الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الدرس».. علاقة قهرية تنتهي بالقتل

«الدرس».. علاقة قهرية تنتهي بالقتل
16 يناير 2014 00:49
عصام أبوالقاسم (الشارقة)- في مسرحية «الدرس» التي أعدها المخرج التونسي غازي الزغباني عن مسرحية بالعنوان نفسه ليوجين يونسكو، ظهر الاداء التمثيلي للممثلة الشابة سيرين بلهادي أكثر من أي شيء آخر. بسط الزغباني فضاء العرض على طاولة تحتل الامتداد الأفقي للخشبة وعلى طرفيها مقعدي الأستاذ (قام بالدور نعمان حمدة)، وتلميذته التي تحضر للدكتواره (قامت بالدور سيرين)، وثمة مكتبة الأستاذ الموزعة على الجدران الأربعة، وقد انتبه المخرج الى أن يجردها أو يقدمها رسماً على الجدران. وتحكي المسرحية التي قُدمت مساء أمس الأول بقاعة جمعية المسرحيين، علاقة قهرية بين الأستاذ وتلميذته، فالأستاذ المعتد كثيراً بما خزنه من معارف في الجغرافيا والتاريخ واللغات يعمد دائماً إلى استصغار تلميذته وتحقير طريقة تحصيلها العلمي ومستواها الثقافي، وهو دائماً يريد أن يملي على التلميذة كما يريدها أن تظل منصتة، ولكنه بالمقابل ينزعج حين يراها تتقدم وتتطور في معرفتها وسرعان ما يجهز عليها تجهيلاً وتقزيماً حين تبدأ هي في تقديم ما لديها. العرض الذي قدم على هامش المسابقة، تكلم بالعامية التونسية، وهو بدا متوقفاً في نقطته ذاتها، منذ استهلالته، إذ إن العلاقة بين الأستاذ وتلميذته لم تخرج عن السبيل الذي يمكن أن يتوقع المتلقي نهايته؛ إذ اتضح منذ البداية أن الأستاذ يعاني خللاً نفسياً والتلميذة المأخوذة بسلطة المعرفة، التي يملكها أستاذها كان عليها دائما أن تظهر هلعها واندهاشها من تعليقاته الحادة والغريبة على إجاباتها ولاحقاً من حركاته العدائية، التي بلغت ذروتها حين قام بخنقها وقتلها. إذاً، كان كل شيء مضت إليه المسرحية القصيرة هو مما يمكن لأي مشاهد عادي أن يتوقعه بما في ذلك نهايتها التي نعرف أيضا معها أن للأستاذ ضحايا سابقين، ومعظمهم من الفتيات، وذلك عبر حوار قصير بين النادل (قام بالدور نجيب خلف) والأستاذ. يشتغل الفن والمسرح على وجه الخصوص في تلك المناطق الغامضة والمهمشة والمغفلة فيما هو معتاد وواقعي ويومي، ومن هنا يكتسب جماله وسحره وحلميته ومن هنا أيضاً يدهشنا، ويستفزنا ويحفزنا، وهو ما شاء مخرج مسرحية الدرس أن يغايره ويختلف معه، فلم يكتفِ بتقديم ما نعرفه بل زاد على ذلك أنه استعان بالطريقة التي نعرفها لتقديمه!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©