الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

7 مذيعات عربيات يواجهن زحف الجميلات و«الانستغراميات»

7 مذيعات عربيات يواجهن زحف الجميلات و«الانستغراميات»
22 سبتمبر 2016 19:39
أحمد النجار(دبي) لماذا تخطط أغلب المذيعات العربيات لاعتزال الشاشة عند عمر معين، في حين أن المذيعة في الإعلام الغربي تحظى باهتمام ونجومية في عمر 60 وما فوق، أمثال المذيعة الأميركية أوبرا وينفري صاحبة البرامج الأكثر شهرة ومشاهدة على مستوى العالم، فضلاً عن أنها جنت ثروة بالمليارات من ريع برامجها التي تقدمها، بينما لم تجن المذيعة العربية غير الخوف من مزاجية صنّاع القرار وزحف الجميلات من دخيلات المهنة ومدونات وناشطات على مواقع السوشيال ميديا، وعارضات أزياء وخبيرات تجميل تحولن بضربة حظ إلى نجمات إعلاميات يجلبن المعلنين ويحققن أرباحاً لمحطاتهن. سألت «الاتحاد» 7 مذيعات عربيات عن العمر الافتراضي للمذيعة القديرة، والضغوطات التي مررن بها أمام زحف الجميلات والوجوه الجديدة. «أفكر جدياً في اعتزال الإعلام في مرحلة غير بعيدة، للالتحاق بمجال العمل الإنساني أو المنظمات الإغاثية أو الحقوقية الدولية»، هكذا تبدأ رشا قنديل إعلامية مصرية في تلفزيون بي بي سي حديثها عن فكرة اعتزال الإعلام بعد التقدم في السن. وبسؤالها عن العمر الافتراضي للمذيعة في الشاشات العربية، ردت مبتسمةً: «المرأة ليست سلعة استهلاكية ليكون لها عمر افتراضي»، معتبرة أن من ابتدعوا هذه البدعة خلقوا مناخاً من التسليع للصحفيات والسيدات العاملات في مجال الإعلام، ولدينا رائدات بالعمل الصحفي التلفزيوني نتعلم منهن جميعاً، وكلما تقدمت خبراتهن وازدادت، ازداد ألقهن وليس العكس. وعن رد فعلها حين يطلق عليها لقب مذيعة قديرة، تجيب رشا موضحةً: «هذا اللقب يمنحني شرفاً كبيراً، لكن لا يزال أمامي طريق طويل لأشرف به، عمري 37 وخبرتي إعلامياً 16 عاماً». وتعترف رشا أنها تهرب كالأطفال من الأوصاف والألقاب، مضيفة: «أتمنى ممن يتابعني التعامل مع كل ما أمثله من مبادئ مهنية ووطنية وإنسانية بجدية وبعمق، دون الالتفات إلى كوني امرأة أو رجلاً، وانظروا إلى عقلي». هناك حيل وأسلحة أنثوية تتخذها مذيعات قديرات لمواجهة زحف الجميلات والوجوه الجديدة، تعليقاً على ذلك تقول: «لماذا الحيل؟ أنا فخورة بسنواتي 37 وبكل تجربة حياتية مررت بها وبكل خط سطرته الحياة على وجهي خلالها، ومن يحترم عملي يحترم أعوامي هذه، ويحترم كيفما أبدو وكيفما أفكر». أما الوجوه الجميلة الذكية، فأهلاً بها، فهن زميلات نحترمهن ويضفن إلى مسيرة السيدات القويات الناجحات، وأما الجميلات فقط، فلن يصبرن على العمل الصحفي سيختفين فور أن يختفى جمالهن لأن البقاء هو للأقوى والأذكى. ولا تخفي رشا الضغوطات التي تواجهها في عملها، رغم أنها تتحفظ على لفظة القديرة، وتوضح: «كلما ازدادت الخبرة والمسؤولية، تعاظم الضغط المهني عليّ، لذلك أحرص على التحضير لبرامجي بنفسي بسبب طبيعتها المباشرة في مواجهة الضيوف سواء «في العالم هذا المساء» أو برنامجي «بلا قيود» على شاشة بي بي سي». رهان على ورقة الجمال خمائل العاملي إعلامية جزائرية، لا تستبعد فكرة اعتزال الشاشة والأضواء والكاميرا، تقول: «لن أترك الإعلام فهو مجال ساحر وممتع، لكنني قد أعمل من خلف الكواليس في إعداد البرامج أو الإخراج، وغيرها». المذيعة التي تمتلك أدوات بناء المحتوى ورفع المستوى الفكري وتهتم بتقوية مكامن الضّعف في أدائها لا خوف عليها من التهميش والإقصاء، تقول خمائل، مشيرةً إلى أن العمر الافتراضي ينطبق على فئة المراهنات على ورقة الجمال التي يملكنها ولا يملكن سواها من مقوّمات المذيعة الناجحة. وتوافق خمائل رأي رشا في أن لقب مذيعة قديرة هو تكريم وتشريف وتقدير واحترام لمسيرتها وعطائها في مجال الإعلام موضحة: «كلمة قديرة تختصر مواصفات الإعلامية الناجحة من تمكن وكفاءة وثقافة وحسن خلق في كلمة واحدة». حرب خفية هناك حرب خفية تنشب بين المذيعة القديرة والمذيعة الجميلة، هكذا تعترف خمائل وتقول: «الإعلام يتّسع للجميع، ويجب على المذيعة القديرة ألا تضع نفسها في حالة حرب ومواجهة مع الوجوه الجديدة، وإن لمست ضعفاً أو قصوراً في أدائها فإن مسؤوليتها الأخلاقية تقتضي منها تقديم النصح». لافتة إلى أن المؤسسة الإعلامية التي تستغني عن خدمات المذيعة القديرة هي مؤسسة لا تحترم جمهورها وتحكمها عقول مفلسة خاوية، فمتى كان فاقد الفكر يعطي فكراً؟! مزاجية إدارات بعض القنوات والتنصل من دفع أجور عالية والسعي إلى الربحية على حساب الجودة أسباب قد تدفع بعض القديرات إلى الاعتزال حتى في سنّ مبكرة لشعورهن بالإقصاء والتهميش، تقول براءة حمودي إعلامية سورية مفيدةً بأن إدارات القنوات قد تكون محقة عندما تقرر الاستغناء عن مذيعات عتيقات واستبدالهن بأخريات جدد، فالمشاهد نفسه قد يمل في نهاية المطاف من الوجوه القديمة، ولن تتحقق نسبة المشاهدة المنشودة مقارنة بما تدفعه القناة من أجر وهذا سبب يدفع القنوات إلى الاستغناء عن بعض الوجوه التي تمتلك رصيداً لا يستهان به من الخبرة والاحتراف. الإعلامية الحقيقية في رأي براءة هي التي تصنع نفسها من خلال العمل والاجتهاد والثقافة والوعي والكفاءة والتجدد والإبداع لا من خلال «الإكستنشن أو عمليات التجميل وابتسامة هوليوود». وفي نفس الوقت، فإن براءة لا تخشى زحف الإعلاميات الجميلات بل دخيلات المهنة ممثلات أو فنانات ومدونات و«انستغراميات»، فقد انتشرن في الشاشات بسبب نجوميتهن على مواقع السوشيال ميديا. الملكة وسلّم المعايير عندما سألت جميلة عاطف إعلامية ومذيعة مغربية سابقة في قناة روسيا اليوم هل تخططين لاعتزال الإعلام ردت قائلة: «مستحيل أن يتخلى الإنسان عن مهنته التي عشقها، فقد أخذت استراحة محارب. المحطات العربية لم تنصفني قط والأجانب قدروا عملي وأحبوه وتوجوني نجمة على شاشاتهم، فقد أطلق عليَّ في قناة روسيا اليوم لقب «كارولي?ا» بمعنى الملكة». وعن أبرز الضغوط التي تجعل المذيعات القديرات ضحية الاعتزال، هو أن الإعلام في السنوات الأخيرة أصبح ينحو باتجاه المحسوبية والمحاباة، ويعتمد في التوظيف على العلاقات الخاصة والحسابات الضيقة وتبقى المهنية فيه آخر سلّم المعايير. عن تأثير العمر في حياة المذيعة، تقول: «العمر لا علاقة له بعمل المذيعة ما دامت تتمتع بصحة جيدة وطلة وحضور بالعكس كلما زادت خبرة المذيعة كلما استمتع الجمهور أكثر بأدائها وحضورها وحواراتها ولغتها النظيفة المتمكنة، وغالبية القنوات الغربية لا تعتمد أبداً على شكل المذيعة أو عمرها، بينما في عالمنا العربي يبحثون على يانعات مبتدئات لا يفقهن شيئاً من العمل التلفزيوني سوى «الميك اب» و«ستايل الشعر»». وتقول جميلة: «صناع القرار يريدون أنثى مذيعة على الهواء فقط يفرضونها فرضاً على المشاهد العربي لأنهم يعلمون أن العقل العربي لا يزال يرزح تحت ثقافة الذكورة، وأصبح التركيز على الأنثى المذيعة موضة على الشاشات العربية لكن هذه الظاهرة خطيرة جداً من عدة جوانب ومنها الاستخفاف بعقل المشاهد العربي وضرب جدية الإعلام ونبل هدفه». أحزاب ولوبيات يعتقد الكثير من الجمهور أن المذيعة السعودية السابقة ميساء العمودي، قد اعتزلت الإعلام وخلال لقائي بها قالت: «أنا خريجة إدارة أعمال قسم مالية وحالياً تم قبولي بمنحة أوروبية في جامعة إيطالية عريقة بعد إتقاني اللغة الإيطالية وذلك لاختصاصي المهني في الإعلام والمتعلق بشؤون المرأة لإكمال دراستي العليا، كما أنني وجدت فرصة جيدة للعمل خارج حدود الإعلام، ولن أظهر حالياً على الشاشة لارتباطي بمشاريع مهمة في حياتي». وبسؤالها هل للمذيعة اليوم عمر افتراضي في الشاشة تجيب ميساء قائلة: «مؤسف أن يتم التركيز في الإعلام العربي على مسألة العمر الافتراضي للمذيعة بينما يستمر المذيع لعقود». وتقول ميساء: «من حق الوجوه الجديدة أخذ حيزها ومكانها فنحن أيضاً كنا وجوهاً جديدة في يوم ما. أما الجميلات فأتمنى منهن الاهتمام بالقدرات قبل الجمال، فالنماذج كثيرة لأولئك اللواتي نجحن لسنوات قليلة كمقدمات برامج بسبب جمالهن والآن نرى أنهن تحولن إلى «فاشنيستات» وممثلات». مثلما أن هنالك إدارات محطات تسيطر عليها تحزبات ولوبيات، هناك محطات عربية ما زالت تحافظ على مهنيتها وتقدر أصحاب الخبرات ولا تنجرف وراء أدوات التسويق السريعة التي غزت الإعلام اليوم. سهاد القيسي: أخطط لتأسيس مشروع خاص ما زلت في بداياتي الإعلامية فلم أتعدى 10 أعوام بعد، هكذا ترد سهاد القيسي مذيعة عراقية تعليقاً على عمر المذيعة الافتراضي في الشاشة العربية، موضحة أن كلمة عمر هي بحد ذاتها تسبب بعض الإحراج عند سؤالها لأنثى، فما بالك بمصطلح عمر افتراضي لامرأة قضت سنوات أمام الشاشة. وتلفت: أخطط لتأسيس مشروعي الخاص بمعزل عن الإعلام لأكون فيه حرة نفسي. وتقول سهاد: المذيعة العربية طالما هي جميلة محافظة على شبابها وحيويتها، فالشاشة لن تستغني عنها، لكن إعلامنا العربي يعتمد نمط وعمر معين للمذيعة عكس الشاشة الغربية التي لا تزال تعتبر إعلاميها ثروة وطنية أمثال لاري كنج في أميركا، يقدم برامجه وهي الأعلى مشاهدة، وكذلك رافائيلا كرا في قناة الراي الإيطالية، وقد تجاوزا 75 من العمر، ولا ننسى أوبرا وينفري 60 عاماً. لافتة إلى أن المشكلة تكمن في وعي المتلقي وليس في سن المذيعة. وتضيف: مازال الإعلام العربي يعاني تدخل فكر المالك، وأتوقع أن نستعين بكفاءات غابت عن الشاشة، فقد تعبنا من المذيعة التي تظهر صباحاً بكامل مكياجها ورموشها وعدساتها وزينتها كأنها عروس في حفل زفافها. مبروكة الغانمي: لو لم أكن مذيعة تؤكد مبروكة الغانمي مذيعة تونسية، أن مهنة الإعلام متعبة وممتعة في آن واحد، ورغم أن كلمة الاعتزال صعبة، لكن يمكن الابتعاد قليلاً، لأن اعتزال الإعلامي هو شبيه بنهاية الحياة. وتلمح: أحب ممارسة السينما، ولو لم أكن إعلامية لكنت ممثلة سينمائية. وتضيف: ما زالت بعض الشاشات العربية تعتمد على جمال المذيعة الذي ينتهي سريعاً مع تقدمها في العمر، على عكس الشاشات الغربية التي تحافظ على وجوه مذيعاتها لأن كفاءتهن لا تقاس بمدى شبابهن والدليل أن أشهر الأسماء من المذيعات نساء في عمر الخمسين. وبالفعل التحقت مبروكة بمهرجان «ويند» العالمي بهوليوود لتصبح سفيرة ومتحدثة باسمه، وقعت على عقد لتشارك في بطولة فيلم عالمي سيتم تصويره في نوفمبر المقبل، ويحمل اسم «باقة ورد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©