندها إلا خوفاً من التطهير، كما أنه بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية يواجه الثوريون تهديداً داخلياً متزايداً. مرحلة الخلاص المرحلة الرابعة “مرحلة الخلاص” وخصائصها: 1- العودة البطيئة غير المنتظمة إلى أزمنة تتسم بهدوء أكثر. 2- حكم الطاغية. 3- قمع المتطرفين. 4- حصول المعتدلين على العفو. 5- النزعة القومية العدوانية. ويصف برينتن هذه المرحلة بـ “النقاهة” لأنه مع تزايد ضعف الثورة تدخل البلاد فترة الانتعاش، ويتولى السلطة حاكم مركزي قوي مثل جورج واشنطن أو جوزف ستالين في الحكومة الجديدة ويشرع في عملية إعادة الاستقرار إلى البلاد. ويستبعد أو يعدم زعماء الثورة الأكثر عنفاً مثل روبسبير، كما يُمنح المعتدلون عادة العفو ويبدأ الناس في التخلص من أي علامات باقية من علامات الثورة ويغيرون ملابسهم وأسلوب حياتهم في محاولة لنسيان الثورة، ويتخلون في تلك العملية عن الكثير من العقائد المتسمة بالتطرف التي يؤمن بها الثوريون. ويخلص برينتن من هذه المراحل إلى أن معظم الثورات تنتهي عموماً بالعودة إلى حيث بدأت، وتنشأ بعض الأفكار الجديدة ويتحول هيكل القوة قليلاً وتطبق بعض الاصلاحات ويمحى أسوأ ما في النظام القديم غير أن الوضع القائم يصبح مشابهاً للوضع في فترة ما قبل الثورة وتشرع الطبقة الحاكمة مرة أخرى بمسك القوة. ثم يستعرض برنتن بعض المصطلحات والأساليب العلمية التي استند عليها عند إعداده لهذا المؤلف ورؤيته المغايرة التي انطلق منها الكتاب، ومن ذلك: الثورة والتغيير 1- مجال الدراسة: الثورة من الكلمات التي تتصف بالغموض، وقائمة الأحداث والأفعال المرتبطة بهذه الكلمة غير محدودة، فهناك الثورة الفرنسية الكبرى، الثورة الأميركية، الثورة الصناعية، الثورة في هاييتي، ثورة اجتماعية، الثورة الزنجية في أميركا، ثورة في تفكيرنا، أو في تجارة ملابس النساء، أو في صناعة السيارات. أي أن الواقع يقول بأن كلمة الثورة صارت مرادفاً تأكيدياً لكلمة “تغيير” ربما مع الإيحاء بأن التغيير مفاجئ أو لافت للنظر. 2- العناصر الظاهرة للطرائق العلمية: هنا يقول برينتن إن قوانين جميع العلوم ليست مطلقة و”لا تخطئ”، بل أنها مؤقتة، وقد يقلبها مزيد من البحث، ولكن يجب ألا يعبث بها في أية لحظة وعينة ما لم يثبت أنه لا يعتمد عليها بالنسبة إلى الحقائق الملاحظة. وفي هذا الإطار يدفع برينتن إلى ضرورة عدم الخوف من “المشروع المفاهيمي”، لأنه ربما نستخدم مشروعين مفاهيميين متناقضين، ونختار أحدهما أو الآخر حسب مقتضى الحال أو بحكم العادة. ويقول بأنه على الرغم من أن العالم يلتزم الدقة البالغة في مسائل التعريف وإنه يزدري عدم الاتقان مثل أي مؤرخ، ويأنف من سوء التفكير مثل أي عالم منطق فإنه لا يثق بالتصلب ويسعى إلى الكمال. وهو يبدي اهتماماً بجمال التعريف وأناقته أقل من جعل تعريفاته تناسب الحقائق وليس عواطفه وطموحاته. ومع ذلك يمكن إجراء البحث العلمي الرصين على نحو تام في مجالات العلوم كافة ومنها العلوم الاجتماعية والتي تخضع في الأبحاث والدراسات المتعلقة بها إلى الملاحظة والتسجيل أكثر من إجراء التجارب. 3- تطبيق الطرائق العلمية على هذه الدراسة، وهذا يصير جلياً من خلال الاعتماد على المؤرخين للتزويد بالحقائق الضرورية، خاصة مع وجود قدر كبير للغاية من المؤلفات التاريخية عالية السمعة والمستقلة التي تتناول الثورات الإنجليزية والفرنسية والأميركية والروسية. غير أن المشكلة الرئيسية هي الاختيار من بين هذا القدر الهائل من المواد، ويمكن التغلب عليها بشيء من التركيز في العمل البحثي. تجرد العالم يلفت برينتن إلى وجود عنصر جوهري في أية محاولة للعمل العلمي هو تجرد العالم، وبالنسبة للمؤرخ هذه هي قابلية إبقاء ملاحظاته عمّا حدث بدون التأثر مما كان يود أن يحدث، ومع ذلك لابد أن نكرر أنه يصعب في كل العلوم الاجتماعية تحقيق التجرد العلمي وهو مستحيل التحقيق في أي معنى “مطلق” أو “صرف”. ولذلك يسعى برينتن إلى جعل محاولته للوصف والتحليل بدون تقييم، ولن يكون ذلك ناجحاً تماماً لأن الاتمام في هذا العالم نادر والتجرد المطلق عالم قطبي غير مناسب للحياة البشرية، لأنه وبحسب ما يقول، من المستحيل دراسة الثورات بدون امتلاك مشاعر نحوها غير أنه من الممكن الاحتفاظ بالمشاعر على نحو نسبي خارج الدراسة وليس داخلها”. ثم يدلف برينتن إلى تناول ما يعرف بـ “الأنظمة القديمة” فيقول، وصلنا مصطلح “النظام القديم” (العهد البائد) من فرنسا، ويعني في سياق تاريخ فرنسا أسلوب حياة الأجيال الثلاثة أو الأربعة التي سبقت ثورة 1789. وقد توسع استخدامه على نحو معقول لوصف المجتمعات المختلفة التي نشأت منها ثوراتنا، ويشير إلى أنه بالنسبة إلى مجتمعات معينة، درس في أنظمتها القديمة تجتمع متغيرات معينة، ومع ذلك من غير المحتمل أن نجد في كل الحالات التي ندرسها علامة واضحة موجودة في كل مكان كي نتمكن من القول بأنه عندما تجد كذا أو كذا في مجتمع ما فإنك تعرف أن ثورة ستنشب بعد شهر أو سنة أو عقد أو أي وقت في المستقبل. أعراض متنوعة على العكس من ذلك تميل الأعراض إلى الكثرة والتنوع وهي غير منتظمة في نمط متسم بالتنسيق، ومن تلك الأعراض. 1- جوانب الضعف الاقتصادية والسياسية: لا جدال أنه في كل المجتمعات الأربعة التي ندرســها في هذا الكتاب شهدت السنوات التي سبقت نشوب الثورة مشاكل اقتصادية أو مالية خطيرة من نوع خاص. بغير أنه في كل تلك المجتمعات كانت الحكومة هي التي تواجه مشاكل مالية وليس المجتمعات نفسها. فلم تنشب ثوراتنا مع اقتصادات متدهورة أو في مجتمعات تشهد بؤساً أو كساداً اقتصادياً واسع الانتشار وطويل الأمد. ولن نجد في أي من مجتمعات العهد البائد أي شيء يشبه الأزمة الاقتصادية الواسعة النطاق. 2- انتقال ولاء المفكرين: ومن ذلك أن مؤرخ الثورة الفرنسية كوشان قال إن ما أطلق عليه “جمعيات الفكر” وهي مجموعات تجتمع لمناقشة التأثير الكبير لحركة التنوير قد تحولت تدريجياً إلى الإثارة السياسية وساعدت أخيراً في توجيه الانتخابات إلى مجلس الطبقات العامة عام 1789. وعلى الرغم من أن المدرسة الرسمية للمؤرخين في الجمهورية الثالثة كانت لا تثق دائماً بفكرة التخطيط المسبق للثورة الفرنسية الكبرى، من الصعب على غير المنتمي إلى الجماعة ألا يشعر أن كوشان قد وضع إصبعه على الشكل الجوهري لعمل مجموعة حولت مجرد الكلام والتأمل إلى عمل سياسي ثوري. ويقر مؤرخو الثورة الفرنسية أنه كان للماسونية دور في الإعداد للثورة. وكان واضحاً أن النشاط الماسوني في فرنسا في القرن الثامن عشر لم يكن مؤامرة شريرة إلا أنه كان حتماً بعيداً عن أن يكون نشاطاً اجتماعياً أو ترفيهياً أو تربوياً صرفاً. هدوء يسبق العاصفة حتى فترة الحكم الشخصي لتشارلز الأول التي سبقت الثورة الإنجليزية لم تكن تماماً هادئة وناجحة كما بدت على السطح. وهرب الكثير من الكهنة المتطهرين من سعي لاود إلى طردهم من الكنيسة الرسمية، ووجد الآخرون الكثير من الوعاظ المستقلين والمطابع. وقد كتب سترافورد عام 1638 أن “الشعب في أتم الهدوء، وإذا لم أكن مخطئاً، راضياً للغاية إن لم يكن مسروراً جداً بحكومة جلالته الحنونة وحمايتها”. إلا أنه كان مخطئاً جداً. لم تكن تلك السنوات العشر من الحكم الشخصي سوى الهدوء الذي يسبق العاصفة. الصحافة الصفراء صنع ثورة ما يتطلب أنواعاً كثيرة من الرجال والنساء بقدر ما يتطلب صنع عالم. والأرجح أنه، خصوصاً في فترات الأزمات، عينت الثورات الأربع في المراكز المهمة وحتى المسؤولية رجالاً من النوع الذين لا يحتلون في المجتمعات المستقرة مراكز مشابهة. ويبدو أن الثورات الكبرى تمنح السلطة أثناء فترات الأزمات إلى مثاليين متطرفين لا يحصلون عليها عادة. كما يبدو أنها تمنح المجال إلى مواهب خاصة، مثل مواهب مارا، وإلى الصحافة الصفراء والبحث عن الفضائح من النوع المثير للغاية. وهي تخلق بالتأكيد عدداً من الأماكن الفارغة لمنح الفرصة ليملأها شبان أذكياء ربما هم مجردون من المبادئ الخلقية، وربما يضمنون نيل بعض اهتمام الجمهور فترة ما على الأقل بالمتمرد والشاكي المزمن علاوة على المجموعة المجنونة من باعة العلاجات الاجتماعية والسياسية سؤال الأسبوع ساعة ثمينة أسبوعياً لكل فائز في السطر الثاني من الصفحة 177، ورد اسم دولة أوروبية .. ما هي؟ فرنسا انجلترا ألمانيا اسم المتسابق حسب جواز السفر : المدينة : رقم الهاتف: ترسل الإجابة إلى العنوان التالي : جريدة «الاتحاد» ص ب (791) يكتب على المظروف «مسابقة الكتاب الأسبوعية » - دنيا الاتحاد ملاحظة: سيتم استبعاد المشاركات المصورة أو التي ترسل دون الكوبونات الأصلية، الكتاب صادر عن مشروع «كلمة» وللحصول عليه يرجى التوجه إلى مكتبة المشروع الملحقة بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث. هاتف 6576192 - 02/ 6576101 - 02 بالاضافة إلى 121 منفذاً أخرى بكافة إمارات الدولة. ولمزيد من المعلومات يرجى الاتصال على هاتف رقم 0508703262/ 0501499714 وهما خاصان بالإمارات الشمالية. ? الفائزة عن مسابقة كتاب “ناسك الاقحوان” القارئة فاطمة راشد ساجواني والاجابة الصحيحة هي “الفوجي” آخر موعد لتسلم الإجابة يوم الأربعاء الموافق 4/8/2010
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©