اعتقالات واسعة وحصار بالدبابات لمنع «جمعة حرائر سوريا»

شنت القوات السورية حملات اعتقال واسعة امس لاحباط دعوة الناشطين الى احتجاجات جديدة اليوم تحت شعار “جمعة حرائر سوريا” للمطالبة باطلاق سراح المعتقلات في انحاء سوريا. وتحدث حقوقيون عن احتجاز المئات في كل من حمص وريف درعا وبانياس ودير الزور واللاذقية، ومحاصرة المعضمية وقطنا ودوما في ريف دمشق بالدبابات. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان “ان الاجهزة الامنية اعتقلت في بانياس رئيس مجلس البلدية عدنان الشغري والمحامي جلال كندو، وفي دمشق الناشط بسام حلاوة، وفي حمص الناشط الحقوقي نجاتي طيارة والدكتور عدلان العدلان والصيدلي حميد العدلان، وفي دوما الناشط حسان منعم، وفي دير الزور عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري المعارض فوزي الحمادة، وفي حلب المدون جهاد جمال”. واضاف “ان العديد من النشطاء اعتقلوا ايضا في دوما وحمص وحلب وكفرنبل (ريف ادلب)، والعشرات في اللاذقية وجبلة وفي قريتي البيضاء والقرير المجاورتين لبانياس التي تصاعدت فيها حملة الاعتقالات واستهدفت بشكل خاص المثقفين والكوادر العليا”، وقدر رئيس المرصد رامي عبد الرحمن عدد المعتقلين بـ9 آلاف، بينهم عشرات النساء منذ بدء الاحتجاجات في منتصف مارس الماضي، وارتفاع حصيلة الضحايا إلى 681 قتيلا. ونقلت وكالة “فرانس برس” عن شاهد عيان قوله “إن مدينة بانياس خالية من المارة، حيث يتعرض الاشخاص الذين يخاطرون بالخروج من منازلهم للاعتقال”، لافتا إلى ان حملة اعتقالات جرت امس في حي رأس النبع الذي دخله الجيش في البدء لكي يؤمن حماية لاجهزة الامن الذين تبعوه من اجل القيام باعتقالات، وأقام حواجز عند مفارق الاحياء”. وافاد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار القربي “ان المعضمية التي تحاصرها الدبابات في ريف دمشق شهدت ايضا حملة اعتقالات واسعة طالت عائلات بأكملها”، ونقل عن شهود عيان قولهم “ان المئات تم اعتقالهم”، واشار الى ان بحوزته لائحة باسم نحو 300 معتقل معارضين وموالين”. واشار رئيس المنظمة الى ان السلطات اضطرت لاستخدام المدارس الموجودة في البلدة لإيواء المعتقلين، كما احكمت السيطرة على الجوامع التي حولتها الى مراكز لتجمع عناصر الجيش الذي ما يزال منتشرا بكثافة، واضاف “ان حظر التجول فرض في البلدة التي تعاني من انقطاع في التيار الكهربائي والاتصالات احيانا. وذكر القربي “ان قطنا في ريف دمشق محاصرة ايضا منذ يومين بناقلات الجنود التي امتدت على الطريق العام تمهيدا لشن حملات اعتقالات”، لافتا الى اعتقال نجل القيادي جورج صبرا الذي افرج عنه الاربعاء. ولفت الى انتشار الدبابات على الطريق المؤدية الى الشيخ مسكين شمال درعا. واوضح القربي ان القتلى الـ 13 في بلدة الحارة غرب درعا امس الاول سقطوا برصاص قناصة كانوا متمركزين على عدة مواقع منها خزان المياه الغربي والجنوبي وعلى جامع خولة بنت الأزور، كما اشار إلى المنازل التي تعرضت للقصف واورد بعض اسماء سكانها، واضاف “ان قوات الامن ما تزال تجري عمليات تفتيش في بلدتي جاسم وانخل”. وتقدمت الدبابات في مدن داعل وطفس وجاسم والحارة وذلك تحسبا لتظاهرات اليوم الجمعة، كما جرى نشر دبابات في مناطق على الساحل السوري وفي وسط حمص وخارج حماة وفي أنحاء سهل حوران، ونقلت وكالة “رويترز” عن محام بارز في سهل حوران قوله “إن المئات اعتقلوا بعد عمليات قصف الدبابات لمنازل في الحارة”، واضاف “يريد النظام القضاء على مراكز التظاهرات في حوران بتذكير الناس بتاريخه القمعي”. وفي حمص، قالت شاهدة عيان إن قوات الأمن ما زالت تغلق حي باب عمرو السكني بعد قصفه بالدبابات امس الاول ومقتل خمسة اشخاص على الأقل، وقالت امرأة سافرت إلى حمص من دمشق للاطمئنان على اقارب لها “مررت عبر حاجز طريق كبير عند المدخل الرئيسي للمدينة قرب الطريق السريع المؤدي إلى دمشق.. كان رجال أمن مسلحون يفحصون الأسماء وسألوني عما سأفعله في حمص”، بينما قال ناشط طلب عدم كشف اسمه لوكالة “فرانس برس” ان جثثا تنتشر على الارض في باب عمرو في حمص ولا احد يجرؤ على اجلائها بسبب العناصر الامنيين والقناصة”. وكانت قوات الامن فرقت تظاهرة طلاب مساء امس الاول في مدينة حلب، وقال ناشط في حقوق الانسان “ان الطلاب تظاهروا في المدينة الجامعية وهم يرددون شعارات مؤيدة للحريات ولمدينتي درعا وحمص اللتين انتشر فيهما الجيش”، واضاف ان طلابا مؤيدين للنظام ورجال شرطة انهالوا بالضرب بالهراوات على الطلاب المحتجين”، وقال شاهد آخر في حلب إن الشرطة السرية أغلقت الطريق الرئيسي المؤدي من وسط المدينة إلى الجامعة في حي الفرقان في غرب المدينة. الى ذلك، دعا ناشطون على صفحة “الثورة السورية 2011” على موقع “فيسبوك” الى التظاهر في انحاء سوريا اليوم في “جمعة حرائر سوريا” للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلات في كل سوريا، في وقت اعلن المحامي ابراهيم ملكي ان القضاء قرر اخلاء سبيل القياديين في حزب الشعب الديمقراطي المحظور عمر قشاش وفهمي يوسف.