الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الزياني يدعو اليمنيين للعودة إلى المبادرة الخليجية

الزياني يدعو اليمنيين للعودة إلى المبادرة الخليجية
13 مايو 2011 00:11
دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني اليمنيين إلى العودة إلى المبادرة الخليجية، لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن، والمتفاقمة جراء اتساع رقعة الاحتجاجات المطالبة، منذ منتصف يناير الماضي، بـ”إسقاط النظام” في وقت تصاعدت حدة التوتر أمس عقب مقتل 19 متظاهرا خلال 24 ساعة بعد مقتل شخصين أمس في صدامات بين مؤيدي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، ومعارضين له أقدموا على إحراق مقر الحزب الحاكم بمدينة البيضاء (شرق) فيما أُصيب عشرات المحتجين في مواجهات مع قوات مكافحة الشغب بمدينة تعز (وسط) وذلك غداة مقتل 12 متظاهرا خلال تفريق رجال الأمن مسيرة حاشدة كانت متجهة صوب مقر رئاسة الوزراء وسط العاصمة صنعاء. ومع ازدياد مخاوف اليمنيين من اندلاع حرب أهلية بين المعسكرين، خصوصاً مع اعتزام المحتجين الشباب تنفيذ زحفهم نحو القصر الرئاسي خلال الأيام القليلة القادمة، دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، الأطراف السياسية اليمنية إلى العودة إلى المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة المستمرة في البلاد منذ أشهر.وناشد الزياني في بيان أمس “ كافة الأطراف المعنية العودة إلى المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة كونها الحل الأمثل والأفضل للخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه اليمن ووقف نزيف الدم وتجنيب البلاد المزيد من التدهور الأمني والانقسام السياسي”.واستنكر الزياني “أحداث العنف” التي شهدها اليمن، الأربعاء، و”أدت إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى من أبناء” هذا البلد، مؤكداً أن “اللجوء إلى العنف لن يؤدى إلا إلى المزيد من سفك الدماء اليمنية الزكية وتهديد الأمن والاستقرار في اليمن”. وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي قدموا في 21 أبريل الماضي مبادرة لإنهاء الأزمة اليمنية ، تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية وتسليم الرئيس صلاحياته إلى نائبه واستقالته بعد ثلاثين يوما.وقد رحبت كافة الأطراف اليمنية، باستثناء المحتجين الشباب، بالمبادرة الخليجية، قبل أن يتسبب الرئيس صالح في عرقلة عملية التوقيع على المبادرة بعد أن رفض في 30 أبريل الماضي، التوقيع عليها بصفته رئيساً لليمن. ميدانياً قال قيادي في حركة الاحتجاج بمدينة البيضاء محمد الحميقاني لـ”الاتحاد”، إن مسلحين كانوا متمركزين على سطح مقر حزب المؤتمر الحاكم، أطلقوا الرصاص الحي أثناء مرور مسيرة احتجاجية في طريقها نحو مقر المحافظة (مبنى السلطة التنفيذية)، للتنديد “بالاعتداءات” التي استهدفت المحتجين بالعاصمة صنعاء الأربعاء.وأضاف :” قام بعض المحتجين برمي الحجارة نحو مقر الحزب الحاكم كردة فعل على إطلاق الأعيرة النارية”، مشيراً إلى أن المسلحين ردوا بإطلاق الرصاص الحي باتجاه المشاركين في المسيرة ما أدى إلى سقوط قتيلين وسبعة جرحى.ولفت إلى أن المحتجين اقتحموا مقر حزب “المؤتمر” واعتدوا بالضرب على أحد المسلحين، ثم أحرقوا المبنى بالكامل.ومنذ أواخر فبراير الماضي، يعتصم آلاف المحتجين في ساحة “أبناء الثوار”، وسط مدينة البيضاء، للمطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح، الذي يحكم اليمن منذ عام 1978. ويشهد اليمن منذ مطلع العام الجاري، احتجاجات شبابية متصاعدة مطالبة بإسقاط النظام الحاكم، على غرار الثورتين الشعبيتين في تونس ومصر، اللتين أطاحتا بالرئيسين زين العابدين بن علي، وحسني مبارك، في يناير وفبراير الماضيين.وفي هذا السياق، أصيب 20 متظاهرا في مواجهات بين مئات المحتجين وقوات مكافحة الشغب بمدينة تعز، ثاني كبرى المدن اليمنية.وقال الصحفي تيسير السامعي، وهو مسؤول إعلامي بحركة الاحتجاج في تعز، لـ «الاتحاد»، إن المواجهات اندلعت على خلفية “محاولة مسيرة احتجاجية الاقتراب من مكتب المالية”، يقع على مقربة من شارع جمال التجاري، الذي يسيطر عليه المحتجون منذ الأحد الماضي.وأشار إلى أن قوات مكافحة الشغب أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع على المحتجين، ما أدى إلى جرح 20 متظاهراً بالرصاص الحي، حالة اثنين منهما خطيرة، فيما أصيب نحو 120 آخرين بحالات اختناق جراء استنشاقهم غازات القنابل.وكانت بلدات بمحافظة تعز شهدت، أمس الخميس، مسيرات احتجاجية للمطالبة بإسقاط النظام الحاكم، وللتنديد بسقوط قتلى وجرحى أثناء تفريق مسيرة احتجاجية بصنعاء أمس الأول. وفيما جابت مسيرة احتجاجية شوارع بلدة الراهدة، جنوب مدينة تعز، دون وقوع أي مصادمات مع أنصار النظام الحاكم، أصيب 12 متظاهراً عندما أطلق مسلحون مؤيدون للرئيس صالح الرصاص الحي على مسيرة احتجاجية كانت تجوب شوارع بلدة المخا، غرب تعز. وفي سامع، تمكن المحتجون الشباب من إغلاق مقر المجمع الحكومي الخاص بهذه البلدة الواقعة جنوب غرب تعز، المحافظة التي شهدت أولى الاعتصامات والاحتجاجات المناهضة للرئيس علي عبدالله صالح.وفي صنعاء، أكدت مصادر طبية بالمستشفى الميداني بمخيم الاحتجاج قبالة جامعة صنعاء ارتفاع حصيلة ضحايا المواجهات بين قوات الأمن وآلاف المحتجين الذين حاولوا، الأربعاء، الزحف إلى مقر رئاسة الوزراء، وسط العاصمة.وقالت هذه المصادر لـ”الاتحاد”، إن الإحصائية الأخيرة، حتى مساء الخميس، بلغت 12 قتيلا وعشرات الجرحى بالرصاص الحي، مشيرة إلى “توقعات بارتفاع عدد القتلى بسبب وجود حالات حرجة لبعض المصابين”. وكان محتجون ذكروا، أن جنودا فتحوا نيران أسلحتهم عليهم أثناء مرورهم من أمام مستشفى الكويت الحكومي، على بعد نحو كيلومتر واحد من مقر رئاسة الوزراء، القريب من ميدان التحرير، الذي يعتصم فيه أنصار الرئيس صالح منذ 3 فبراير الماضي. وكان المتظاهرون يهتفون “الشعب يريد الزحف إلى القصر” الجمهوري القريب أيضا من مقر من رئاسة الحكومة. وأعلنت وزارة الداخلية أن “مجاميع تخريبية تابعة لأحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) من المعتصمين بالقرب من جامعة صنعاء خرجوا” عصر الأربعاء “بقصد اقتحام عدد من المؤسسات والمنشآت الحكومية”.وحمًلت الوزارة، في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، قيادات أحزاب “اللقاء المشترك”، خصوصا قيادة حزب “الإصلاح” الإسلامي، الغطاء السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، “المسؤولية الكاملة عن كل هذه الأحداث والأعمال التخريبية والخارجة عن النظام والقانون”.وحذًرت وزارة الداخلية من “مغبة استمرار التصعيد والتحريض على اقتحام المباني والمرافق الحكومية والعامة” في جميع المدن اليمنية، مؤكدة أن قوات الأمن المكلفة بحراسة المنشآت الحكومية “لن تتوانى في أداء واجبها في حماية” هذه المنشآت، وأنها “ستتصدى بحزم وقوة لكل من يحاول اقتحامها”.من جهتها، كشفت صحفية “26 سبتمبر” العسكرية، والمقربة من القصر الرئاسي، عن “خطوات صارمة” سيتم اتخاذها “لتعزيز الإجراءات الأمنية وإعادة هيبة الدولة في مختلف المناطق اليمنية”.وقالت الصحيفة في عددها الصادر أمس الخميس، :” هناك خطة أمنية سيتم تنفيذها بالتعاون والتنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنية وإعادة الانتشار الأمني في المناطق التي تشهد اضطرابات أمنية” على خلفية الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح.وأكدت أن السلطات الأمنية “لن تتردد في استخدام القوة لإعادة هيبة” الأجهزة الأمنية خصوصا إذا تمادت ما وصفتها ب”العناصر الخارجة عن القانون والشرعية الدستورية” في ارتكاب “أية أعمال تمس أمن الوطن والمواطن”. من جهتها، ناشدت أحزاب “اللقاء المشترك” المعارضة، مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التدخل ل”وقف المجازر التي ترتكبها قوات (الرئيس) علي صالح ضد المعتصمين سلمياً” في المدن اليمنية.وطالبت المعارضة اليمنية المجتمع الدولي “القيام بدوره الإنساني والأخلاقي لإيقاف المجازر المستمرة ضد المعتصمين سلميا”، حسب بيان أصدرته ليل الأربعاء/الخميس.وأكد البيان أن “الدماء التي تسيل لن تزيد الشباب إلا إصراراً على تحقيق مطلبهم الأساسي بإسقاط” النظام، معتبرا أن ما وصفه بـ”الصمت العربي والدولي” تجاه قمع التظاهرات السلمية، بمثابة “ضوء أخضر” للاستمرار في قمع الاحتجاجات الشعبية.وطالب بيان المعارضة المجتمع الدولي بـ”اتخاذ إجراءات حازمة لوقف هذه المجازر”. وقد خيمت أجواء من التوتر، صباح أمس الخميس، على محيط ساحة الاعتصام قبالة جامعة صنعاء، المجاورة لمعسكر “الفرقة أولى مدرع” التابعة للواء علي محسن الأحمر، أبرز أركان نظام صالح، والذي أعلن في 21 مارس الماضي تأييده لمطالب المحتجين الشباب. وذكرت وكالة فرانس برس أن اللواء الأحمر “نشر تعزيزات عسكرية حول الساحة بما في ذلك جنود ومدرعات”.كما استحدثت قوات اللواء الأحمر نقاط تفتيش جديدة حول محيط معسكر “الفرقة أولى مدرع” والأحياء السكنية القريبة منه.وتسيطر قوات اللواء الأحمر على شمال صنعاء وغربها، في حين تسيطر القوات الموالية للرئيس صالح على باقي أنحاء العاصمة.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©