«الهلال» تعتزم إنشاء مستشفى ميداني وتكفل 2000 يتيم نجوا من الزلزال

تعتزم هيئة الهلال الأحمر إنشاء مستشفى ميداني في هايتي لمعالجة المصابين والمتضررين، نتيجة الزلزال الذي ضرب البلاد مؤخراً، وفقاً لحميد راشد الشامسي رئيس بعثة “الهلال” في هايتي ومدير إدارة الإغاثة والطوارئ، الذي أشار إلى أن المستشفى سيحتوي على نحو 50 سريراً مع طاقم طبي متخصص. وسيتم إنشاء المستشفى خلال فترة تتراوح بين أسبوع و10 أيام بالتنسيق مع الصليب الأحمر في الدومينيكان وعدد من منظمات الإغاثة العالمية، حيث تعاني المنطقة من نقص في الخدمات الطبية المقدمة للمتضررين من الزلزال. وأكد الشامسي أن هذه الخطوة تأتي دعماً للجهود الدولية لدعم ومساندة هايتي، وذلك ضمن جهود هيئة الهلال الأحمر لإغاثة سكان المنطقة من خلال تزويدهم بالخدمات الطبية والغذائية والاحتياجات الأخرى مثل الخيام والبطانيات وغيرها. في هذه الأثناء وصلت إلى جمهورية الدومينيكان أمس، طائرة الإغاثة الثانية لهيئة الهلال الأحمر ضمن الجسر الجوي الذي تسيره الهيئة لإغاثة منكوبي الزلزال، وتحمل الطائرة نحو 100 طن من مواد الإغاثة العاجلة تشمل نحو 600 خيمة و10 آلاف بطانية ومواد طبية متنوعة بينها 100 حقيبة عمليات ميدانية، يمكن استخدامها لإجراء عمليات جراحية ميدانية للمصابين. وسيتم الاستفادة من هذه المواد في توفير الدعم لنحو 5 مستشفيات في الدومينيكان تقع في المناطق الحدودية المحاذية لهايتي، إضافة إلى الدعم الذي سيقدم للمتضررين داخل هايتي بالتنسيق بين هيئة الهلال الأحمر وعدد من المنظمات الدولية وحكومة الدومينيكان. وكانت الطائرة الأولى للهلال الأحمر وصلت إلى هايتي الأربعاء الماضي، بحمولة بلغت نحو 45 طناً منها 250 خيمة وبطانيات وغيرها من المواد، حيث يتم توزيع هذه المواد على المتضررين داخل الأراضي الهايتية. على صعيد متصل، عقدت بعثة هيئة الهلال الأحمر عدداً من الاجتماعات مع عدة أطراف، كان آخرها الصليب الأحمر في الدومينيكان، حيث تم التباحث حول تنسيق الجهود بشأن كيفية تقديم الدعم والمساندة في جهود إغاثة سكان هايتي، والإجراءات التي يمكن للهيئة اتخاذها لتفعيل هذه الجهود على أرض الواقع، واحتياجات الصليب الأحمر في هذا الشأن والتي يمكن أن تساهم فيها الهيئة. كما تم الاتفاق مع إحدى المنظمات العالمية المعنية برعاية الأيتام في هايتي، على تقديم الدعم لها عن طريق توفير مواد غذائية ومياه توفر احتياجات ما يقارب ألفي طفل يتيم موجودين في هايتي حالياً، حيث أكد مسؤولون في المنظمة أهمية توفير المواد الغذائية بأسرع وقت ممكن، وهو الأمر الذي ستتكفل به “الهلال”. وحضر اللقاء إلى جانب حميد الشامسي، فهد بن سلطان مدير مركز الإمداد بالهيئة. من جانب آخر، زارت بعثة الهيئة والوفد الإعلامي المرافق مستشفى داريو كونترايداس في عاصمة جمهورية الدومينيكان “سانتو دومينجو”، والذي تم تخصيص أقسام فيه لاستقبال العشرات من المصابين في زلزال هاييتي، وتم الاطلاع على حالة المصابين واحتياجاتهم، إضافة إلى مناقشة أشكال الدعم الذي ستقدمه الهيئة للمستشفيات بهدف مساندتها في توفير احتياجات هؤلاء المصابين. وأكد حميد الشامسي أهمية دور الهلال الأحمر في مد يد العون للأفراد والحكومات المتضررة نتيجة الكوارث الطبيعية مثل الزلازل وغيرها من الكوارث، مؤكداً حرص دولة الإمارات وهيئة الهلال الأحمر على المساهمة الفعالة في تفعيل ودعم جهود الإنقاذ الدولية في هايتي وغيرها من المناطق التي تتعرض لمثل هذه الكوارث الطبيعية في أي مكان بالعالم. وكانت “الهلال الأحمر” أعلنت قبل يومين عزمها توفير الدعم والمساندة لخمسة مستشفيات في الدومينيكان تقع على المناطق الحدودية مع هايتي، حيث أدى استقبال مئات المصابين من هايتي إلى حدوث نقص في المواد الطبية والإمكانيات المتوافرة في هذه المستشفيات. وتعرضت هايتي لزلزال عنيف قبل أقل من أسبوعين، وسط توقعات بأن يصل عدد القتلى إلى 200 ألف شخص، وأدى الزلزال إلى تشريد ما يقارب 3 ملايين شخص بعد أن انهارت معظم المباني والمساكن والبنى التحتية في هايتي. وتقع هايتي في جزيرة على البحر الكاريبي، وتعتبر الدومينيكان الدولة الأقرب لها حيث تقع على الجزيرة نفسها، وتتجه جهود الإغاثة الدولية نحو الدومينيكان والتي يتم من خلالها إدخال المساعدات إلى هايتي.