الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مي قوطرش تقرأ «عالم وأهداف المسرح التفاعلي»

مي قوطرش تقرأ «عالم وأهداف المسرح التفاعلي»
9 مايو 2012
نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي مساء أمس الأول في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي محاضرة، تحت عنوان”المسرح التفاعلي.. المبادئ والأنواع والظواهر”، قدمتها الكاتبة والناشطة المسرحية السورية مي قوطرش، وحضر المحاضرة عدد من الأدباء والكتّاب والصحفيين. وفي تقديمها للباحثة قوطرش، قالت الإعلامية الشيماء خالد “إن لمي قوطرش إسهامات مهمة في عالم المسرح، إذ قضت خمس سنوات أستاذاً مساعداً في المعهد العالي للفنون المسرحية في قسمي السينوغرافيا والنقد المسرحي بسوريا، ناهيك عن عملها مديرة مسرح في دار الأوبرا بدمشق لعامي 2004 و2005، وقامت بكتابة وإخراج العديد من العروض التفاعلية، وعملت في مشاريع للتنمية الثقافية. ونوهت الشيماء خالد إلى إسهامات مي قوطرش في ميدان السينما الوثائقية وسينما الأطفال، وما قدمته عبر أفلامها، بالتعاون مع شركات مهمة في الإنتاج السينمائي للطفل، هذا بالإضافة إلى إسهاماتها في كتابة قصص الأطفال المنشورة في مجلات الأطفال العربية المتميزة. وأضافت “إن هذه المحاضرة تكشف لنا جانبين، أولهما البعد النظري لمفهوم المسرح التفاعلي، والجانب الآخر بدايات هذا المسرح في سوريا وكيفية تطبيقه في المشاريع التنموية”. ثم استهلت مي قوطرش محاضرتها بالإشارة إلى تعريف المسرح التفاعلي الذي هو المسرح الذي يتحول فيه المتفرج إلى مشارك ومحاور في الوقت نفسه مع كسر الجدار الرابع الذي يعزل فضاء المسرح عن فضاء الجمهور. واستخدمت الباحثة شاشة سينمائية نصبت في قاعة المحاضرات قدمت من خلالها عروضاً لمسرح تفاعلي عالمي وعربي ولقطات تصويرية عن نشاطات جماعة المسرح التفاعلي في سوريا التي قدمت عروضها في قرى ومدن سورية متعددة. وأشارت قوطرش الى أن أهم أهداف المسرح التفاعلي هو التخلص من المتفرج الملقن الصامت، وعرضت “برومو قصيرا عن المسرح التفاعلي، وتطرقت إلى المبادئ التي يستند إليها المسرح التفاعلي معتمد على مفاهيم المسرحي البرازيلي أوغستو بوال في كتابة “مسرح المضطهد”. واعتبرت مي قوطرش أن المسرح التفاعلي يختلف كثيراً عن المسرح التقليدي، وهو في غايته الأساسية محاولة لإدخال - توريط - المتفرج في الحالة المسرحية عبر اقتراحه اللعب داخل المسرحية واجتراحه نهايات وتحويلات وحلولاً للنص المسرحي، وكل ذلك من أجل المشاركة في إنتاج الحالة الاجتماعية. وتطرقت مي قوطرش إلى أنواع المسرح التفاعلي، وهما نوعان أولاً المسرح التفاعلي التكنولوجي، وثانياً “مسرح المتفرج” واعتبرت المسرح التكنولوجي هو المسرح الذي يقوم به الجمهور بالاعتماد على السينوغرافيا. أما مسرح المتفرج، فهو المسرح الذي يشارك فيه المتفرج، حيث يتحول المتفرجون إلى شخصيات داخل العرض، وقد يتحول أحدهم إلى شخصية رئيسية، أي أن تكون للجمهور مشاركة قد تغير مسار الحبكة، من خلال التصويت على النهايات، وكأنها أشبه بالمحاكمة، حيث يظهر التداخل بين الجمهور والممثلين على خشبة المسرح بشكل واضح. واعتبرت مي قوطرش أن وظيفة المسرح التفاعلي هي أنها تعتمد على مبدأ الارتجال واللعب في محاولة للمسرح أن يحافظ على عنصر، أو مبدأ المتعة بالرغم أن هدف التوجيه يبدو واضحاً، عندما يفتح حواراً بين الجمهور والممثلين. وأكدت مي قوطرش أن هناك ظواهر مسرحية توزعت عن المسرح التفاعلي، ومنها مسرح المضطهدين، أو مسرح الندوة والمسرح الخفي، وثالثاً مسرح الجريدة وعرضت فيديو كنموذج لمسرح الندوة، الذي يقوم من أجل هدف بناء وتطوير التنمية الثقافية، ويعني أنه قد يعرض مشهداً قصيراً لحادثة أو واقعة ما، ثم يتم إيقاف العرض في لحظة معينة في سبيل إيجاد حلول اجتماعية ونفسية لما قدم، كي يتخلص الممثل من المشكلة التي عرضها خلال المشهد القصير هذا. وأشارت قوطرش إلى مفهومي المسرح الخفي ومسرح الجريدة كون المسرح الخفي أكثر تطوراً من مسرح المضطهد، باعتباره قائماً على صدمة المتفرج وتطوير ردة فعل الجمهور، أما مسرح الجريدة فيتلخص في قراءة الأخبار والتعليق عليها من خلال العرض المسرحي. وتحولت مي قوطرش إلى قراءة التجربة السورية في المسرح التفاعلي، وسردت تجربتها في عدد من الأعمال التي قدمت في سوريا بإشراف الدكتورة ماري إلياس، حيث اعتمدت التجربة على العفوية أولاً، والتشاركية ثانياً، وأكدت أن المناطق الفقيرة التي عرضت فيها الأعمال التفاعلية هي الأكثر تجاوباً، وأشارت إلى أهمية ورشات الكتابة للطفل الذي يكتب مشكلته بنفسه ويعرضها على المسرح، كذلك تمكين المرأة من تحاورها مع جيلها من النساء، بالإضافة إلى تحفيز القراءة التفاعلية في محاورة الأطفال واقتراح حلول. وأكدت مي قوطرش في ختام محاضرتها الى أن المسرح التفاعلي وضع لخدمة التنمية وتناول مشكلات الناس والتحفيز على حلها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©