الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

رسوب عربي

رسوب عربي
16 يونيو 2018 21:53
حتى الآن رسبت ثلاثة منتخبات عربية في اختبار المرحلة الأولى من الدور الأول لمونديال روسيا، بالسقوط المدوي للمنتخب السعودي في مواجهة الافتتاح أمام المستضيف الروسي بخماسية بيضاء، والذي لحقه المنتخب المصري بفشله في الظفر بنقطة التعادل بخسارته من منتخب أوروجواي المرشح لاعتلاء قمة مجموعته بهدف قاتل لخوسيه خيمنيز قبل دقيقة من نهاية الوقت الأصلي، وتبعهما المنتخب المغربي بخسارة أهم ثلاث نقاط في مواجهته مع إيران بعد الهدف الذي جاء عبر «نيران صديقة» بتسجيل المهاجم عزيز بوحدوز هدفاً في مرماه في الوقت الضائع. ومع هذا الفشل بتحقيق الفوز في المباريات الثلاث الافتتاحية، تتسلط الأضواء على المنتخب التونسي رابع العرب في المونديال الذي سيواجه نظيره الإنجليزي بعد غد، وهي المباراة التي تتجه نحوها العيون العربية، باعتبارها الاختبار الأخير في الجولة الأولى لممثلي العرب، لكسر حاجز الخسائر، الذي فرض علينا حتى الآن حمل صفة ضيوف شرف المونديال، ما لم نقلب الطاولة في الجولتين المقبلتين لتغيير هذا الواقع. خسارة المنتخبات الثلاثة تعني أن الحظوظ في العبور للدور الثاني أخذت تتقلص، ولا أقول تنعدم ولكن المؤسف أن ثمة من أغرق في الحديث عن المستوى اللافت الذي قدمه المنتخب المصري في مواجهته مع أوروجواي على الرغم من الخسارة، بل قيل في الفضائيات العربية وكتبت عناوين في الصحف من عبارات التمجيد ما يوهم بأن المنتخب خرج فائزاً، حتى بدا واضحاً أن هناك قفزاً على حقيقة أن المنتخب المصري قد خسر المباراة، وتلك الخسارة هي أصل الحكاية، وما عداها يصبح أمراً جانبياً، والأمر ذاته جرى إلى حدٍ بعيد مع خسارة المنتخب المغربي، إذ بات الحديث عن الهدف القاتل الذي أحرزه بوحدوز في مرماه مقدماً على الخسارة نفسها من المنتخب الإيراني، رغم ما تعنيه الخسارة في حسابات المجموعة الصعبة التي تضم إسبانيا والبرتغال، خاصة أنها جاءت من أقرب المنافسين فيها وأقلهم حظوظاً. الثقافة العربية التي تحتفي بالخسارة، أو تقفز عليها ينبغي أن تزال من العقول تماماً إذا ما أردنا تغييراً جذرياً لواقعنا الرياضي العربي، ومن ذلك حاجتنا إلى تغيير طريقة التعاطي الفكري مع تواجدنا في المونديال، فالخسارة مثلاً في قاموسه لا تعني سوى شيء واحد، وهو فقدان ثلاث نقاط، وأن الحديث عن المستوى حتى وإن كان باهراً لا يعدو سوى تسلية للنفس أو خداعاً لها، وهو الأمر الذي سرعان ما سينكشف حينما تُـحْمَل حقائب العودة إلى الديار. أقول هذا وقد لامست ذلك في حديث الإعلاميين والجمهور العرب هنا في موسكو، وهو أمر لاشك مزعج ويعطي مؤشراً خطيراً أيضاً، إذ يعكس واقعنا وثقافتنا الرياضيين، ولذلك فلا يمكن أن نخرج من مسارات الفشل الرياضي، لننتقل إلى مسارات التفوق ما لم يصاحب ذلك تغيير لنمط التفكير الذي تكرس منذ سنين، والذي أُوهِمنا فيه أنه يمكن للفريق العربي أن يكسب المستوى ويخسر النتيجة!.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©