محمية دبي الصحراوية تنال عضوية الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة

انضمت محمية دبي الصحراوية (DDCR) التي تضم منتجع المها الصحراوي الحائز على جوائز دولية رفيعة، الى الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة (IUCN)، المنظمة البيئية العالمية والهيئة الرائدة في المحافظة على البيئة والتنمية المستدامة· ويمثل هذا الاعتراف إنجازاً مهماً نظراً لأن محمية دبي الصحراوية هي الأولى من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحظى بهذا التصنيف من الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة كمنطقة محمية، فضلاً عن كونها واحدة من مناطق قليلة تنال مثل هذا الاعتراف في دول مجلس التعاون الخليجي· وتم التأكيد على تصنيف محمية دبي الصحراوية كمنطقة عالمية محمية خلال ''مؤتمر العالم'' لهذا العام، الذي انعقد مؤخراً في برشلونة بحضور وفود وشخصيات بارزة من بينهم الأمير ألبرت من موناكو، ووزراء بيئة يمثلون العديد من دول العالم· وبذلك تنضم محمية دبي الصحراوية إلى بعض من أشهر المناطق لحماية الحياة البرية والحدائق الوطنية في العالم، بما في ذلك مناطق محمية مثل حديقتي ''يالو ستون'' و''يوسمايت'' في الولايات المتحدة، والحاجز المرجاني العظيم في أستراليا، وكبريات الحدائق الوطنية ومحميات الحياة البرية في أفريقيا· وتم توسيع المحمية منذ تأسيسها العام 1999 حين كانت جزءاً تابعاً لمنتجع المها الصحراوي، من 27 كيلومترا مربعا الى 225 كيلومترا مربعا أو ما يعادل 30 ملعب كرة قدم، وذلك قبل ان تتبناها حكومة دبي العام 2002 لتصبح محمية دبي الصحراوية· وبحسب هذه الأرقام، تعدُّ المحمية أكبر منطقة برية محمية في الإمارات العربية المتحدة، حيث باتت تشكل ما نسبته 5% من إجمالي المساحة البرية لإمارة دبي· وقد خصصت طيران الإمارات 10 ملايين درهم لاستثمارها في برامج إدارة وحماية الحياة البرية في محمية دبي الصحراوية· وعلق سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة ورئيس مجلس إدارة محمية دبي الصحراوية، على هذا الإنجاز قائلاً ان حكومة دبي في العام 2004 عملت على إحداث تغييرات في القانون تضمن الحماية الدائمة لمناطق واسعة من صحرائها، بما تضمه من مختلف الفصائل الحيوانية والنباتية المستوطنة· وأشار إلى أن ذلك يهدف للإبقاء على التوازن بين التطور والحفاظ على التراث الطبيعي في ظل النمو السريع الذي تشهده دبي· وأضاف سمو الشيخ أحمد ''إننا فخورون اليوم بما لقيته محمية دبي الصحراوية والجهود التي تبذلها المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والكثير من الأفراد من تقدير واهتمام من قبل هذه المؤسسات العالمية للحفاظ على الحياة البرية والمجتمع الدولي أيضاً''· ولفت إلى أن ''طيران الإمارات ومنتجع المها قدما مساهمات مالية وخصصا الكثير من الموارد كي تضمن الارتقاء بمستويات الأبحاث وإدارة عمليات حماية البيئة في محمية دبي الصحراوية إلى أرقى المعايير العالمية''· وخلال محاضرة عقدت أول من امس في منتجع المها، قال طوني ويليامز مدير المنتجع ونائب رئيس الامارات للفنادق ان محمية دبي الصحراوية أثبتت جدارتها بهذه العضوية العالمية نتيجة لأنشطتها البارزة والمؤثرة في تطوير الممارسات السياحية المستدامة، وتوفير المأوى والحماية الدائمة للمها العربي، والغزلان العربية ومجموعة واسعة متنوعة من الثدييات الأخرى، فضلاً عن إجراء عمليات مسح واسعة للحياة النباتية وبرامج إعادة زراعة النباتات في مناطقها الأصلية· وقال انه خلال السنوات الثلاث الماضية، انكب فريق العمل في المحمية على اجراء مسح متكامل يستخدم ثلاث محطات جوية كاملة لتسجيل بيانات مناخية تفصيلية على مدار الساعة، وكذلك بيانات متعلقة بطبيعة الأنواع الحيوانية الأصلية الموجودة في المنطقة، وطبيعة الارض والطقس، بالاضافة الى انجاز سجل حافل يتضمن إجراء الأبحاث العلمية المتصلة وتطبيق ممارسات إدارية في حماية الطبيعة والحماية الفعـــلية لموارد طـــبيعية· واوضح ويليامز ان كل هذه الاجراءات تشكل جزءاً من معايير الحصول على عضوية الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة، وهي تشمل ايضاً الحصول على توصيات من عضوين حاليين ضمن الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة، وهما الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن و''مجموعة الإمارات للبيئة''، وهي مؤسسة رائدة غير حكومية في دبي· واعتبر أن المحمية وضعت الآن تحت مراقبة المنظمات البيئية العالمية، مما يفرض على فريق العمل المثابرة على تطوير هذه المحمية، معتبراً ان العمل الجاد قد بدأ اليوم والسنوات التي فاتت لم تكن سوى تحضير لمرحلة طويلة من المتابعة