النفط يرتفع بعد خفض إمدادات أوبك

ارتفعت أسعار النفط للعقود الاجلة متجاوزة 65 دولاراً في التعاملات الاوروبية أمس بعد أن قالت مصادر بصناعة النفط إن عدداً من أعضاء ''أوبك'' أجروا تخفيضات كبيرة في امدادات النفط الخام مما ساعد على استرداد الخسائر التي منيت بها السوق أمس الأول· وقال مصدر: إن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم خفضت الصادرات بنحو 900 ألف برميل يومياً عن الذروة التي بلغتها في أغسطس الماضي· وكانت أسعار النفط انخفضت بشدة من مستواها القياسي الذي تجاوز 147 دولاراً للبرميل في يوليو الماضي مع امتداد أثر الازمة الائتمانية إلى الاقتصاد الحقيقي وتراجع الطلب على الوقود في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم ودول أخرى كبرى· وارتفع الخام الاميركي الخفيف للعقود تسليم ديسمبر أمس 1,16 دولار إلى 65,7 دولار للبرميل بحلول الساعة 13,27 بتوقيت جرينتش في أعقاب هبوطه نحو أربعة دولارات في الجلسة السابقة· وشهد أكتوبر الماضي أكبر هبوط شهري لأسعار النفط على الإطلاق، وزاد خام القياس الاوروبي مزيج برنت 91 سنتاً إلى 61,39 دولار· وصدرت أمس الأول سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة التي أشارت إلى ضعف الطلب على النفط مما دفع الاسعار للتراجع وطغى على أي بوادر على خفض الانتاج السعودي بما يتفق مع قرار منظمة أوبك الشهر الماضي، وأوضحت بيانات أن مبيعات السيارات الاميركية انخفضت 32 في المئة في أكتوبر الماضي لتصل إلى مستويات لم تبلغها منذ نحو ربع قرن· وقالت مصادر بصناعة النفط أمس: إن السعودية خفضت إمداداتها النفطية لبعض كبار المشترين على أن يسري الخفض على الفور، وفي وقت سابق أمس أيضاً قال وزير النفط القطري عبدالله العطية لرويترز إن قطر خفضت صادراتها من النفط الخام إلى آسيا بمقدار 40 ألف برميل يوميا ابتداء من الشهر الحالي تماشيا مع اتفاق منظمة اوبك لخفض الانتاج بنسبة 5 في المئة· وأظهر مسح أجرته رويترز أمس الأول أن امدادات أوبك من النفط انخفضت في اكتوبر الماضي للشهر الثاني على التوالي مع تقلص انتاج السعودية وايران وأعمال الصيانة التي خفضت امدادات الامارات· ووفقا لنتائج المسح الذي شمل شركات نفط ومسؤولين في أوبك ومحللين تبدو دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) باستثناء العراق بصدد خفض الانتاج إلى المستويات الرسمية المستهدفة تمشيا مع اتفاق جرى التوصل إليه في العاشر من سبتمبر الماضي بهدف دعم الأسعار· وأظهر المسح أن امدادات أوبك تراجعت إلى 32,23 مليون برميل يوميا في اكتوبر الماضي من 32,34 مليون برميل يوميا في سبتمبر الماضي، ويتوقع المزيد من الانخفاض في الامدادات في وقت لاحق من العام الحالي مع تطبيق أوبك اتفاقا تم التوصل إليه في 24 أكتوبر الماضي· وقال هاري تشيلينجوريان كبير محللي النفط لدى بي·ان·بي باريبا: ''بسبب قيود لوجستية مثل الشحن والانتاج من الآبار فإن تأثير الخفض لن يظهر حتى ديسمبر المقبل أو مطلع يناير المقبل''· ونتج انخفاض الامدادات في أكتوبر الماضي عن تراجع الشحنات من السعودية وايران أكبر منتجين في أوبك وانخفاض الامدادات من الإمارات بسبب أعمال الصيانة· وتضخ أوبك نحو خمسي انتاج النفط العالمي، ووجد المسح أن 12 عضوا في اوبك يخضعون لنظام حصص الانتاج ضخوا 29,98 مليون برميل يوميا انخفاضا من 30,13 مليون برميل يوميا في سبتمبر الماضي ولكن بزيادة عن المستوى المستهدف وهو 29,67 مليون برميل يومياً، والعراق هو العضو الوحيد في أوبك الذي لا يخضع لنظام حصص الانتاج· وينتظر مزيد من الانخفاض في الامدادات بدءا من نوفمبر الجاري بعد قرار أوبك في 24 اكتوبر الماضي خفض الانتاج بواقع 1,5 مليون برميل يوميا استجابة للتراجع الحاد في الاسعار إلى حوالي 66 دولارا للبرميل من مستواها القياسي فوق 147 دولارا للبرميل الذي سجلته في يوليو الماضي· ويبلغ سقف الانتاج المستهدف لاوبك 27,3 مليون برميل يوميا اعتبارا من أول نوفمبر الجاري لكل أعضاء المنظمة باستثناء العراق واندونيسيا، وعوضت زيادة الامدادات من أعضاء آخرين في أكتوبر الماضي تراجع الامدادات جزئيا· ومن المتوقع نمو انتاج انجولا حوالي 100 ألف برميل يوميا نظرا لاستئناف الانتاج من حقل بلوتونيو التابع لشركة بي·بي بعد أعمال صيانة في منتصف اكتوبر الماضي، وتتزايد صادرات العراق من جنوب البلاد مما عزز المعروض إلى 2,25 مليون برميل يوميا من 2,21 مليون برميل يوميا في سبتمبر الماضي