أصبح من النادر ان يلفت انتباهنا برنامج يخلو من الخلع والدونية والسوقية التي نحاول بكل ما اوتينا من قوة ان نبعد انظارنا واسماعنا عنها حتى نبتعد عن الخطيئة ونتجنب الرذيلة لكن مما يلهب المشاعر ويؤجج النفوس ارقا هذه البرامج الدينية التي تفشت في بعض فضائياتنا بهدف الرد على تساؤلات المشاهدين لارشادهم وتوجيههم الوجهة الإسلامية الصحيحة فما نسمع من فقهاء وعلماء فضائياتنا الا تضاربا في الفتاوى وبعدا بين بعضها البعض كما بين المشرق والمغرب هذا اذا كان ضيف البرنامج فقيها واحدا اما الطامة الكبرى لو اجتمع اكثر من علامة في برنامج واحد فما نكاد نسمع اجابة يتفق عليها ضيوف الحلقات الكرام فيستشهد احدهم بحديث ربما يكون موضوعا او منقطع السند أو رأي أحد المجتهدين او يؤول آية تأويلاً مستغربا بما تهواه نفسه ويرتفع الصراخ ويتعالى الصياح وربما التجريح بين العلماء الافاضل فيغيب الالتزام بآداب الحديث بين اهل الفقه والحديث ويقطر مقدم البرنامج بوقود فوق الشعلة لتزداد سخونة واشتعالا وحيرة وتخبطا وضياعا ناهيك عن الجهل الديني الذي يعاني منه العامة من الناس فمن العلماء الافاضل من يقول بأن الحجاب واجب وليس فرضا ومنهم من يقول بأن امكانية السلام باليد بين الرجل والمرأة يعتمد على مدى جمال المرأة مما يزيد شبابنا فجورا وتظل اياديهم معلقة بيدي الفتيات طوال حديثهم مستشهدين برأي أحد الدعاة الاسلاميين المعتد بهم في الوسط الديني·· انحطاط فني وتخبط علمي ورياضي و··· والاقبح والأمر من ذلك دنوا وتشتتا دينيا وفتاوى غربية بألسن فقهاء الدين وفصحاء العربية تهدف لإثارة البلبلة بين مجتمعاتنا والتشكيك بديننا وزرع الفتنة والضغينة والتخبط بيننا وما أرى إلا ان بعض فضائياتنا أو إن صح التعبير فضائحياتنا ما هي إلا وقود يلهب نيران الفتنة وبراثن الجهل والتخلف بعرضها لمثل هذه الفتاوى وتلك الآراء وهؤلاء الضيوف الذين يشوهون صورة الإسلام ويكدرون دلاءنا ويلوثون اجواءنا ويفرشون دروبنا بالأشواك والأتراح والظلمات فمنبعنا صاف ولكن دلاءنا مكدرة وسماءنا ملبدة وأجواءنا ملوثة وافكارنا مشتتة وكل هذا الشقاق منبعه اعداء الأمة ومروجوه اصحاب الفتى والفضائيات الهابطة الذين يتاجرون بديننا· فعلى علمائنا التريث والتؤدة وعدم التسرع في ابداء فتواهم وان يتحدث كل منهم في تخصصه ومجاله وان يصدروا فتواهم بعد دراسة متأنية ومستفيضة لدستور الحياة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وان يجلوا كلمتهم ويقدروا مكانتهم وان يدركوا تمام الادراك ان شعلتنا وقودها فتواهم وكفانا خسرانا وتخبطاً وضلالا وأختم حديثي واطفئ شعلتهم بقوله تعالى: 'إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون'·· صدق الله العظيم·
محمود عبدالباقي
مدرس بمدرسة الحباب بن المنذر