الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بركة بنت ثعلبة حاضنة النبي

بركة بنت ثعلبة حاضنة النبي
22 مايو 2014 22:57
أحمد مراد (القاهرة) هي بركة بنت ثعلبة بن عمر بن حصن بن مالك بن عمر النعمان، المعروفة بأم أيمن الحبشية، مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحاضنته ومربيته، ورثها النبي - صلى الله عليه وسلم - من أبيه، ثم أعتقها، عندما تزوج بخديجة أم المؤمنين - رضي الله عنها. أسلمت أم أيمن منذ بداية دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - وحسن إسلامها، وهي صاحبة الهجرتين، حيث كانت برفقة النساء اللائي هاجرن إلى الحبشة أولاً، ثم هاجرت بمفردها من مكة إلى المدينة، سيراً على الأقدام، وليس معها زاد. عرفت أم أيمن النبي - صلى الله عليه وسلم - طفلاً، ونبياً مرسلاً، وعاشت مراحل النبوة كلها، وهي التي كانت مع آمنة بنت وهب أم النبي - صلى الله عليه وسلم - حين ذهبت إلى المدينة لزيارة بني النجار أخوال جده عبد المطلب، ولما عادت إلى مكة مرضت آمنة في الطريق، وتوفيت في الأبواء، فعادت أم أيمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصبحت حاضنته، وأوقفت نفسها لرعايته والعناية به، وغمرته بعطفها وحنانها، كما غمره جده عبد المطلب بحبه، وعوضه الله تعالى بحنان جده وأم أيمن عن حنان الوالدين، وأغرم به عبد المطلب غراماً شديداً وكثيراً ما كان يوصي الحاضنة أم أيمن قائلاً لها: يا بركة، لا تغفلي عن ابني، فإني وجدته مع غلمان قريباً من السدرة، وأن أهل الكتاب يزعمون أن ابني هذا نبي هذه الأمة. رعاية حسنة وبعد وفاة عبد المطلب حزن عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حزناً شديداً، تقول أم أيمن: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ يبكي خلف سرير عبد المطلب. وشب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقدر أم أيمن ويكرمها، لأنها كانت رضي الله عنها تقوم على أموره وشؤونه، وترعاه رعاية حسنة، فلما تزوج الرسول - صلى الله عليه وسلم - خديجة - رضي الله عنها - أعتق أم أيمن فتزوجها عبيد بن زيد الخزرجي، فولدت له أيمن، وأيمن هذا صاحب هجرة وجهاد، قتل يوم حنين رضي الله عنه. وكانت خديجة أم المؤمنين - رضي الله عنها - قد ملكت زيد بن حارثة فسألها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تهب له زيداً فوهبته له، فأصبح زيداً أثيراً لدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعتقه، ثم زوجه أم أيمن، فولدت له أسامة فكان يكنى به. ورغم كبر سن أم أيمن فقد أبت إلا أن تشارك في الجهاد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففي غزوة أحد خرجت أم أيمن مع النساء، وكانت مهمتها مداواة الجرحى والاعتناء بهم، وسقاية العطشى من المجاهدين، وكانت رضي الله عنها تحثو التراب في وجوه الذين فروا من المعركة، وتقول لبعضهم: هاك المغزل وهات سيفك. وفي غزوة خيبر خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرون امرأة كان من بينهن أم أيمن - رضي الله عنها - وأما ابنها أيمن فقد تخلف لمرض فرسه، وكانت أمه قد وصفته بالجبن. وفي سرية مؤتة قتل زيد بن حارثة - رضي الله - عنه فتلقت أم أيمن نبأ استشهاد زوجها، وهي صابرة محتسبة، ثم تأتي غزوة حنين وتشارك فيها أم أيمن، وفي تلك الغزوة يقتل ابنها أيمن، فتصبر وتحتسب ابنها عند الله تعالى ابتغاء مرضاته ومرضاة رسوله - صلى الله عليه وسلم-. فراق الرسول ومرَّت الأيام، وتوفي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتسرب النبأ وأظلمت على المدينة أرجاؤها وآفاقها بسبب فراق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقامت أم أيمن حزينة تبكي على فراق رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. وروي عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال أبو بكر - رضي الله عنه- بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزورها فلما انتهينا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله. فقالت: ما أبكي لأني لا أعلم أن ما عند الله خير لرسوله - صلى الله عليه وسلم-، ولكن أبكي لأن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©