الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جراحات التجميل لتحسين مظهر البدن وتجديد شبابه محرمة

جراحات التجميل لتحسين مظهر البدن وتجديد شبابه محرمة
10 مايو 2013 14:19
رفض علماء من الأزهر إجراء جراحات التجميل بقصد زيادة الجمال وتحسين منظر البدن وتجديد شبابه، وإبراز صورته بمنظر أحسن، مؤكدين أنه لا يجوز إجراء عمليات التجميل إلا في حالات الضرورة الملحة كفقد جزء من جسد إنسان لا يستطيع العيش بدونه، أو يواجه بسببه المشقة، أو ازدراء بعض الناس عند النظر إليه وهنا يمكن إجراء جراحات تحسينية مثل تصغير وتجميل الأنف وغير ذلك. حول الحالات التي يجوز خلالها الخضوع لعمليات التجميل، أوضح عدد من العلماء أن العمليات التقويمية الخاصة بإصلاح التشوهات التي ولد بها الإنسان، وكانت مخالفة لما عليه عامة البشر، أو التشوهات التي تحدث بعد الولادة لأسباب مرضية أو حوادث عارضة، يجوز إجراؤها إذا دعت إليها الضرورة، أو اقتضتها الحاجة الملحة بشرط ألا يترتب عليها ضرر أكبر من الضرر الحاصل مع وجود هذه التشوهات. إزالة العيب وتفصيلاً لذلك تقول أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية «بنات» بجامعة الأزهر الدكتورة إلهام شاهين: جراحة التجميل تنقسم إلى قسمين، الأول يتمثل في جراحة التجميل الحاجيّة، وهذا القسم يقصد به تلك العملية أو الجراحة التي يقصد منها إزالة العيب في بدن الإنسان سواءً كان في صورة نقص، مثل الشق في الشفة العليا «الشفة المفلوجة»، الذي يسمى عند العامة الأشرم، ونحو ذلك، وسواءً كان في صورة تلف، مثل العيوب الناشئة بسبب من خارج الجسم، كما في التشوهات الناشئة من الحوادث، أو الحروق، أو نحو ذلك، أو في صورة تشوه، مثل تشوه الجلد بسبب الحروق، أو التصاق أصابع اليدين أو الرجلين، أو البثور السود الكثيرة غير العادية على الوجه، وغير ذلك، فهذا القسم يجوز فيه إجراء العملية التجميلية، لأن هذا عيب يستضر الإنسان به حساً ومعنى. جراحة تحسينية أما القسم الثاني من جراحة التجميل، كما تقول الدكتورة إلهام، فيتمثل في عمليات جراحة التجميل التحسينية، ويقصد بها إجراء العملية الجراحية في بدن الإنسان لتحسين منظره، وتجديد شبابه، وإبراز صورته بمنظر أحسن مما خلقه الله عليه، ومن أمثلة ذلك تحسين الأنف وتجميله بتصغيره طولاً أو عرضاً، وكذا تجميل الثديين بتصغيرهما إن كانا كبيرين، أو تكبيرهما إن كان صغيرين، وكذا تجميل الوجه بشد تجاعيده، وكذا بتقشير جلد الوجه ليبدو أملس رقيقاً أبيض، ومن ذلك أيضاً إجراء العمليات التجميلية لتغيير الجنس وتحويره إلى خلق آخر من ذكر إلى ما يشبه الأنثى أو العكس ونحو ذلك، فكل هذا محرم لا يجوز، والأدلة على ذلك كثيرة، ومن أهمها قوله تعالى - حكاية عن إبليس-: (ولآمرنهم فليغيَّرن خلق الله)، ووجه الدلالة أن هذا الفعل تغيير لخلق الله تعالى، وعبث فيه، وقد جاءت هذه الآية في سياق الذم. حالات ضرورية وبالنسبة للحالات الضرورية أوضح أحد علماء الأزهر الدكتور منصور مندور أنه لا يجوز إجراء عمليات التجميل إلا في حالات الضرورة الملحة كفقد جزء من جسد إنسان لا يستطيع العيش من دونه، أو يواجه بسببه المشقة، أو ازدراء بعض الناس عند النظر إليه، وذلك بالرغم من أن تلك الإصابة ابتلاء من الله عز وجل، وقد اتخذ صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، أسنان من الفضة ومن الذهب، وكان أحد الصحابة قطعت أنفه، فاتخذ أنفاً من فضة ولما نتنت هذه الأنف - أي أصبح لها رائحة كريهة - اتخذ أنفاً من الذهب، وحدث ذلك أمام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولم يعلق، وسكوته هنا بمثابة إقرار على هذا الأمر، فالتعويض لا يضاهي به خلق الله، لأنه لا يتدخل في شكل ما صنعه الله، فالرجل والمرأة من ذوي الأنف أو الأذن الكبيرة بشكل غير عادي لا حرج عليهما في إجراء عملية تجميل تخفف عنهم ما يعانونه من نظرات الناس وسخريتهم، فالطبيب هنا يعيد العضو إلى حجمه الطبيعي، والقاعدة الفقهية تقول «حيثما وجدت المصلحة يسن شرع الله». وسيلة أخرى ويضيف: لا مانع من إجراء العمليات التجميلية التي لا تتدخل فيها الجراحة، ولا يترتب عليها ضرر على صحة الإنسان، وكذلك العمليات الجراحية التي تكون الحاجة إليها ماسة، ولا يتعين الاستعاضة عنها بأي وسيلة أخرى تدفع الضرر، لكن بشرط أن لا يكون فيها تغيير للخلقة الأصلية التي يتشابه فيها الناس جميعاً إلى حد كبير، أو أن يطلب - الرجل أو المرأة - من الطبيب أن يجري له عملية تجميلية ليبدو أجمل من غيره بتصغير أنفه أو توسيع عينيه، ولا يجوز أن يطاوعه الطبيب، لأن ذلك اعتداء على صنع الله الحكيم الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، ولو أوتي هذا الشخص الذي يقدم على مثل هذه العمليات بصيرة نافذة لرأى نفسه جميلاً في شكله العام، لكن الشيطان يدفع الإنسان لارتكاب هذه الحماقات في حق نفسه، فيسول إليه أنه مشوه الخلقة، ويحتاج إلى تقويم وتعديل، ويقول المولى عز وجل في حكاية عن إبليس: «ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن أذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبينا يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصاً». الغش والخداع ويستنكر الدكتور منصور إجراء عمليات التجميل «النيولوك» من أجل الغش والخداع، مؤكداً أنه لا يجوز للمرأة العجوز إجراء عملية تجميل لتظهر صغيرة السن، ولا من أجل التشبه بأحد الجنسين بالآخر سواءً الذكر أو الأنثى، ولا سيما أن الأطباء أكدوا أن لهذه العمليات آثاراً جانبية تحدث آلاماً مبرحة، ونجاحها مشكوك فيه، والخير هو أن نرضى بما خلقه الله لنا. وترى عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر سابقاً الدكتورة سعاد صالح أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تصوير، وإذا تشوه ذلك التصوير يجوز إجراء عمليات تجميلية لإعادته، فليست كل هذه العمليات تغييراً لما خلقه الله عز وجل، بل أن بعضها تغيير لإعادة ما خلقه الله، فهي تجميل لإزاله الضرر، والقاعدة الشرعية تقول «لا ضرر ولا ضرار». وتقول: أباح الإسلام للمرأة أن تتزين لزوجها بكل ما تستطيعه من أنواع الزينة المباحة التي لم يرد نص بمنعها وتحريمها، ومن ذلك الخضاب بالحناء، والكحل وكذلك البودرة والحمرة، ووضع أنواع الزينة على اختلافها على رؤوس النساء كالورود الصناعية والأشرطة الملونة. وإذا كان للمرأة سن طويلة أو أصبع زائدة أو أي عضو زائد، فإنه لا يجوز قطعه وإزالته؛ لأنه داخل في تغيير خلق الله تعالى أما إذا كان هذا السن أو الأصبع أو العضو يتسبب في أذى أو إعاقة في الأكل أو الكلام أو نحوهما، فيجوز للمرأة وكذا للرجل أن يزيل هذا العضو الزائد.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©