الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

من حقنا أن نحلم بالمونديال والمواجهة القادمة تساوي بطولة

من حقنا أن نحلم بالمونديال والمواجهة القادمة تساوي بطولة
6 نوفمبر 2008 01:19
كتب مهدي علي مدرب منتخبنا الوطني لشباب الكرة، اسمه بحروف من نور بين أسماء المدربين الكبار، ليس فقط لأنه صعد لدور الثمانية في بطولة آسيا المقامة حالياً بالسعودية، أو لأنه فاز على العراق ثم كوريا الجنوبية، بهدفين مقابل هدف في المباراتين، وسوريا بهدفين نظيفين، ولكن لأنه استطاع في فترة وجيزة أن يرسي دعائم فريق يخشاه المنافسون، بعد أن أسند إليه اتحاد الكرة المهمة منذ عشرة أيام فقط سبقت على انطلاق البطولة الآسيوية، عقب إقالة التونسي خالد بن يحيى والذي شهد الفريق على يديه تراجعاً لم نكن نعلم إلى أين سيقوده· خالد بن يحيى استطاع أيضا أن يهزم الخوف، وأن يبني فريقاً يقارع الكبار، فريقاً تحول أمامه شمشون الكوري الجنوبي إلى خصم مستأنس، تكتل أمام منطقة مرماه أكثر من 50 دقيقة، قضاها في الدفاع، ولا شيء غير الدفاع، بينما لاعبونا يشنون الغارة تلو الأخرى حتى تحقق لهم في النهاية ما أرادوا، وحققوا فوزاً مثيراً في واحدة من أجمل وأحلى مباريات البطولة ليعلنوا تأهلهم إلى دور الثمانية ضمن أفضل 8 منتخبات شباب على مستوى القارة الصفراء، والباب مفتوح أمام منتخبنا لتحقيق إنجاز تاريخي لو تمكن من عبور مواجهة المنتخب السعودي السبت ليعلن تأهله مع ثلاث فرق أخرى إلى بطولة كأس العالم بمصر العام القادم· مهدي على المواطن الذي لا يلبس القبعة ولا يحبها قدم بإنجازه شهادة جديدة في حق المدرب الوطني، تضاف إلى تلك التي قدمها علي إبراهيم مدرب الناشئين، والذي تأهل بفريقه مؤخراً إلى كأس العالم، ومن قبلهما جمعة ربيع، ليثبتوا أن الكفاءات الوطنية بإمكانها أن تفعل الكثير، لكنها فقط في انتظار الفرصة الحقيقية لتقدم ما يعجز عنه المدرب ''المستورد''· كان طبيعياً بعد أن تأهل منتخبنا إلى الدور ربع النهائي للبطولة الآسيوية أن يكون هناك حديث مطول مع مهدي علي الذي يرفض بطبعه الحديث كثيراً، مفضلاً العمل في صمت، وأن يكون الحديث للعمل أولاً وأخيراً، مكتفياً بالمؤتمرات الصحفية التي يرد فيها على تساؤلات إعلاميي القارة، وعلى التعليقات المقتضبة، لكنه وفي إحدى الجلسات الكثيرة بفندق الميريديان حيث تقيم بعثة منتخبنا خص ''الاتحاد'' بحوار مطول، عن الشباب وغير الشباب، فماذا قال؟ في البداية وعن سر الطفرة التي شهدها أداء منتخبنا، عما كان عليه في الدورة الدولية التي شهدتها أبوظبي منتصف الشهر الماضي، والتي حصل فيها منتخبنا على المركز الأخير بنقطة واحدة، قال مهدي علي: صدقوني أنا لا أملك عصا سحرية، وكل ما حدث أنني عدت بالفريق إلى الطريقة القديمة التي كانوا يلعبون بها قبل أن يتولى التونسي خالد بن يحيى المسؤولية، ووضعت اللاعبين في المراكز التي اعتادوها، إضافة إلى أنني أعرف كل شيء عن هذه المجموعة من اللاعبين، منذ أكثر من عامين، وعلاقتي بهم تتجاوز حدود مدرب ولاعبين، وروح الأسرة تجمعنا، كجهاز فني وإداري ولاعبين، أضف إلى ذلك أنني كثفت بعض الشيء من العمل البدني، والحمد لله وضحت ثمار هذا العمل، ورأينا لياقة اللاعبين جيدة، وتفوقوا على كوريا الجنوبية في هذا الجانب، لدرجة أن الفريق الكوري هو الذي لم تسعفه لياقته للنهاية، وحاصرناه في نصف ملعبه حتى كتب لنا الفوز بحمد الله والتأهل· وردا على سؤال: هل يعني ذلك أن عمل خالد بن يحيى مع المنتخب قبل أن يتولى هو المسؤولية كان خاطئاً، يقول مهدي علي: لا يمكن أن نقول إنها أخطاء، وإنما ربما لم يحالفه التوفيق، وربما أن اللاعبين لم يستوعبوا فكره، أي عمل قابل للنقاش ولتعدد الطرق والتوجهات، وقد يكون فكر خالد بن يحيى جيداً لكنه لم يناسب اللاعبين، والكرة الآن أصبحت مدارس متنوعة، والمهم أن نختار ما يناسبنا من هذه المدارس· وأعرب مهدي علي عن شكره البالغ للاعبين على مجهودهم السخي الذي بذلوه، في مباريات الدور الأول، والروح القوية التي أظهروها والرجولة التي اتسم بها أداؤهم، مشيراً إلى أن المباريات الافتتاحية دائماً لها رهبتها، وتمثل ضغطاً عصبياً على اللاعبين، ولكن اللاعبين تحلوا بالثقة، وقدموا عروضاً رائعة كانت حديث كافة المتابعين، وأثبتوا أنهم رهان رابح، متمنياً لهم التوفيق في باقي فصول المهمة إن شاء الله· وحول المباراة القادمة أمام المنتخب السعودي بعد غد والتي تمثل صداماً قوياً ومحفوفاً بالمخاطر، يقول: ما دمنا هنا علينا أن نحلم، وهذا حق مشروع لكافة الفرق، ونحن من بينها، ثم إن حلمنا له ما يبرره، فقد قدمنا عروضاً طيبة، وأصبحنا ضمن الفرق الكبرى التي تأهلت، وبالرغم من صعوبة المباراة المقبلة، إلا أننا سنعمل على تجاوزها إن شاء الله، والمرء منا يفعل ما عليه ويترك النتائج لله، والأماني عموماً لا تتحقق إلا بالحلم، ودعونا لا نستبق الأحداث، ولنرى ما تسفر عنه مباراة السبت· وأشار مدرب منتخبنا إلى أن من أكثر سمات البطولة الحالية أن المستويات متقاربة، وحتى الفرق الخاسرة ليست سيئة، وكمثال فقد رأينا الفريق السوري آخر فرق المجموعة الثانية التي نلعب بها، وكيف قدم مستوى جيداً جداً، وخسر مثلا من الفريق الكوري الجنوبي في المباراة الأولى بهدف جاء في الثواني الأخيرة، بالرغم من الظروف التي مر بها الأشقاء واستبعاد 7 من لاعبي الفريق من جانب الاتحاد الآسيوي لعدم استيفاء أوراقهم، كما رأينا مستويات عديدة جيدة، ولكن في النهاية لا يصعد الجميع ولابد من فريقين فقط من كل مجموعة· أضاف أنه في الدور ربع النهائي فإن الفرصة متاحة للجميع، ولا يمكن ترجيح كفة فريق على الآخر، لأن الصفوة هم الذين صعدوا، وشاء حظنا أن يكون لقاؤنا مع فريق من المجموعة الأولى، وهي أقوى مجموعات البطولة، فالسعودي هو المنظم وصاحب الأرض والجمهور وأيضا يضم لاعبين مميزين، لكننا من البداية كنا ندرك أن من يريد المنافسة عليه أن يكون جاهزاً لمواجهة أي فريق· وقال: نحن نفكر في كل مباراة على حدة، وكان هذا نهجنا من البداية، حتى لا نشتت اللاعبين ونسبب لهم ضغطاً نفسياً زائداً، خاصة وأنهم أنفسهم يعلمون طبيعة المهمة الملقاة على عاتقهم، وهي مسؤولية تمثيل بلدا، وحمل آمال التأهل للمونديال على عاتقهم، وبهذا النهج تعاملنا مع مباريات العراق وكوريا الجنوبية وسوريا، واليوم جاء الموعد مع أهم امتحان، ونأمل أن يوفقنا الله في اجتيازه لنسعد جميعا· وعن توقعاته لمباراة السبت، وهل درس طريقة لعب المنافس وأعد الخطة لمواجهتها، قال: أنا مؤمن أن طرق اللعب تتغير في يوم وليلة، ليس تغييراً جذرياً، ولكن في بعض الأمور التكتيكية والتغيير في بعض المراكز مثلاً، ونحن درسنا المنافس، ومستعدون للمواجهة، ويبقى التوفيق من عند الله، مشيراً إلى أن جميع الفرق الآن أصبحت كتباً مفتوحة، بعد أن شاهدت بعضها في الدور الأول، ووقفت على نقاط القوة والضعف في صفوف الباقين، فلا مجال إذا لمفاجآت، إلا اليسير· ونصل إلى المدرب المواطن وحظوظه المتاحة، ليؤكد مهدي علي أن المدرب المواطن لم يحصل على حقه للآن، وبالرغم من أن اتحاد الكرة يعطي الدرس للآخرين بإسناده مهام بعض المنتخبات إلى المدربين المواطنين، مثلما هو الحال في منتخبي الناشئين والشباب، إلا أن مجمل الصورة، يشير إلى عدم إنصاف المدرب المواطن وعدم حصوله على حقه الذي يستحقه، وأن كان يرى أن النظرة بدأت تتغير بعض الشيء، وتحتاج إلى الوقت للوصول إلى ما يرضي طموحات المدرب المواطن ويوازي إمكانياته، وقال: عن نفسي فلا زلت في البداية، قضيت 5 سنوات في الأهلي، مثلها للآن في المنتخب، وأدرك أن كل شيء يكون صعباً في البداية ، والأجانب في كل مكان يدربون، وليست هذه الظاهرة قاصرة على دورينا· وأسأله: لكن أليس غريبا أنه من بين كل أندية دوري المحترفين لا يوجد ناد واحد أسند المهمة إلى مدرب، نعم في كل أندية العالم هناك مدربون أجانب، ولكن هناك أيضا معهم محليون، ويرد مهدي علي: هذا السؤال يطرح على الأندية، وإن كنت أرى في الساحة من يستحقون القيام بهذه المهمة، وأبرزهم أستاذي جمعة ربيع، وهو مدرب كبير، لا خلاف عليه، وله إنجازاته وخبرته الكبيرة، وعن نفسي استفدت منه كثيراً، ويعد من أفضل المدربين الذين عملت معهم، سواء كانوا أجانب أو مواطنين، بل أقول إنه يفرق كثيراً عن العديد من غيره من المدربين· ويرى مهدي علي أن السبب في عدم إقبال الأندية على إسناد مهمة تدريب فرقها إلى مدربين مواطنين، يعود إلى خشية بعض الإدارات من تحمل مثل هذه المسؤولية، في حالة الفشل، فإذا ما حدث ذلك مع مدرب مواطن، ستكون اللائمة على إدارات هذه الأندية، بينما في حالة الفشل مع مدرب أجنبي ستقول الإدارة إنها وفرت كل شيء للفريق، من مدرب عالمي إلى إمكانيات، ولكن الفريق لم يوفق، مع الأسف إسناد المهمة لمدرب مواطن، من وجهة نظر البعض مخاطرة تحتاج إلى من يكون قادراً على تحملها· وحول أن المدربين المواطنين يتهمون أحيانا بالتقصير في حق أنفسهم وعدم السعي لتحسين مستواهم قال: بالعكس، وكل الدورات التي تعقد ونترشح لها أو نعلم بها نشارك فيها، ونبادر ونسجل أسماءنا، ولدينا شغف كبير بالوقوف على كافة المستجدات، وقبل عامين كانت هناك دورة للمدربي في دبي، ومع احترامي لكافة الفئات التي شاركت فيها، فقد كانت نسبة النجاح الأكبر بين المدربين المواطنين· في دوري المحترفين حتى الآن لم يتغير سوى الاسم الخُبر (الاتحاد) - حول دوري المحترفين في أول ظهور له وتقييمه للأسابيع التي مضت منه يقول مهدي علي: حتى الآن لا فرق بين دوري العام الماضي وهذا العام، ربما الاسم فقط هو الذي تغير، ولا يمكن أن نتوقع تغييراً سريعاً، والأمر يحتاج إلى سنوات قبل أن نجني الثمار الحقيقية من دوري المحترفين، المهم أن نسعى بجدية وأن يكون هذا السعي مقرونا بالعمل على جميع المستويات، وأن يتأصل الاحتراف الحقيقي في ملاعبنا ليشمل حياة اللاعب داخل وخارج الملعب· وعن توجه بوصلة المنافسة، قال: لا يمكن أيضا التكهن بذلك في ظل أن البطولة لا زالت في بدايتها، ولكن أرى من خلال انطلاقة الفرق أن فرق الأهلي والعين والجزيرة والوحدة هي فرسان الرهان· وحول أسعار اللاعبين وهل هناك مغالاة فيها قال: الأمر أشبه بالبورصة، إنه السوق، عرض وطلب، ثم إن أسعار اللاعبين في العالم كله كبيرة، وهناك أرقام تفوق قدرتنا على التصور، والمهم هو ما يقدمه اللاعب، وهل يستحق المقابل الذي دفعه النادي فيه أم لا، هذا هو السؤال· ويرى مهدي علي أن أفضل اللاعبين الأجانب في دوري المحترفين من وجهة نظره، هو لاعب العين فالديفيا، ومن المواطنين إسماعيل الحمادي· الأندية يجب أن تساند الشباب الخُبر (الاتحاد) - أكد مهدي علي أن عدم مشاركة لاعبي منتخب الشباب المنضمين إلى الفرق الأولى بأنديتهم في مباريات هذه الفرق، وجلوسهم بصفة مستمرة على دكة البدلاء يتسبب في تراجع مستوى هؤلاء اللاعبين، وطالب الأندية بضرورة أن تدفع بهم في المباريات وأن تساندهم لأنهم خامات جيدة للغاية، ومع الدفع بهم سيتطور مستواهم أكثر وأكثر، وستعود الفائدة عندها على الأندية التي تملك ذخيرة جيدة من اللاعبين المواطنين الأكفاء· أضاف أن الدفع بهم سواء مع الفريق الأول أو حتى الرديف يفقدهم حساسية ولياقة المباريات وإيقاعها، وأرسل رسالة للأندية بأن تكون بطولة آسيا مؤشرا لما يمكن أن يفعله هؤلاء اللاعبون، وما يمكن أن ننتظر منهم لو أننا منحناهم الفرصة أكثر وأكثر، كما أن ذلك سيعود علي المنتخب بالفائدة، والمفروض أن المنتخب هو الهدف الأسمي الذي نعمل جميعاً من أجله· المجموعتان متكافئتان في خليجي 19 الخُبر (الاتحاد) - بالرغم من أنه لا يفضل الحديث عن المنتخب الأول والظروف التي أحاطت به في الفترة الأخيرة أو التعليق عليها، إلا أن مهدي علي اكتفى بالحديث بسرعة عن قرعة ''خليجي ''19 المقررة بسلطنة عمان وما أسفرت عنه، حيث يري أن المجموعتين متكافئتان، على خلاف من يقولون بصعوبة المجموعة التي نلعب بها، مشيرا إلى أن كل الفرق المشاركة صاحبة تاريخ ومستويات عالية، وأن مجموعة عمان هي الأخرى صعبة، خاصة إذا ما قدر للمنتخب الكويتي أن يلعب فيها·
المصدر: الخُبر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©