الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد العنقودي: مغامراتي وضعتني في مواجهة الموت مرات عدة

خالد العنقودي: مغامراتي وضعتني في مواجهة الموت مرات عدة
5 نوفمبر 2008 01:32
- بلغ حبُّ هذا الشاب للمغامرة درجة الهوس غير العادي، استطاع أن يجوب مناطق السلطنة من أدناها إلى أقصاها، ليزور بعدها ثلاث قارات وأربعين دولة· كان في معظم هذه الرحلات بمفرده، وتواعد في بعضها مع أصدقائه الفرنسيين· إنّه الشاب خالد بن سعيد العنقودي الذي يحدثنا عبر هذا اللقاء عن حبه للترحال والمغامرات وقصص تعرضه للعديد من الحوادث كاد يلقى مصرعه في بعضها، فقد انقلبت الحافلة التي كانت تقله عند قيامه بجولته في آسيا، واعتقلته السلطات الإيطالية على الحدود في الفترة التي تلت أحداث سبتمبر، كذلك حوصر في الأودية في شمال إيران، وكادت أن تفتك به الحيوانات المفترسة في أفريقيا، وصولاً إلى التقائه بشبان يابانيين في ألمانيا وصلوا رام الله بفلسطين، وشاركوا في رمي الحجارة على الإسرائيليين· ولع خالد بالمغامرة مكّنه من التحدث بخمس لغات أجنبية، وهو يعكف حاليا على دراسة اللغتين الإسبانية واليابانية، كما يعمل في صمت على إنجاز مذكراته الحافلة بالأحداث· هنا محاولة للدخول في أعماق رحلات خالد ومغامراته الفريدة، سعينا عبرها لرصد لحظات جميلة وصعبة من عمره، عمل على توثيقها في عدة أفلام تسجيلية· * كيف تولد حب المغامرة والترحال لديك وما هو دافعك إلى ذلك ؟ منذ صباي وطفولتي كنت أرافق والدي في تنقلاته، ثم كبر في داخلي حب التنقل والسفر وصعود الجبال التي كانت تجاور منزلنا كباقي منازل عمان، و كانت أحلامي تكبر مع كل مغامرة، حتى أنهيت دراسة الدبلوم التجاري، ثمّ حصلت نقطة التحول في حياتي بحصولي على عمل ، وكنت وقتها أبلغ من العمر 20عاما· اشتريت دراجة هوائية من أول راتب حصلت عليه، وبدأت التخطيط لمساري الجديد، فقررت القيام بأول رحله إلى خارج الوطن عند أول إجازه أحصل عليها· قادني هذا الحماس إلى دول الخليج ، رغم اعتراض أهلي على ذلك لخوفهم علي، ولكن إصراري وطموحي كانا كبيرين· بدأت رحلتي بالانطلاق من السلطنة على متن دراجتي الهوائية لأمرّ بدولة الكويت، حيث كدت ألقى مصرعي جراء شاحنة انحرفت عن مسارها باتجاهي، لكن عناية الله أنقذتني من موت محقق· وأثناء سيري داخل الأراضي السعودية سقطت مغشياً عليّ بفعل حرارة الشمس· وقد أنقذني بعض العابرين ممن صُودف مرورهم بقربي· كنت أنوي إكمال رحلتي باتجاه العراق ، لكن إحساس المغامر في داخلي كان يخبرني بأن شيئاً ما سيحدث، وعدت إلى السلطنة· ؟ كيف تبدأ رحلتك دائماً ومتى كانت زيارتك الأولى خارج القارة؟ قبل كل شيء أعكف على الاستطلاع، وقراءة كتب الجغرافيا والتاريخ لمعرفة طرقات المستكشفين والرحالة، والاطلاع على عادات وتقاليد الشعوب، ويشكل ذلك بعض استعداداتي الأساسية قبل قيامي بأي رحلة، كما أحرص على أن يكون في حوزتي دائماً دفتر صغير أدون عليه ملاحظاتي ومذكراتي· عام 1993 بدأت أشد العزم نحو القيام برحلة تأخذني إلى قارة أفريقيا، وبالتحديد إلى جمهوريات تنزانيا وكينيا ومصر، و أخذت في تجهيز مستلزماتي الضرورية وهي بنطالان ومظلة تقيني من ضربة الشمس أو المطر وبوصلة وسجادة صلاة ومصحف صغير، لأعلن جاهزيتي وأستقل الطائرة إلى تنزانيا حيث تجولت في أراضيها تارة ماشياً وتارة بالعبارات البحرية بين الجزر، وتوغلت إلى قرى قبائل الماساي الذين كانوا منبهرين من ملامحي· اتجهت بعدها قاطعاً بحيرة فكتوريا، ثمّ توجهت إلى كينيا ماراً بمحميات الحيوانات التي كادت أن تفتك بي، لأعود إلى نيروبي حيث تعرضت لسرقة محفظتي، لكن حنكتي كمغامر جعلتني أحسب حساباً لكلِّ التوقعات، فأكملت الرحلة التي خططت لها، لأستقل طائرة إلى جمهورية مصر العربية وأزور معظم مدنها· ؟ ماهي الحوادث والغرائب والطرائف التي صادفتك أثناء ذلك؟ بعد أفريقيا فكرت القيام برحلة أخرى آسيوية تشمل اندونيسيا وسنغافورة وماليزيا وتايلاند حتى وصلت بالقرب من حدود بورما، فأمضيت شهرين من العناء والتعب والمخاطر وسط الطبيعة الآسيوية الحافلة· وفي إحدى هذه الدول انقلبت الحافلة التي كنت أستقلها بسبب المطر الشديد وانزلاق التربة الطينية، لكن رحمة الله الواسعة أنقذتني من موت محقق كاد أن يفتك بي مرة أخرى· و قمت برحلة إلى إيران حيث أقمت عدة ليال في طهران، وتزلجت على منحدرات جبل ''أب علي''، وتوجهت إلى شمال إيران حيث الاخضرار وسفوح الجبال مما سهل لي بلوغ تركيا بعد ما عبرت منطقة تبريز، وأذكر أنه قد صادفني موقف عصيب عندما سألت بعض السيدات عن الطريق المتجه إلى بحر قزوين ، فأشرن لي بالاتجاه الصحيح، فشكرتهن وصافحتهن وإذا بأزواجهن وأقاربهن يلتفون من حولي ويتهموني بالعمل الفاضح، مما أصابني بالذهول لعدم تفهمهم موقفي، وبدأت أشعر بالخوف عندما زاد تجمهرهم من حولي، حتى فوجئت بأحدهم ينتشلني من المأزق· وفي النهاية ولجت إلى داخل الأراضي التركية قاصداً الإقامة في اسطنبول، لأبحر بعدها في مضيق البوسفور منتقلا من آسيا إلى أوروبا، وركبت عبّارة أوصلتني إلى مناطق الأناضول، حيث كنت متواعداً مع رفاق لي من أوروبا، ومررت على بحر مرمرة و إيجة و كوسداسي، ثم توجهت إلى رومانيا، لأعود متجها إلى باموكالا ومنها بلغت كبادوكيا ذات مخلفات البراكين وهي من ضمن حواضر الأناضول، وهناك أقمت في كهوف الجبال التي تمتاز ببرودتها الشديدة· وهي كهوف لا يمكن دخولها إلا عبر الزحف على الظهر لاجتياز مسافة تعادل ثمانية طوابق تحت الأرض، ويقال إنها حفرت أثناء الاضطهادات العرقية والدينيه التي كانت تجتاح المنطقة· وكان الولوج إلى وادي جوربة ذي الغابات الكثيفة والمنحدرات السحيقة بانزلاقاته المروعة والكنائس المحفورة في عمق الجبال، وهو يمتاز بكثافة غاباته وأشجاره وبوفرة الزواحف التي تختبئ فيه، وقد ضللت طريقي، وفشلت في قراءة مسارات الخرائط التي بحوزتي، ومعروف عن الأتراك انهم لا يتكلمون غير اللغة التركية، فلم أجد من أستنجد به إلى أن حل الظلام· لاحقاً حصلت على منحه تعليمية لمدة شهرين في فرنسا، فذهبت إلى العاصمة باريس واتجهت بعدها جنوباً نحو مومبلييه، كما زرت مدن تولوز ونيس وتور وكثيراً من المدن والضواحي والفرنسية، مستخدماً عدة وسائل نقل كالقطارات والحافلات وغيرها أوصلتني إلى بعض المدن الإسبانية والإيطالية، وقصدت جنوغبل التي تحدها جبال الألب ثم جنيف· وكانت فرنسا بمثابة محطتي الرئيسية نحو باقي الدول الأوروبية، انطلقت منها باتجاه جنوى الإيطالية، وفيها حصل ما لم أكن أتوقعه، عندما أشتبه بي لأني كنت أرتدي بزة ذات عدة جيوب كالتي يرتديها الصحفيون لأتعرض للتفتيش والمساءلة· وتوغلت إلى المدن الإسبانية كمدريد وغيرها لأرجع بعدها إلى محطتي الرئيسية باريس حيث استقللت قطارا لأصادف أمطارا غزيرة وعاصفة هوجاء، مما اضطرني للمبيت وحيدا في عربات القطار· بعدها شددت رحالي إلى الأراضي الهولندية أمستردام وروتردام ودنهاج التي زرت فيها محكمة العدل الدولية، ومنها توجهت نحو المدن الألمانية، ومررت بكولن التي تضم صخرة لورلي، وغيرت قطارا آخر في هذه المحطة متجها إلى براغ وبرلين وهامبورغ حتى بلغت فرانكفورت وأقمت بها بجانب نهر الراين الشهير، واعتليت أشهر أبراجها ومن ضمن خط سيري أيضا توجهت للعاصمة البلجيكية بروكسل وزرت الأتوميوم أشهر معالمها، ثم غادرتها باتجاه دوقية لكسمبورج وتجولت بين قلاعها وأبنيتها التاريخية، وأثناء عودتي إلى محطتي الرئيسية باريس تعطل القطار، فشددت رحالي عبر نفق المانش باتجاه العاصمة البريطانية لندن التي زرت معظم معالمها وإطلالاتها وشوارعها كشارع أجور رود ولندن وتور بريدج ونهر التايمز، طفت بعدها في شيفلد وليستر ومانشستر· ؟ ما هو حجم الإنجاز الذي حققته برأيك؟ زرت حتى الآن 33 بلدا وتمكنت من التقاط 5800 صورة لأجمل المناظر والمعالم في العالم والتي شاهدتها ومررت عليها ، كما أنّ لدي أصدقاء في أغلب دول العالم التي مررت بها بالإضافة إلى أصدقائي الفرنسيين · لصوص القطار يقول خالد العنقودي: دائما أطمئن أسرتي عندما تحط قدماي في كل دولة ، ولكنني لم أكن أخطرهم بما أتعرض له كي لا أصيبهم بقلق، ويكفي أنه خلال إحدى رحلاتي اقتحمت عصابة من اللصوص القطار الذي كنت أستقله، وفي بعض الدول التي كنت أصلها كنت لا أجد مكانا للنوم، كما حصل لي في هولندا عندما لم أجد مكانا يؤويني ولم أجد مفرا من البحث عن مكان آمن فاضطررت لأن أنام خارج محطة القطارات وأن أتعرض لمساءلة الشرطة· هوايات أخرى حول هواياته الأخرى يقول خالد: أنا عضو بعدة جمعيات داخل وخارج السلطنة، وبجانب هواية المغامرات التي أعشقها أهوى التصوير والغوص والفروسية والتزلج، وأعكف حاليا على كتابة مذكرات مغامراتي في كتاب أطبعه قريبا إن شاء الله، وسأواصل رحلاتي كلما سنحت الفرصة لذلك· ويضيف: أخطط للعام القادم للذهاب إلى جمهورية بنجلاديش ومنها نحو الهند لأقصد بعدها جبال الهمالايا بالنيبال، بغرض الاستمتاع برياضة تسلق الجبال، وقد اتفقت مع رفاقي الفرنسيين على الالتقاء بهم هناك و قبلها سأخوض دورة تدريبية مع مدرب ألماني من خبراء تسلق الجبال·
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©