مختار بوروينة (الجزائر)
صدر مؤلف جديد للكاتب والمحلل الإعلامي وأستاذ القانون الجزائري عمار بلحيمر، يحمل عنوان «سبل السلام: الرحمة والوئام والمصالحة في العالم»، عن مؤسسة النشر والإشهار الجزائرية في 303 صفحة، يرصد مختلف أوجه الإرهاب الذي يضرب العالم ويحلل بدقة طريقة معالجة هذه الآفة في الجزائر.
وحسب المؤلف فإن جرد طرق معالجة آفة الإرهاب خصص له فصلين كبيرين متعلقين بـ«المعالجة الناعمة» غداة الأنظمة الديكتاتورية والقضاء على التطرف الذي يكمله جرد لأنماط العلاج بالصدمة في آسيا الوسطى وسنغافورة المعروفة بـ«ترسانة تشريعية قوية». ويذكر «أولئك الذين نسوا أو يتناسون الإرهاب الذي يستنزف قوى العالم بأسره إلى حد بعيد بإعادة اشتعال الفتيل لعالم غربي لطالما تلاعب بالنار ولاسيما من خلال استعمال الديانات لأغراض سياسية في مكافحة الاتحاد السوفييتي (أفغانستان)».
وسجل، بلحيمر، من خلال تخصيصه لفصل لتقديم الطريقة الجزائرية للحوار والوئام والمصالحة، أن هذه السياسات «تنم عن تنوع السبل الكفيلة بتحقيق المصالحة بين الأطراف أو القوى وإيصالها إلى بر الأمان المتمثل في إيجاد السلام». واعتماداً على «النماذج «العنيدة» و«التأويلات المبكرة» الموروثة عن مدرسة علم النفس الجزائرية، يرى الكاتب مجتمعاً قائماً على قالب للسلم يلجأ دائماً إلى الطريق السلمي للتبادل والحوار والاتفاق لإيجاد مخرج لهذه الخلافات على الرغم من الضغوطات الخارجية التي لا يمكن أن يمنعها الانفتاح الجيوسياسي الكبير على العالم.
ولقد اختارت مكافحة الإرهاب في الجزائر «النهج القانوني، بدءا بالمعالجة الأولية للقانون المتعلق بالإرهاب والتدمير، اعتماداً على قاعدة التسامح مقابل العفو التي رافقها مؤسساتياً إجراء قانوني في مجال حماية حقوق الإنسان، ويوجد نفس مفهوم التسامح تحت طيات قانون الوئام المدني، حيث توج الطريق الذي اختارته الجزائر لمعالجة مسألة الإرهاب «بالميثاق من أجل السلم والمصالحة الوطنية».
وخصص المؤلف لهذا الميثاق جزءاً كبيراً في كتابه من خلال العودة إلى مقوماته وتصوراته من أجل الحصول على نص قانوني متميز وحصري من خلال نمط تحضيره والتوصل أخيراً إلى حصيلة إيجابية.
وفي جزء ثالث وأخير، تطرق بلحيمر إلى المحاكمة الجارفة التي تعرض لها الإسلام واتهامه ظلماً بتغذية العنف السائد في العالم حيث أظهر الكاتب الواجهة المخفية لعولمة ترفض قبول أن العصرنة يمكن أن تكون متعددة الأوجه.
عدد اليوم
