الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القادر» لا حدود لعمله وسلطانه ولا راد لمشيئته

«القادر» لا حدود لعمله وسلطانه ولا راد لمشيئته
22 مايو 2014 22:58
الأسماء الحسنى أحمد محمد (القاهرة) «القادر» من أسماء الله الحسنى وقدرته تعني السيطرة والتمكن والهيمنة والتقسيم والتنظيم، ومعناه المستطيع المتمكن من الفعل بلا واسطة، صاحب النفوذ والسلطان والتصرف التام في جميع الأكوان، الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. ويؤكد العلماء أنه لا حدود لقدرة الله تعالى، ولا حدود لعجزنا عن فهمها أو تخيلها، فهو سبحانه، أوجد كل موجود، وخلق الكون وكل ما فيه من أشياء وكائنات جامدة أو متحركة وكل المخلوقات الحية، وهو الذي يدبر أمور الكون وما فيه، عالم الغيب والشهادة والغيب الذي لا يعلمه سواه، وقدرة الله هي السلطة والحكم المطلق الذي لا تعلوه سلطة أو حكم في الكون. مشتق من القدرة ودلت النصوص من الكتاب والسنة على أن «القادر» من أسماء الله الحسنى، وأن من صفاته أنه على كل شيء قدير، فقال تعالى: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)، «سورة الأنعام: الآية 37»، وقال عز وجل: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ...)، «سورة الأنعام: الآية 65»، وقال سبحانه: (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ)، «سورة يس: الآية 81»، وقال سبحانه: (فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ)، «سورة المرسلات: الآية 23»، وقوله: (وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ)، «سورة المؤمنون: الآية 95». قال الإمام الزَّجاج: الله القادر يعني أنه القادر على كل شيء فلا يفوته، ولا يعجزه شيء ولا يتطرق إليه العجز، ويرى الخطابي أن معنى اسم القادر مشتق من القدرة، أي أن الله قادر على كل شيء، كما يعني أنه عز وجل المقدر لكل شيء ويستشهد بدليل من قوله تعالى: (فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ)، «سورة المرسلات: الآية 23». المتمكن بسلطانه والقادر هو الموجد للشيء اختياراً من غير عجز ولا فتور، إن شاء فعل وإن شاء ترك، لا يمتنع ولا يحتجز عنه شيء، فهو ذو القدرة المطلقة، بيده ملكوت كل شيء، وهو علي كل شيء قدير، المسيطر بقدرته البالغة علي خلقه، المتمكن بسلطانه من ملكه. والأمور كلها تجري بقدر الله وتقديره وأقداره ومقاديره، فالله تعالي وحده «القادر» على أن يخلق وأن يرزق وأن يحيي ويميت ثم يبعث يوم القيامة، ثم يحاسب ويجزي، كل ذلك كان عليه يسيراً، يتولى عباده فيدبرهم وينزل عليهم مقاديره، ويقدر هذه المقادير في علمه، والقضاء والقدر منشأه عن علم الله وقدرته، ولما سئل الإمام أحمد عن القدر، قال القدر قدرة الله فهو سبحانه وتعالى يقدر أقدار العباد، فبقدرته أوجد الموجودات ودبرها وسواها وأحكمها، وبقدرته يحيي ويميت ويبعث العباد للجزاء ويجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته. وتتفق الفطرة الإسلامية على أن الله على كل شيء قدير، وبالتالي، فإنه سبحانه لا يفوته مطلوب ولا يعجزه شيء فقدرته متحققة متعدية لكل شيء، وفي وجود المخلوقات التي لا تحصى بتعدد أشكالها وبتنوع أصنافها برهان ساطع ودليل باهر وآية ظاهرة على كمال قدرة الله تعالى، وقد بسط سبحانه تلك الدلائل في مواضع شتى من كتابه الكريم، فمخلوقاته على تنوعها برهان على قدرته اللامتناهية وإرادته اللامحدودة، قادر على الإتيان بكل شيء وإحداثه سواء وكان كائناً أم لم يكن. عجائب والسماء من أكبر الأدلة على قدرة الخالق تبارك وتعالى في ارتفاعها، وما فيها من نجوم وأفلاك، وشمس وقمر وسحاب، وفي الأرض من المخلوقات والعجائب ما يبهر العقول، ويستولي على النفوس، (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ)، «سورة الذاريات: الآية 20» وفيها من الآيات الدالة على عظمة خالقها وقدرته الباهرة مما ذرأ فيها من صنوف النبات والحيوان والجبال والأنهار والبحار، وما بثّ فيها من أنواع الدواب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©