الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الشعر الشعبي بين تحديات العالم الافتراضي والآمال الكبيرة

الشعر الشعبي بين تحديات العالم الافتراضي والآمال الكبيرة
16 يناير 2014 00:53
الشارقة (الاتحاد)- في جلسة حوارية حملت عنوان «الشعر والشعراء بين عامين.. الواقع والطموح»، تطرق عدد من المتخصصين والشعراء إلى واقع القصيدة الشعبية (النبطية) والطموح المؤمل منها في السنوات القادمة. وشارك في الجلسة التي عقدت في قاعة مركز الشارقة للشعر الشعبي التابع لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة مساء أمس الأول كل من: الشاعر خالد الظنحاني، والإعلامي طارق حداد، والشاعر صالح الجشعمي، وأدارها الشاعر والإعلامي فائق الخالدي. بدأ الخالدي تقديمه للجلسة قائلاً: «اليوم نستضيف نخبة متميزة ليسلطوا الضوء من وجهة نظر متخصصة على مجمل من التظاهرات الثقافية التي شهدتها الساحة الإماراتية خلال عام مضى، برؤية واقعيه تبين فيها ما مدى ايجابية هذه البرامج والأنشطة وسلبياتها، وماهي الطموحات التي يسعى إليها القائمون على المؤسسات الثقافية للارتقاء أكثر بالشعر وبأهله سواء على صعيد الصحافة أو المنابر الإعلامية أو المهرجانات محاولين أن نجيب عن الانطباع المتحصل لنا عن الواقع الشعري والأدبي للعام الماضي». حضور وخصوصية ثم قدم الإعلامي طارق حداد مداخلته مثمناً دور دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة واهتمامها بمفاعيل الثقافة والتراث، مؤكدا على أن الشعر الشعبي لا يزال يحتفظ بحضوره وخصوصيته، مشيراً إلى أن في السنوات الأخيرة فقد الشعر الشعبي جانباً مهماً من تألقه رغم الجهود المبذولة من الجهات المعنية. وأرجع ذلك إلى توجه أغلب الشعراء إلى مواقع التواصل الاجتماعي مبتعدين عن مجالسه وأمسياته ومؤسساته، وذلك بسبب سهولة التعامل مع تلك المواقع. وأشار إلى أن مجالس الشعراء في الماضي كانت تشكل المرتكزات الأساسية للشعراء الشباب الذين كانوا يجدون فيمن سبقهم قدوة تمهد لهم الطريق إلى الانتشار بعد الاعتراف بشاعريتهم. في حين أصبح بإمكان أي كان أن يدعي صفة شاعر، ويضع عبر مواقع التواصل ما يرتئيه من «بلاوي» دون حسيب أو رقيب بعد أن يذيل مشاركته بلقب شاعر يطلقه على نفسه كيفما شاء. ويضيف الحداد: «المشكلة زادت وفاقمت من خلال مواقع تقوم بإجراءات دعائية لبيع الشعر، وغير ذلك من الموضوعات، وهذا يضر بسمعة الشعر لكونه أصبح سلعة تباع وتؤجر في العديد من المواقع الخاصة». وقال الحداد: «لقد كان للشعر حضوره الوهاج بفضل الدعم الذي يلقاه من أصحاب السمو الشيوخ، وأهم دليل على ذلك ما فعلته قصائد الألغاز التي طرحها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي جمعت حولها آلاف الشعراء واستنهضت هممهم وقرائحهم، وشكلت حافزاً قيماً جداً أعاد الاعتبار لحضور الشعر بمستوى عال من التواصل، وأضاف: «دون أن ننسى الأثر الكبير لمساجلات الشعراء الشعبيين من كافة المستويات وما تتركه تلك المساجلات من آثار إيجابية على الشعراء والمتلقين كل فيما يهتم به، إضافة إلى برامج الشعر المهمة كبرنامج شاعر المليون، وملتقى دبي للشعر الشعبي ومهرجان الشارقة للشعر الشعبي، وغيرها من الفعاليات». وأكد الحداد أن «المشكلة في الجيل الجديد الذي لا يعرف شيئاً عن تراثه»؛ وعقد الحداد مقارنة بين أطفال الماضي والحاضر وأكد على أن تنشئة أطفال الماضي «كانت تتيح لهم التقاط وحفظ الشعر وعادات وتقاليد توارثها الآباء. أما أطفال اليوم وهذا ليس ذنبهم نراهم في واد والتراث الشعبي بما فيه الشعر في وادٍ آخر». أزمة المحلية أما الشاعر خالد الظنحاني تحدث عن نشر القصيدة الشعبية في دول العالم وأشار إلى تجربته في نقل الثقافة الشعبية الإماراتية إلى دول العالم من خلال إقامة العديد من الندوات والأمسيات في ألمانيا وفرنسا والتشيك وغيرها من الدول الأوربية. وتناول الظنحاني أزمة المحلية في الشعر الشعبي، قائلاً: «تميزت القصيدة الشعبية بمحلية اللهجة، وهناك صعوبة في ترجمة المفردات، والمترجم يهتم بترجمة الإحساس متجاوزاً الترجمة الحرفية». وقال الظنحاني: «أن هناك أسماء شعرية كثيرة تظهر في الساحة الشعبية وتلقى الدعم من رواد الشعر ومؤسساته المعنية بالدولة التي تحرص على إقامة الورش والدورات والبرامج والفعاليات التي تصب في مصلحة الشاعر وتطوير أدواته وإبراز نتاجاته الإبداعية». وفي نفس الإطار تحدث الشاعر صالح الجشعمي مؤكداً على أن هذه اللهجة قابلة للتغيير والتطور ثم تطرق إلى محلية التناول مشيرا إلى أن هذا الشعر قد يحتاج إلى مفسرين ليسهل فهمه. وأشار إلى تجربته في تونس والتي من خلالها استطاع أن يستخدم مفردات يفهمها المتلقي العربي في تونس. وأشار الجشعمي إلى «ضرورة تمثل الروح الإماراتية في الشعر، وأن يقال عندما يقرأ شعرنا من خارج الإمارات يقول إن ناحية التفكير في هذه القصيدة أو روحها تدل على أنها لشاعر إماراتي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©