الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أميركا وإسرائيل تسعيان لاحتواء الخلاف حول عملية السلام

16 يناير 2014 00:46
واشنطن، القدس (وكالات) ـ قلل وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس من أهمية الأقوال المسيئة التي صدرت عن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون بحقه، مؤكداً إيمانه بقوة بفرص السلام. فيما اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أن بالإمكان الجسر بين المواقف الأميركية والإسرائيلية بشأن مقترحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، حول اتفاق إطار لمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال كيري «اتكلم مع رئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو بشكل مستمر وكلانا ملتزم بالمضي قدماً في عملية السلام، ولا يمكن أن ندع بعض التصريحات تخرب هذه الجهود، وأنا شخصياً لا أنوي ذلك». وأضاف للصحفيين في الكويت حيث شارك في مؤتمر المانحين للشعب السوري «حيثما اذهب، وحتى هنا في الكويت، الجميع يتحدث بعرفان ازاء الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وازاء التزام الرئيس باراك أوباما بالسعي لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين». واعتبر كيري أن «هناك خيارات صعبة يجب أخذها، ونحن نعمل مع الطرفين» مؤكداً أنه سيعمل «مع الأطراف المتلزمة بالسلام والملتزمة بهذه العملية، وبعد خمسة أشهر من المفاوضات انا اؤمن بقوة بفرص السلام وادرك تماماً أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر». وكان وزير الدفاع الإسرائيلي شن الثلاثاء هجوماً لاذعاً على كيري وقال إنه يعاني من «هوس غير مفهوم» بالنزاع في الشرق الأوسط، ما أثار رد فعل غاضباً من واشنطن، الحليفة الرئيسية للدولة العبرية. واجبر يعالون في وقت متاخر الثلاثاء على تقديم اعتذاره بعد رد شديد اللهجة من البيت الأبيض والخارجية الأميركية. وأكد يعالون في بيان أنه «لم تكن لديه أي نية لإهانة وزير الخارجية وأنه يقدم آليه اعتذارا اذا كانت قد مسته التصريحات التي نسبت الى وزير الدفاع». وجاء اعتذار وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي ينتمي لحزب الليكود اليميني، عقب اجتماع استغرق ساعتين بينه وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مقر إقامة الأخير بالقدس الغربية. وقالت صحف إسرائيلية إن نتنياهو وبخ فيه يعالون بسبب تصريحاته. وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني اعتبر في وقت سابق أن «تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي اذا ثبت أنها نقلت بدقة، مهينة، وفي غير محلها، وخصوصاً بالنظر الى كل ما تقوم به الولايات المتحدة دعماً لحاجات إسرائيل على الصعيد الأمني». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي، في البيان الذي أصدرته في روما، حيث توقف كيري قبل توجهه إلى الكويت، أن «كيري وفريقه يعملون ليل نهار لتعزيز الأمن لإسرائيل بدافع اهتمامه الشديد بمستقبلها». وأضافت أن التشكيك في دوافعه وتشويه أهدافه أمر لا يتوقع من وزير دفاع دولة حليفة للولايات المتحدة. من جانب آخر قال شيمون شيفير؛ وهو أول صحفي نقل التصريحات في صحيفة «يديعوت احرونوت» ، «ليس سراً أن نتنياهو يفكر بالطريقة نفسها. لكن يعالون وخلافاً لنتنياهو، ليس مستعداً لأن يكون جزءاً من التمثيلية حول المحادثات مع وزير الخارجية الأميركي». ونقلت الصحيفة أيضاً عن مسؤول كبير في الليكود وهو الحزب الذي يتزعمه نتنياهو بأن «يعالون قال بصوت عال كل ما يفكر به نتنياهو بهدوء»، مشيراً الى أن «قدرة نتنياهو على الاحتمال (بمواجهة الضغوط الأميركية) شارفت على نهايتها». وكانت صحيفة «يديعوت احرونوت» ذكرت مساء أمس الأول أن يعالون شن هجوماً لاذعا على كيري في محادثات خاصة مع مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، حيث قال «وزير الخارجية جون كيري- الذي وصل هنا مصمماً ويتصرف انطلاقاً من هوس في غير محله وحماسة تبشيرية - لا يستطيع أن يعلمني أي شيء عن النزاع مع الفلسطينيين». وأضاف أن الأمر الوحيد القادر على حل الوضع هو في حال «منح جون كيري جائزة نوبل ليتركنا بسلام». وأضاف أن «الخطة الأميركية للترتيبات الأمنية التي عرضت علينا ، لا تقدم لا الأمن ولا السلام». ونقل عنه القول إن «الخطة لا تستحق الورق الذي كتبت عليه». ونأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنفسه عن تصريحات يعالون في افتتاح الجلسة الشتوية للبرلمان. وقال «حتى عندما تكون بيننا وبين الولايات المتحدة خلافات، فانها تتعلق بالمسألة نفسها وليس بالأشخاص». من جهته، أشاد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز «بالتزام وزير الخارجية كيري الاستثنائي لمصلحة السلام». كما انتقد يعالون أيضاً المقترحات الأميركية حول الترتيبات الأمنية للحدود بين الأردن والدولة الفلسطينية في غور الأردن. وقال معلق في صحيفة معاريف اليمينية «اصبح وزير الدفاع يعالون الذي يحاول تدمير عملية السلام ببطء». من جهته، قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي يوفال شتاينتز إنه «موافق على محتوى» تصريحات يعالون ولكنه أشار الى أنه كان يتوجب عليه تجنب «الإهانات الشخصية». من جانب آخر قال ليبرمان، المتواجد في جنيف، في مقابلة أجرتها معه صحيفة «معاريف» ونشرت مقاطع منها أمس، يبدو أنه بالإمكان الجسر بين المواقف الأميركية ومواقفنا، وأن إسرائيل مستعدة للذهاب بعيداً لكن مفتاح ذلك هو الترتيبات الأمنية. وأضاف ليبرمان في تصريحات متناقضة مع مقالة وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، « إن الأمر الواضح هو أنه من أي مكان انسحبنا منه، دخل الإيرانيون إليه، ولذلك فإن الترتيبات الأمنية هي الأمر الأساسي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©