انضمت كوريا الجنوبية مؤخراً لفئة أكبر دول العالم إنفاقاً على السلع والمشتريات الفاخرة والثمينة، إذ تتنامى الثروات وتشهد كذلك موجات من السياح المهووسين بالتسوق، بحسب ما كشف عنه مسح أجرته مؤسسة “ماكينزي اندكو” مؤخراً.
وكشف المسح المعني بمشتري البضائع الفاخرة عن أن تلك المنتجات تروق للمتسوقين الكوريين الجنوبيين علي نحو يفوق دولاً أخرى. واكتشف المسح أن خمسة في المئة فقط من الكوريين الجنوبيين يشعرون بالذنب أو الندم لإنفاقهم النقود على أصناف فاخرة أو يعتقدون أنهم يهدرون نقوداً عليها. وقال 22 في المئة من الكوريين الجنوبيين المستطلع رأيهم إنهم يعتقدون أن التفاخر ببضائع فاخرة يعد أمراً كريهاً وهي نسبة تقل كثيراً عن المستطلع رأيهم من اليابانيين والصينيين.
ويعزى ذلك جزئياً إلى تجانس ثقافة كوريا الجنوبية التي تشجع الناس على تمييز أنفسهم بما غلا من المنتجات من جهة، وتحثهم على التعايش مع من يفعل ذلك من جهة أخرى. هذا بالإضافة إلى أن هناك ثقافة كورية متأصلة تقدر مهارات الصناعة اليدوية خلقت نوعاً من الاحترام للمنتجات الراقية بحسب ايمي كيم الشريكة في “ماكينزي” بسيؤول والخبيرة في مجال الأسواق الاستهلاكية التي تقول إن بعض المشترين ربما يكونون قد اشتروا صنفاً فاخراً من أجل تقليد الآخرين، غير أنه بعد شرائهم المرة الأولى يلاحظون الفرق في الجودة. وأضافت أن نتائج المسح تظهر أنه لا يزال في كوريا الجنوبية مجال لنمو البضائع الفاخرة التي دخلت البلاد سريعاً في السنوات القليلة الماضية. وهناك عدد من الشركات ومجموعات الاستثمار الكورية التي استحوذت على أسماء تجارية فاخرة من أصحابها الأوروبيين على مدى السنوات العشر الفائتة.
ووسط الأزمة الاقتصادية العالمية لم يفد سوى متسوقون من كوريا الجنوبية والصين في مسح ماكينزي وبأعداد كبيرة، بأنهم أنفقوا في العام السابق على بضائع فاخرة أكثر من أي وقت مضى، حيث قال نحو 46 في المئة من الكوريين الجنوبيين المستطلع رأيهم في الاستبيان إنهم أنفقوا على أصناف فاخرة خلال الاثنى عشر شهراً الماضية أكثر من ذي قبل، كما أفاد 44 في المئة من الصينيين بذلك. وتعد هذه النسب أعلى كثياً جداً من النسب في كل من اليابان والولايات المتحدة وأوروبا. يذكر أن كوريا الجنوبية تشكل نحو 4 في المئة من الإنفاق العالمي على البضائع الفاخرة. غير أن هذا التوجه تأخر قليلاً نظراً لتكثيف توزيع البضائع الفاخرة على متاجر المتنوعات الضخمة ومحال السوق الحرة المعفاة من الجمارك. بيد أنه في العام السابق، وللمرة الأولى تمكنت كبرى الماركات الفاخرة من فتح متاجر مستقلة في مراكز تسوق جديدة في كل من سيؤول وبوسان.
ومن المخطط فتح مراكز تسوق جديدة في كل من سيؤول وإنشون ستستوعب متاجر مستقلة لأشهر البضائع الفاخرة في العالم، كذلك اجتذبت متاجر تجزئة البضائع الفاخرة في كوريا الجنوبية متسوقين من السياح اليابانيين والصينيين بأعداد ضخمة العام الماضي حين كانت قيمة عملة الوون الكورية أقل كثيراً من قيم العملات الرئيسية الأخرى.
عن« وول ستريت جورنال»
عدد اليوم
