الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محاضر ليوا.. ماضٍ عريق وحاضر متطور

محاضر ليوا.. ماضٍ عريق وحاضر متطور
24 يوليو 2010 23:35
تضرب جذور إقليم الظفرة عميقاً في التاريخ، فعلى الرغم من ملامح الحداثة التي تبدو عليه إلا أن التاريخ لا يغيب عن الإقليم الذي ينبض بالحياة والأصالة ويحمل بين جنباته عظمة ومجد الأولين وصبرهم على الظروف القاسية سواء كانت طبيعية أم بشرية. ويرد المواطن عيد بن أحمد المنصوري، وهو سبعيني وأحد أبناء ليوا، الشهرة التي صارت تميز ليوا إلى عاملين أساسيين، هما ماضيها المرتبط بتاريخها العريق وحاضرها المرتبط أساساً بالعمل الذي توليه القيادة الرشيدة لهذه المنطقة على المستوى السياحي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي. ويشير إلى أن محاضر ليوا تصنف ضمن المناطق الأثرية، إذ يوجد بها العديد من الآثار التي تتميز بقيمتها التاريخية، فهي تكتنز ضمن أرضها أقدم المواقع التاريخية وتوجد بها مجموعة كبيرة من الحصون والأبراج يصل عدد ما عرف منها حتى الآن إلى 15 قلعة وبرجاً متفرقة في الواحات، منها ما تهدم ويحتاج إلى تنقيب ليمكن اكتشافه ومنها ما هو موجود حتى الآن وتتم فيه أعمال الصيانة والترميم. ومن بين هذه الحصون كما يروي المنصوري حصن ظفير الذي بناه بنوياس، وموقب، والغريب، والطرق، وحصن خنور وبناه بنوياس أيضاً، وحصن حويل وحصن أم حصن الذي يعتبر من أقدم الحصون في المنطقة، وحصن قطوف وبناه بنوياس أيضاً، وحصن نميل وبناه البوفلاح، وحصن مزيرعة، وحصن الميل، وحصن العد، وحصن الجبانة، إضافة إلى برج مارية الغربية، وحصن الهيلة الذي لم يبق منه سوى برج أسطواني. وعن أشهر محاضر ليوا الآن ذكر المنصوري منها حميم، وعتاب، واليارية، والخيس، ونشاش، وعرادة، والحميضي، والصبخة، والثروانية، وموصل، وقرمدة، ونفير، والرايقة، ومزيرعة، والمارية، وعتاب، وخنور. ويخلص المنصوري إلى القول: “كان الغرض من إنشاء هذه الحصون هو الدفاع عن المنطقة وحراستها إذ يتم تعيين حراس فيها للمراقبة يقومون في حال رأوا مكروهاً بإبلاغ أهل المنطقة والذين يرسلون بدورهم رسلاً للمناطق المجاورة لإبلاغ الأهالي هناك بالخبر والذين يرسلون من جانبهم رسلاً لإبلاغ المناطق التي تجاورهم، وهكذا حتى يصل الخبر من أقصى غرب المحاضر إلى أقصى شرقها فتأخذ القبائل حذرها وتجهز كل قبيلة نفسها وتتحد القبائل من أجل الدفاع عن المنطقة”. أسماء المحاضر وعن أسماء هذه المحاضر وسبب تسميتها يقول المنصوري إن محضر “عرادة” هو الأول من ناحية الغرب وسمي بهذا الاسم لأن الشجر الموجود في المنطقة هو من نوع العراد، ومحضر “أم الحصن” لوجود حصن قديم فيه أما محضر “الخريمة” فسمي بهذا الاسم لأن المنطقة مفتوحة وأرضها سهل. ويستكمل المنصوري: محضر “الملقطة” سمي لأن أشجار النخيل فيه متفرقة وتتجمع في النهاية في مكان واحد و”العد” لأن به ماء عذب قوي التدفق في أرض حصوية ويطلق العرب على الماء العذب عد، و”المارية” لأنها مرتفعة فتبدو واضحة للعيان وتعتبر علامة مميزة في المنطقة، و”خنور” لأن مدخلها ضيق و”الطرق” لأنه يبدو كرأس جبل يرتفع في منتصف الرمال. وقال المنصوري إن “ردوم” تضم حزوماً جبلية أي قرون جبلية وهي عبارة عن كثبان رملية صغيرة على هيئة جبال في أرض منبسطة، ومحضر “بوصدين” سمي كذلك لأن المكان صاد على صوب واحد أي جنب واحد. وأضاف أن محضر “كية” سمي بهذا الاسم لأن أرض المنطقة شديدة الخصوبة وكأنه قد تم كيها وهي معروفة حتى الآن بخصوبة مزارعها وشهرة نخيلها وما زال رطب مزارعها يفوز بالمراكز الأولى ضمن مهرجان ليوا للرطب وأكثر مزارعها لبوفلاح “آل بوفلاح، ومحضر “موقب” نسبة لبئر ماء وقب أي صغير يوجد في المنطقة. وعن المحاضر الشرقية، قال إن محضر “حويلة” مثل الوادي المنحدر من بعيد وتظهر منه تفرعات عدة وكل تفرع له اسم و”ظويهر” ظاهر من ناحية الشمال و”قطوف” لأن المنطقة تقع على مسن الوادي ويقولون فيها أول نخلة يقطفون منها الرطب ولا يعرفون مالكها و”القرمدة” وموقعها فوق رمال مقرمدة و”نميل” في أرضها نمل كثير فسميت نميل و”النشاش” كان صعب مظهاره ويعجز المطية أي يصعب الوصول إليه حتى على ظهور المطايا و”الييف” وهي أرض صادة ولها وجه من أحد الجوانب يسهل الوصول إليه ورملها غزير من الجانب الآخر ويصعب الوصول إليه و”سريط” والرمل في هذه المنطقة يتحرك ويمشي بسرعة فيصل إلى النخيل المزروع ويدفنه وكأنه يأكله ويسرطه أي يبتلعه، ومحضر “صبخة” ويعتبر بلاد الهوامل أي قبيلة الهوامل وكانت المنطقة أرضاً سبخة، و”ثروانية” وسميت بهذا الاسم لأنها كثريا مرتفعة، و”الجبانة” من جبة فيها فكة عن ليوا و”جرة” وهي أرض منجرة من الطريق و”حميم” وهو ماء خور وحميم نسبة لحرارة الماء. ويضيف المنصوري أن محضر “مزيرعة” سمي بهذا الاسم نظراً لاشتهاره بالزراعة منذ القدم وما زال حتى الآن وتعود ملكية معظم أراضيه لآل بوفلاح ومحضر “سحاب” وسمي بهذا الاسم لأن له سحاحيب كثيرة أي له سهول كثيرة ومحضر “بوهفافة”، وسمي كذلك لأن هواء منطقته عليل وطيب، و”أم الزمول” ويقال إن سبب تسميتها يرجع إلى أن بعض أهالي المنطقة من العرب قديماً مروا على بئر الماء الموجود فيها وبعد أن شربوا قهوتهم وقت الظهيرة استراحوا بالقرب منها وتعاركت الركاب مع بعضها البعض وسقطت في الطوي وماتت داخل الطوي فسمي “أم الزمول”. الشيخ زايد وتطوير المنطقة ويزيد المنصوري: “كان أحد المحاضر معروفاً لدى أهالي المنطقة بـ”شدق الكلب” لكن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أمر بتغيير هذا الاسم إلى “مروان” وما زال يعرف حتى يومنا هذا بهذا الاسم والأهالي سعيدون به لأنه يذكرهم بالمغفور له الشيخ زايد وما فعله من أجل تطوير المنطقة”. ويقول: “كان الرمل يأكل النخيل ونحضر عليه أي نبني حوله مثل السور من سعف النخيل، حتى لا يدفن وبعد قدوم المرحوم الشيخ زايد للمنطقة لم يعجبه هذا الحال فأمر بتسوية الأرض وبناء المساكن وأشرف وأنجاله الكرام على ذلك ولولا توجيهاته رحمه الله لكانت هذه المنطقة ميتة الآن. وعن أشهر قبائل إقليم الظفرة قديماً، يقول المنصوري: “تعتبر منطقة المحاضر وجهاً لأبرز القبائل كقبيلة بني ياس وأبرزهم: آل بو فلاح وآل بو فلاس والمرر والهوامل والقبيسات والرواشد والمزاريع والقمزان والرميثات إضافة إلى المناصير”. ويضيف المواطن عيد المنصوري: “ما زالت محاضر ليوا تحتفظ بخصوصيتها حتى يومنا هذا، فغربها تسكنه قبيلة المزاريع وناحية المحاضر الشرقية تسكن قبيلة المناصير وفي محضر “سبخة” وما يجاوره يسكن الهوامل والمحاربة”، مشيراً إلى أن محضر “مزيرعة” تسكنه محاربة وقبيسات، مؤكداً: “كان أهالي ليوا وما زالوا إخواناً ولا يفارقون بعضهم بعضاً وبينهم نسب وود”. وذكر أن أهل ليوا اعتمدوا في معيشتهم على البحر وامتهنوا الغوص خلال فترة الصيف من شهر مايو وحتى نوفمبر من كل عام ثم وبعد أن يبرد البحر كانوا يعودون إلى البر حيث اشتهروا في مجال الغوص والطواشة “شراء وبيع اللؤلؤ”. وأشار إلى أن أشهر غواصي المنطقة كانوا حمد بن مايد بن غنيمة المنصوري وعيلان بن منع المنصوري من بينونة وسالم بن عجيف المنصوري وأحمد بن مساعد المنصوري وشاهين علي القصيلي وعلي بن سالم المنصوري وسعيد بن مساعد المنصوري في حين كان أشهر الطواويش “تجار اللؤلؤ” محمد بن جاسم المريخي من أهل دلما وأولاده حاضر ومحمد وعيد بن محمد المريخي وفهد بن راشد الدوسري من أهالي دلما. من جانبها، تقول المواطنة شمسة المزروعي من أهالي المنطقة إن الأهالي عانوا كثيراً في حياتهم وثابروا وكافحوا من أجل كسب لقمة العيش قبل تولي المغفور له الشيخ زايد مقاليد الحكم ولكن بعد قدوم زايد شهدت المنطقة تحولات كبيرة في بناها التحتية نتيجة اهتمامه وحرصه رحمه الله بها مما كان له أكبر الأثر في تغير نمط الحياة في ليوا مع احتفاظ أهلها بالموروثات والتقاليد والعادات، فانتشرت النهضة الزراعية وجلب الفقيد المهندسين والخبراء والمختصين في مجال الزراعة وتم حفر الآبار الجوفية لري المزارع وزيادة المساحة الخضراء وتم إنتاج الخضراوات والأعلاف لزيادة دخل المواطنين ورفع مستواهم المعيشي. وتقول: “سار على نهج المؤسس من بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، إذ عُبدت الطرق وبنيت المساكن الشعبية الجديدة وتوافرت فيها خدمات الكهرباء والماء والاتصالات وهذه كلها مكارم سخية نعجز عن ردها لحكومتنا الرشيدة التي جعلت رفاهية المواطن وإسعاده شغلها الشاغل”. جمهور «ليوا» يشيد بتجربة الكلاب في مكافحة سوسة النخيل إيهاب الرفاعي (المنطقة الغربية) – أشاد جمهور مهرجان ليوا للرطب 2010 بالعرض الذي قدمته وحدة الكلاب البوليسية في الكشف عن سوسة النخيل، مؤكدين أن نجاح التجربة سيساهم بشكل فعال في مكافحة تلك الآفة. وطالبوا بتعميم تجربة مكافحة السوسة التي تعتبر من أكثر الآفات خطورة على زراعة النخيل في الدولة، والتوسع في استخدامها بنطاق واسع لحمايتهم من تلك الآفة. وكانت وحدة الكلاب البوليسية فرع العين قد قدمت لزوار مهرجان ليوا للرطب تجربة حية في كيفية استخدام الكلاب البوليسية في الكشف المبكر عن سوسة النخيل التي يعتبرها مزارعو النخيل العدو الأول لهم وذلك من خلال وضع عينة تحتوي على يرقات سوسة النخيل داخل نخلة وإخفائها وسط عدد كبير من أشجار النخيل تمت الاستعانة بها من بلدية المنطقة الغربية وترك الكلاب البوليسية لتبحث عن هذه الآفة وتتعرف إلى النخلة التي تحتوي على السوسة. ويشير المساعد أول أحمد علي الدرمكي مسؤول وحدة سوسة النخيل بقسم الكلاب البوليسية في مدينة العين إلى أن استخدام الكلاب المدربة في الكشف عن سوسة النخيل حقق نجاحاً كبيراً وينتظر اعتماد النتائج من المسؤولين لتعميم التجربة والاستفادة منها في مكافحة سوسة النخيل داخل المزارع والمناطق المصابة بها. وأشار الدرمكي إلى أن فكرة استخدام الكلاب البوليسية في الكشف عن سوسة النخيل جاءت بعد دراسات متميزة أكدت أن يرقات سوسة النخيل تفرز رائحة كريهة يمكن للكلاب البوليسية تمييزها واكتشافها بسهولة. وبعد إجراء التجارب حققت التجربة نسبة نجاح عالية جداً وبالتالي يمكن استخدام الكلاب كوسيلة فعالة وآمنة في الكشف المبكر عن الإصابة بسوسة النخيل التي تهدد تلك الزراعة بشكل كبير.
المصدر: وام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©