الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لحم مفروم

16 يونيو 2018 22:30
هنيئاً لنبيل معلول بما حققه من نتائج إيجابية جداً، وهو على رأس المنتخب التونسي وهنيئا لمنتخب تونس بالبقاء على نفس المسافة من الأحلام مع منافسي المونديال، رغم أن بعضنا لم يكن يجهز قلمه لنقد الخطط الفنية والاختيارات البشرية وإنما كان طوال هذه الفترة يشحذ سكاكينه ليثبتها في جسد المنتخب وتحديداً في قلب نبيل معلول.. أما لماذا؟ فذلك سر يعلمه رب العالمين، خاصة أن المتابعين للشأن الكروي في تونس أضحوا يعرفون جيداً كل الذين ينتظرون عثرات منتخبهم ليكشفوا ثغراته من الذين ينتظرون هذه الثغرات ليكووا جسد المنتخب ومدربه بالنار الباردة لحسابات شخصية وذاتية ويزعمون أنها تدخل في باب «الوطنية». في العموم ليس معقولاً أن نقدم مدرباً في حجم نبيل معلول فهو عاش نجماً كلاعب في الترجي الرياضي التونسي وكان أيضا نجماً عندما كان مدرباً مساعداً لروجيه لومير ورفع كأس أفريقيا للأمم سنة 2004 والآن يعيش مدربا أول برتبة نجم وهو يشق عباب النهائيات العالمية مع منتخب تونس، والتي له فيها ثلاث محطات أولية هي إنجلترا ثم بلجيكا وأخيراً بنما في محاولة لعبورها بسلام نحو الدور الثاني الذي يمثل حلم الجميع في تونس من الرئيس إلى الوزير إلى الغني إلى الفقير.. ولعل نبيل معلول أكثر الناس إدراكا لحتمية كسب الرهان في هذا الوقت بالذات، لأنه بكل بساطة يعرف أن الذين يطبلون له صباحاً مساءً، ويطالبونه بكسب التحدي وكسر شوكة المنافسين، إنما ينتظرونه في رأس شارع أول خيبة، بعد أن شحذوا سكاكين الذبح والسلخ وقطع اللحم.. ولعلي لا أذيع سراً بحكم معرفتي الكبيرة بشخصية هذا الفني الممتاز أن قوة نبيل معلول تكمن أساساً في هذه النقطة، فكلما زاد عليه الضغط وعرف عدد المترصدين له وعدد السكاكين المشحوذة لذبحه، ازداد قوة وتركيزاً وإيماناً بقدراته وقدرات لاعبيه الذين لم يتورعوا في أكثر مناسبة على التأكيد أن ما يعيشونه مع «الكوتش» يقارب المثال والخيال لما يملكه الرجل من إقناع وحنكة في تسيير الرجال. نبيل معلول الذي عارض تعيينه على رأس المنتخب ثلاثة أرباع الشعب التونسي، وصل بالمنتخب إلى مرتبة لم يكن يراها، حتى في عز الأحلام «المركز 13 عالمياً»، وحقق نتائج سيحفظها التاريخ طويلاً مثل الفوز على إيران، وكذلك الفوز على كوستاريكا، والتعادل مع بطل أوروبا المنتخب البرتغالي، وحتى الهزيمة ضد الماتادور الإسباني، لكن رغم ذلك صمد في وجه كل الرياح العاتية، وظل يقنع الجميع، وأولهم الإعلام التونسي الذي حاربه بشدة بدعوى أنه فشل سابقاً مع المنتخب ولا يحق له العودة.. ولأن ذاكرة معلول مثل ذاكرة الفيل تحفظ عن ظهر قلب كل ما قيل فيها وعنها، فإننا نراها نقطة إيجابية قبل خوض غمار اللقاء الأول ضد إنجلترا يوم 18 يناير الجاري، فهذا المدرب كما أعرفه لا يخشى في المنافسات حتى البرازيل وألمانيا والأرجنتين، ولا يخاف أي نجم عالمي بقدر ما يخشى أبناءه يوم اللقاء، خاصة أن بعض الأخطاء في المباريات الودية كانت كارثية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©