الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هايتي بعد خمس سنوات.. ماذا تغير؟

13 يناير 2015 22:42
قبل خمس سنوات شاهد العالم في هلع زلزالاً بقوة سبع درجات على مقياس ريختر يهز هايتي حتى النخاع. وفي بلد كان كثير من سكانه يعاني بالفعل من وطأة الفقر المدقع، دكت الكارثة آلاف وآلاف من المنازل لتلقي بالبلاد وشعبها في هوة اليأس. وتحرك ضمير العالم وجمع مليارات الدولارات لتقديم المساعدة لما يزيد على مليوني ناج أصبحوا فجأة بلا مأوى. وبعد المأساة، قطع مانحون تعهدات بإعادة إعمار هايتي وأن تصبح الجزيرة الكاريبية أقوى مما كانت عليه. وتعهد المانحون بأن يتم استبدال الأكواخ الهشة وظروف المعيشة البائسة التي كانت السبب الأول في تفاقم المأساة بمساكن أقوى وأكثر استدامة وتحسين ظروف معيشة السكان. والزلزال ضرب العاصمة «بورت أو برنس» في يناير عام 2010 وقدرت منظمة الصليب الأحمر في هايتي عدد قتلى الزلزال بنحو 50 ألفاً والمصابين والمشردين بنحو ثلاثة ملايين. لكن بعد نصف عقد من الزمن على وقوع الكارثة لم تتقاعس الحكومة عن تحسين نوعيه المساكن فحسب بل لم تقم بالبناء أصلاً في كثير من الحالات. ومازالت المباني الملائمة القادرة على الصمود لفترة طويلة أملاً بعيد المنال. وحكومة هايتي ربما تشير إلى إغلاق 90 في المئة من مخيمات المشردين باعتباره علامة على تقدم كبير. لكن هذا لا يكشف عن القصة بالكامل. فحلول مشكلات الإسكان التي تم تطبيقها لا يعتبر منها ما هو طويل الأمد أو مستدام إلا عشرين في المئة فقط. وأكثر من 60 ألف شخص طردوا من المساكن المؤقتة أو العشوائية. وغالبية من شردهم الزلزال مازالوا يعيشون في مساكن تمثل استجابة طوارئ فور وقوع كارثة وغير مناسبة بالمرة كسكن بعد سنوات من وقوع الكارثة. واضطر بعض الناس مثل امرأة تدعى جاكلين تحدثت مع عاملين في منظمة العفو الدولية في الميدان إلى مغادرة مخيمات الإيواء حتى قبل إغلاقها بسبب التكدس الشديد والافتقار للأمن. فبعد عشرة شهور قضتها جاكلين في المخيم، جمعت المرأة بعض الإمدادات التي حصلت عليها من منظمات الإغاثة الإنسانية وتوجهت إلى مستوطنة غير رسمية على أطراف «بورت أو برنس»، لكن الحياة لم تكن سهلة هناك أيضاً. فمسكنها عبارة عن بناء خرساني لم يكتمل دون كهرباء مع حفرة في خارجه لقضاء الحاجة. وتعين عليها شراء وحمل مياه الشرب بنفسها إلى مسكنها. وتعيش هي وجيرانها تحت تهديد دائم بالطرد من هذه المساكن. وقالت جاكلين «نود البقاء هنا ونحصل على دعم من الدولة لتوصل لنا الماء والكهرباء وتوفر لنا المدارس والمستشفيات... يجب على الدولة أن تساعدنا في بناء المساكن بشكل أفضل... بغير الدولة لا يمكننا أن نعيش بشكل جيد». ويتعين على حكومة هايتي والمجتمع الدولي ألا ينسوا مئات الآلاف من الهايتيين الذين شردهم الزلزال. فالحصول على سكن ملائم حق إنساني ويجب أن يكون أولوية في عملية التعافي وإعادة الإعمار في هايتي. ويتعين على سلطات هايتي أن تنفذ حلولاً طويلة الأمد للإسكان الملائم والميسور، وعلى المجتمع الدولي أن يدعم هذه الجهود بوضع ضمانات تحول دون الإخلاء القسري أو انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان. ويجب أن تكون كل جهود التعافي مستدامة، وأن تأخذ في اعتبارها السكان الأكثر ضعفاً وفقراً في المقام الأول. وفيما يتعلق بالإسكان فلن تجدي مجرد الحلول قصيرة الأمد. ويتعين أن تتمخض جهود التعافي عن إسكان آمن ومستدام لا يؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى إخلاء قسري. وكاتب هذه السطور يعتقد أنه يمكن إعادة بناء هايتي بشكل أفضل. وبعد مرور خمس سنوات على وقوع الكارثة يتعين علينا أن نتأكد أن الشعب الهايتي يستطيع المضي قدماً وأن ينظر إلى الأمام ملقياً وراء ظهره وإلى الأبد العواقب المروعة للزلزال. المدير التنفيذي لفرع منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة. ستيفن هاوكينز ينشر بترتيب خاص مع «تربيون نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©