جهود حكومية لتذليل الصعوبات ورفع نسبة التوطين في دوائر المنطقة الغربية ومؤسساتها

تسعى الجهات الحكومية في المنطقة الغربية إلى رفع نسبة التوطين فيها من خلال تذليل الصعوبات التي تؤثر بشكل مباشر على خطط التوطين في تلك الدوائر والمؤسسات والسعي نحو تحقيق النسب المنشودة طبقاً للخطط الاستراتيجية المعلنة لمختلف الدوائر. في الوقت ذاته، طالب عدد من مؤسسات القطاع الخاص في المنطقة الغربية بوضع برامج تحفيزية وتقديم دعم مباشر لهم من أجل رفع نسب التوطين في تلك الدوائر. وكانت دراسة استطلاعية أجرتها إحدى الدوائر الحكومية في أبوظبي كشفت عن ارتفاع معدل البطالة في المنطقة الغربية إلى 17,4%، وهي أعلى نسبة في مدن الإمارة، بينما جاءت نسبة البطالة في مدينة أبوظبي أقل نسبة، وهي 9,2%. وكانت أغلب هذه النسب من أصحاب المستويات التعليمية المتدنية، كما أن معدلات البطالة بين الإناث سجلت ضعف نسبتها بين الذكور. وأكد حمود حميد المنصوري مدير عام بلدية المنطقة الغربية أن البلدية حققت نسبة توطين بلغت 71%، خلال الفترة الماضية، وقال: “هذا عمل نفتخر ونعتز به؛ لأن هذه النسبة تجاوزت النسبة المتوقعة لعام 2009 حسب الخطة الاستراتيجية، حيث كانت الخطة تهدف إلى تحقيق نسبة توطين 60% من إجمالي عدد الموظفين العاملين بالبلدية”. وأشار المنصوري إلى أن البلدية تسعى إلى جذب المواطنين المؤهلين للعمل ضمن فريقها وتستخدم عدة وسائل منها قبول السير الذاتية المرسلة عن طريق البريد الإلكتروني للمواطنين، والإعلان عن الشواغر في الصحف اليومية وقبول طلبات التعيين التي تقدم مباشرة إلى البلدية، هذا إلى جانب استخدام شركات التوظيف والبحث عن السير الذاتية المناسبة في الأنظمة الإلكترونية العالمية التي تحتفظ بالسير الذاتية ومن تلك الأنظمة نظام يحتفظ بمليون و200 ألف سيرة ذاتية، وآخر يحتفظ بمليوني سيرة ذاتية. وذكر المدير العام لبلدية “الغربية” أن من أهم الصعوبات التي تواجه البلدية في التوطين هي عدم توافر أصحاب المؤهلات التخصصية النادرة في المنطقة الغربية، لافتاً إلى أن البلدية تبذل جهداً كبيراً في جذب المواطنين والاحتفاظ بهم عبر وسائل أخرى كالمشاركة في معارض التوظيف بشكل منتظم في كل من أبوظبي ومدينة زايد والرويس. تعيين الخريجين المتفوقين أكد في هذا الصدد أن البلدية وقعت مذكرة تفاهم مع كليات التقنية العليا في كل من مدينة زايد والرويس للقيام بتعيين الخريجين المتفوقين، ومنح طلاب كليات التقنية العليا والمدارس الثانوية فرص العمل في البلدية خلال الإجازة الصيفية وتدريب المواطنين والمواطنات في كل أوجه إدارة المعرفة وتطبيق برامج تدريبية عالية الجودة للمواطنين العاملين بالبلدية، إضافة إلى عمل برامج التنمية الذاتية للمواطنين ومنحهم إجازات دراسية للحصول على مؤهلات عليا، وبرامج تطوير لكل المديرين المواطنين عن طريق مراكز تدريب إداري وجامعات عالمية. وأشار المنصوري إلى أن البلدية تحرص على مراجعة نسبة التوطين كل شهر لمعرفة نسبة التوطين، بهدف الوصول إلى نسبة 95% في توطين الوظائف بالبلدية حتى عام 2014، وذلك حسب الأهداف الاستراتيجية، مع الاهتمام المستمر بتطوير مقدرات وكفاءات المواطنين حتى لا يكون التركيز على الكمية على حساب النوعية؛ لأن رأس المال المعرفي المقتدر هو ما يمكننا من تحقيق أهدافنا الاستراتيجية والتشغيلية بفعالية وتميز. وكانت إدارة مستشفيات المنطقة الغربية أعلنت في أكتوبر الماضي عن ارتفاع عدد الموظفين المواطنين بها إلى 164 موظفاً مواطناً، مقارنة بـ134 في عام 2008، وبهذا ترتفع نسبة التوطين في الوظائف الإدارية في مستشفيات “الغربية” لتصل إلى 60%، وهي تداني النسبة التي تصبو إليها إدارة مستشفيات “الغربية” في سياق خطتها الاستراتيجية. وأكدت قدرية محمد البشري نائبة مدير المنطقة التعليمية الغربية للشؤون المالية والإدارية حرص المنطقة على تنفيذ استراتيجيات مجلس أبوظبي للتعليم في توفير أفضل الكفاءات المواطنة للعمل في الميدان التربوي، إلا أن مهنة التدريس من المهن التي لا تجد إقبالاً كبيراً من المواطنين عليها نظراً لصعوباتها ومواجهة العاملين فيها تحديات عديدة، وهو ما يؤدي إلى انخفاض نسبة المواطنين الراغبين في العمل بالميدان التربوي بشكل عام، خصوصاً من الذكور. وأشارت البشري إلى أن المنطقة حريصة على تسكين أي مواطن أو مواطنة تتوافر فيه الشروط المطلوبة في مدارس المنطقة، حيث تقوم المنطقة بعمل إحلال سنوي للوقوف على مدى الطلبات المقدمة من المواطنين وتنطبق عليهم الشروط من أجل القيام بإحلالهم في الدرجات التي يشغلها وافدون. القطاع الخاص طالب عدد من العاملين في القطاع الخاص بضرورة وجود برامج تحفيزية ودعم مباشر من أجل المساهمة في رفع نسبة التوطين بها. وأكد سيف محمد الهاملي المدير التنفيذي لجمعية الظفرة التعاونية أن الجمعية حريصة على رفع نسبة التوطين في مختلف الوظائف الإدارية بها إلى 100%، إلا أن رفع تحقيق هذه النسبة يتطلب ضرورة وجود برامج تحفيزية من الجهات الحكومية المختلفة وتقديم دعم مباشر من أجل توفير الكفاءات والكوادر التي يحتاجها القطاع الخاص. وأكد سيف الهاملي أن الجمعية لا تعتمد على عنصر الخبرة كشرط رئيس في التعيين، بل على العكس فإن الجمعية ترحب بحديثي التخرج ممن لديهم القدرة على التطوير والإبداع والعمل، وأن الجمعية ستقوم بتنظيم برامج تدريبية لهم لتطوير قدراتهم وإمكاناتهم نحو مزيد من العمل والعطاء. وأشار إلى أن جمعية الظفرة حرصت على التنسيق مع مجلس أبوظبي للتوطين لتوفير أكثر من 30 مواطناً لتسلم مهام عملهم القيادي في مختلف المجالات، وذلك من خلال القوائم المعتمدة لدى المجلس وأن الكفاءات الجديدة التي تسعى الجمعية لتعيينهم على رأس الوظائف القيادية بها ستكون من خلال مجلس أبوظبي للتوطين