السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تكثيف التواجد الخارجي والاتصال باللجان القارية والدولية مع صقل المواهب داخلياً

تكثيف التواجد الخارجي والاتصال باللجان القارية والدولية مع صقل المواهب داخلياً
5 نوفمبر 2008 02:04
انتهت حلقات ملف غياب التحكيم الإماراتي عن مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، ولكن لم تنته الدروس والتوصيات والمطالب التي جاءت خلال ما تم نشره على حلقتين متتاليتين، استطلعنا خلالهما غالبية الآراء الرسمية بمختلف لجان التحكيم سواء بالاتحادين الآسيوي والدولي وأفراد لجنة التحكيم السابقة والحالية، وعدد من قضاة الملاعب أصحاب القضية نفسها، كحل للأزمة التي أدت إلى غياب التحكيم الإماراتي للمرة الأولى عن نهائيات كأس العالم منذ العام 94 وحتى كأس العالم الأخيرة بألمانيا ·2006 وإذا كان هناك اتفاق رسمي على أعلى المستويات بأن التحكيم الإماراتي متطور، ويعتبر ضمن أبرز المواهب التحكيمية مقارنة بدول عديدة بشرق القارة وغربها أو شمالها وجنوبها، فمبرر الغياب عن المونديال لم يكن مقنعاً لدى الكثيرين، وبخاصة من الآراء التي أدلى بها مسؤولو الاتحادين الآسيوي والدولي· وحتى لا نتهم بأننا أثرنا القضية الشائكة واستطلعنا آراء الأطراف المختلفة بتنوع أنواعها وقيمتها ومصادرها دون أن ننتهى إلى حل يضمن عدم تكرار الظاهرة التي استحقت منا هذه الوقفة، وتلك المساحة، ولأن هدفنا إعادة ترتيب الأوراق ووضع التحكيم الإماراتي في موقعه الصحيح، كان لابد أن نخلص إلى أهم التوصيات والقرارات والمطالب التي انتهى إليها الملف، سواء عبر التصريحات التي نشرت أو لم تنشر لنضع روشتة العلاج على طاولة المسؤولين كل حسب موقعه ليتحرك الجميع من أجل العمل على وضع التحكيم الإماراتي في المكانة التي تليق به، بعد النجاحات التي حققها عبر تواجده المتكرر منذ عام 94 في بطولة كأس العالم· ليس طمعاً مع التأكيد على أن مطالبنا بالتواجد المستمر بهذا المحفل العالمي ليس طمعاً في شيء لا نستحقه كما يرى البعض، أو أن يقال إن الحكم الإماراتي أخذ أكثر مما يستحق، وأن هناك قضاة ملاعب آخرين يستحقون التواجد في كأس العالم، لنؤكد على أن مبدأ الاختيار ليس المناوبة الذي يعتبر هو المبدأ في اختيار الدول المنظمة للبطولة نفسها، غير أن اختيار التحكيم يقوم على أساس ترشيح الأكثر كفاءة في كل قارة، وطالما كان الحديث عن الأكثر كفاءة، فيجب أن ينال قضاة ملاعبنا حقهم من الوصول إلى كأس العالم حتى لو تكرر الأمر كل بطولة، وعلى من يعترض ''اللجوء للقضاء'' لأن موهبة الحكم الإماراتي ظاهرة للجميع ولا خلاف على ذلك، وليس معنى تكرار مشاركة الحكم الإماراتي في المونديال 4 مرات متتالية أن حقه يجب أن يضيع في المرة الخامسة أو أن يقول البعض ''كفى''· ولعل هذا المبدأ هو الذي أكد عليه عضو لجنة التحكيم بالاتحاد الدولي الذي تحدث للاتحاد عن القضية، مبدياً دهشته من غياب التحكيم الإماراتي واعترف بوجود مواهب تحكيمية إماراتية جديرة بالتواجد بكأس العالم· وكان يجب أيضاً التأكيد على ضرورة رد الرأى القائل أن هناك حكاماً آخرين بالقارة تم متابعهتم، وهم من وجهة نظر لجنة التحكيم الآسيوية أحق من حكامنا، دون أن يقلل ذلك من قيمة التحكيم الإماراتي، وهو رأي رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي نفسه، وإذا كانت هذه وجهة النظر تحترم كثيراً، فلابد أن يتم الرد عليها ويجب أيضاً التأكيد على أن قضاة ملاعب الإمارات لا يقلون عن الأسماء المختارة لإدارة مباريات كأس العالم عن القارة الآسيوية على الأقل بالطاقم العربي الذي وقع عليه الاختيار، وذلك ليس تحيزاً، ولكن لأننا ندرك امكانيات الحكم خليل جلال وطاقمه، ولا نقول انه حكم سيئ ولكنه أيضا ليس بالحكم السوبر الذي يستحق فرصة أكبر من تلك التي أتيحت لحكامنا· وهناك مبدأ آخر يجب دحضه، وهو أن موهبة الحكم الدولي علي حمد ظهرت متأخرة في عام 2007 ولو كانت ظهرت في عام 2005 لكانت فرصته أكبر في التأهل، وهذا الرأى الذي قاله مسؤولو لجنة الاتحادين الآسيوي والدولي مردود عليه لأن الموهبة التحكيمية الجيدة عندما تظهر يجب الاهتمام بمنحها الفرصة، وأعتقد أن 3 سنوات قبل المونديال فرصة كافية أمام الحكم ليثبت ما لديه من مواهب، وقد أثبتها بالفعل علي حمد، حتى أنه خلال التقييمات التي حصل عليها من خلال إدارته للمباريات التي تسند إليه من الاتحاد القاري يحصل على تقيمات أكثر من تلك التي حصل عليها بعض الحكام المتأهلون أنفسهم، وحتى إذا كان هذا هو النظام المتبع في الاختيار من قبل الاتحادين الآسيوي والدولي، فنعتقد أن نظام الاختيار يجب أن ينظر إليه نظرة نقد بهدف تعديل بعض جوانبه، وهو ما أكد عليه الدولي بوجسيم، الذي اعتبر أن نظام الاختيار والتقييم لم يكن دقيقاً وشابه بعض القصور، معتبراً أن الحكم الدولي على حمد يستحق أن يتواجد ضمن الحكام الخمسة المرشحين عن آسيا، ورافضاً مبدأ الخمس سنوات من المتابعة الذي طالبت آراء كثيرة بتغييرة وقصرة على عامين أو ثلاث قبل المونديال فقط، وهي فترة كافية لبروز قضاة الملاعب· كما طالبت آراء بضرورة أن تتم مراقبة التقارير التي يتم إعدادها ومراجعتها وعدم الاكتفاء بها كقرار نهائي في اختيار حكم دون آخر· وقالت الآراء إنه على ممثلي القارة الصفراء بلجنة التحكيم الآسيوي أن يقوموا بدور أكثر شراسة في الدفاع عن قضاة الملاعب الآسيويين، ومن أجل ضمان عدم تكرار ما حدث للحكم الأوزربكي الذي تفوق في إدارة مباريات كأس العالم للناشئين العام الجاري، ولكنه لم تسند إليه المباراة النهائية وأسندت إلى الحكم الإسباني الذي وجد من يدافع عنه باللجنة الدولية من ممثلي الاتحاد الأوروبي رغم أنه كان الأضعف مقارنة بمستوى الحكم الآسيوي الأوزبكي· ولعل هذا الموقف يثبت إلى أي مدى تتحكم بعض الآراء العنصرية في مصير حكم على حساب آخر، وهو ما يحدث من تحت الطاولة، ويعترف به الجميع ولكن بصورة غير رسمية ونسوق أزمة الحكم الأوزبكي كمثال صارخ عن تلك العنصرية وكدليل عن تفضيل حكام أوروبا على آسيا وأفريقيا بدافع أنهم يديرون بطولات قوية أقوى من تلك التي تقام في شتى بقاع الأرض· مطالب هامة وتركزت عدة مطالب تحدثت عنها بعض الآراء من قضاة ملاعبنا، على ضرورة أن يكون هناك تحرك أكبر للجنة الحكام الحالية برئاسة سعيد عبدالله ووجود جمال الغندور سكرتيراً للجنة من أجل المزيد من دعم المواهب وصقلها والعمل على إعدادها بشتى الصور العلمية والتثقيفية والعملية، إضافة إلى تحرك اللجنة من أجل المزيد من التواصل وربط وتفعيل العلاقات مع الاتحادين الآسيوي والعربي، خاصة أن الاتحاد العربي يهتم بإعداد قضاة الملاعب العرب وبصورة مكثفة عبر الندوات وورش العمل واقامة البطولات المختلفة· كما طالب عدد ليس بالقليل من قضاة الملاعب بضرورة أن يكون تحرك يوسف السركال رئيس لجنة بالاتحاد الآسيوي أكبر وأكثر قوة وتفاعلاً مع ما يحدث في الساحة الداخلية، على الرغم من أن الرجل لم يقصر والكل شاهد على ذلك، لكن مساندة الحكم الإماراتي وتقديم الدعم اللوجستي لمشواره في المحافل المختلفة يجب أن يأخذ بعداً أكثر وطنية، لما لتواجد قضاة ملاعب الإمارات من أهمية وبعد هام وكبير في المونديال، ويعتبر شرفاً لأي دولة يمثلها أبناؤها في هذا المحفل· ورأى بعض الحكام انه ليس من العيب أن يدعم السركال الحكم الإماراتي علناً أو دون ذلك، لأن لا يدعم حكما ضعيفا، بل لا يختلف اثنان على موهبة وقدرات الحكم الإماراتي، وبالتالي لن يخذل السركال لو أعلن عن مساندته للحكم الإماراتي طالما كان يستحق تلك المساندة، وعليه ألا يتراجع عن ذلك، وألا يعتقد أن هذا الدعم والمساندة قد يضر بصورته أمام الاتحاد الآسيوي لأن أرض الملعب هي الفيصل والتي ستقول إن اختياره دعم الحكم الإماراتي بشكل خاص والعربي على وجه التحديد في محلها، ووقتها لن يقدر أحد على انتقاد وقفته· وإذا ما كان الشيء بالشيء يذكر، فقد طالب عدد من قضاة الملاعب أن يكون هناك دور أكثر بروزاً وفاعلية لأحمد جاسم عضو لجنة التحكيم بالاتحاد الدولي، وذهب بعض الحكام إلى أن هناك أوقاتاً كثيرة يمنح فيها الاتحاد الدولي اهتمامه لقضاة الملاعب من الدوريات المتقدمة على حساب بقية الدوريات ذات التصنيف الأقل، والتي تضم معظم الدوريات العربية والآسيوية، وبالتالي تظلم المواهب في تلك الدوريات لا لشيء، غير أن الاتحاد الدولي يفضل توافر عوامل على أخرى· وهنا يأتي دور أحمد جاسم الذي طالبه قضاة الملاعب بأن يقاتل وبشراسة من أجل الحكام العرب بشكل عام خلال تواجده بمنصبه وألا يخشى لومة لائم، خاصة أن هناك مواهب تستحق مَن يقاتل مِن أجلها، وترحم عدد ليس بالقليل من الحكام على أيام فاروق بوظو عضو لجنة التحكيم الدولية الأسبق، والذي شهد التحكيم العربي في عهده طفرة غير مسبوقة وفرض نفسه بقوة· حتى أن الكثيرين رفعوا شعار ''رحم الله أيام بوظو''، ونعتقد أن الفرصة لاتزال قائمة أمام أحمد جاسم ليصنع تاريخا لا يقل عن الذي كتبه بوظو، خاصة أن الساحة مليئة بالمواهب الجيدة عكس أيام بوظو التي مر بها قضاة الملاعب بظروف صعبة· التفرغ للجدد والنخبة ومن بين المطالب التي تركزت بعض الآراء عليها، ضرورة تفرغ قضاة الملاعب على الأقل أعضاء النخبة الآسيوية والذين يتم متابعتهم وتأهيلهم لنهائيات كأس العالم ،2014 وهم على وجه التحديد علي حمد وخالد الدوخي ومحمد عبدالكريم وصالح المرزوقي، إذا كانت فرصة فريد علي ومحمد عمر تضاءلت لكبر السن· وقالت الآراء إن بعض حكام النخبة يتعرضون لمشكلات خاصة بعملهم، فيما يتعلق بحصولهم على تفرغ للسفر لإدارة مباريات على مستوى القارة، والتي تساهم إلى حد بعيد في تصنيفهم من أجل الترشح للمونديال، وبالتالي يجب اعتبار تلك المهام التي توكل لقضاة ملاعب الإمارات من قبل الاتحاد الآسيوي على مدار العام، والتي تكون عادة مرة أو اثنتين في الشهر، على أنها مهمة وطنية لا تقبل المساومة أو الجدال بشأنها، طالما أن تفريغهم في الدوري أصبح مطلباً غير ضروري في ظل اقامة المباريات أيام الجمعة والسبت، مما يعني إنها تقام في أوقات الأجازات الرسمية، وبالتالي لا ضير من تفرغ الحكم 3 أيام أو أكثر كل شهر للسفر وإدراة المباريات المختلفة بالقارة الصفراء· وطالت بعض الآراء اللجنة الحالية بالملاحظات الايجابية، والتي تتمثل في ضرورة البحث عن المواهب الشابة، والعمل على تأهيلها بصورة أكبر وأكثر تركزيا ليس من أجل المسابقات المحلية فحسب
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©