الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منطقة المعيريض

17 يناير 2006

تعتبر منطقة المعيريض من الأحياء الشعبية المشهورة برأس الخيمة، وهي المحطة الأولى والتي انطلقت منها رياح التغيير والتعمير في مختلف أحياء الإمارة، ولقد عاشت منطقة المعيريض عصرها الذهبي قبل ظهور البترول حيث كانت تجارة اللؤلؤ وصيد الاسماك مصدراً رئيسياً للدخل ولقد كانت المنطقة محطة للتجارة وتبادل السلع وأصبحت ميناء مشهوراً ولمنطقة المعيريض طعم خاص ونكهة خاصة فأنت مهما ابتعدت عنها، وبنيت من منازل حديثة، وتوفرت فيها كل سبل الراحة، إلا ان هناك حنيناً وقوة لا تستطيع مقاومتهما تأتي بك مساءً أو صباحاً لهذه المنطقة وحتى أولئك الذين اختاروا سكنهم بعيداً في احياء حديثة، لا يستطيعون الاستغناء عن المعيريض، وحتى قبل نومهم ما لم تطأ أقدامهم تراب المعيريض، أو حتى تتبلل أطرافهم بمياه البحر، لن يهدأ لهم بال ولن تستقر أنفسهم على الفراش، فسحر المعيريض وعطرها، وعبق ماضيها، لا يقاوم وكثير من ابناء المعيريض تقلدوا المناصب، وسافروا بعيدا وتزوجوا وأصبح لهم البنين والبنات ، الا انهم لا بد ان تحملهم الذكريات الى منطقة المعيريض والى ترابها وبحرها وسكيكها وقد يشعر الانسان بعامل النقص، ما لم يطل برأسه على البيوت القديمة والتي أصبحت خاوية بعد أن كانت عامرة، فمنطقة المعيريض تكمل عامل النقص في سيكيولوجية أبنائها·
والمثل يقول قديم البريسم ولا جديد الصوف ومثلما يطمح الانسان الى التغيير فإنه طموحنا ان يعاد ترتيب المنطقة، ويتم ترتيب الشوارع واقامة مصلى للعيد وليس كما هو الآن أرض فضاء وتراب، وان يكون فيها شوارع حديثة، وكورنيش جميل، فالمعيريض هي أم الإمارة، وعلى أساسها ظهرت المناطق الحديثة، ومنها تخرجت افواج المتعلمين والعلماء ولكن تنقصها الكثير من الخدمات الضرورية ومنها على أبسط الأمور حديقة متواضعة، ان من ينظر الى منطقة المعيريض وبيوتها المتجاورة والأبواب المتقابلة، وآثار الاقدام فيما بين السكيك، ورائحة السمك المشوي ورائحة الصالونة وهي تطبخ في التنور وتحس وانت تمر أن هذا بيت فلان وهذا بيت أخيه فكل شيء في المنطقة يذكرك بتاريخ محفور ومحفوظ في سطور التاريخ لا تستطيع نسيانه وذكريات تمر أمامك كشريط محمل بأجمل الصور، وأمواج الساحل تتهاوى على رمال الشاطئ وهواء البحر يتسلل فيما بين السكيك ويصطدم بأشجار اللوز والشريش، والسدر فتحدث أصوات جميلة، وعصافير المساء تأتي من رحلة متعبة، وتحط رحالها وهي تغرد وكل شيء في المعيريض جميل، ويستحق الذكريات ويستحق منا الاهتمام، ويستحق منا ان نفتح الصفحة ونتابع سطورها، وما كتب فيها وما عليها ليتضح لنا،تاريخ ممزوج بدماء الرجال المخلصين والأمهات الفاضلات وانني لا أمتدح قولا ولكن من سكن المعيريض واحبها واحبته، لا يستطيع فراقها أو حتى التعلق بأخرى فعلى ترابها سقطت حبات العرق، ومن أرضها انطلقت ركاب الرجال المخلصين وكثير من فنحن لا نؤمن بالتغيير بقدر ما نؤمن بالتعمير فمتى سيكون للمعيريض حظ في استراتيجية التنمية لنتمتع بها فيما بقي من عمرنا·
عبد الله حميد
رأس الخيمة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©