الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فضائياتنا إلى أين؟

17 يناير 2006
أصبح من النادر ان يلفت انتباهنا برنامج يخلو من الخلع والدونية والسوقية التي نحاول بكل ما اوتينا من قوة ان نبعد انظارنا واسماعنا عنها حتى نبتعد عن الخطيئة ونتجنب الرذيلة لكن مما يلهب المشاعر ويؤجج النفوس ارقا هذه البرامج الدينية التي تفشت في بعض فضائياتنا بهدف الرد على تساؤلات المشاهدين لارشادهم وتوجيههم الوجهة الإسلامية الصحيحة فما نسمع من فقهاء وعلماء فضائياتنا الا تضاربا في الفتاوى وبعدا بين بعضها البعض كما بين المشرق والمغرب هذا اذا كان ضيف البرنامج فقيها واحدا اما الطامة الكبرى لو اجتمع اكثر من علامة في برنامج واحد فما نكاد نسمع اجابة يتفق عليها ضيوف الحلقات الكرام فيستشهد احدهم بحديث ربما يكون موضوعا او منقطع السند أو رأي أحد المجتهدين او يؤول آية تأويلاً مستغربا بما تهواه نفسه ويرتفع الصراخ ويتعالى الصياح وربما التجريح بين العلماء الافاضل فيغيب الالتزام بآداب الحديث بين اهل الفقه والحديث ويقطر مقدم البرنامج بوقود فوق الشعلة لتزداد سخونة واشتعالا وحيرة وتخبطا وضياعا ناهيك عن الجهل الديني الذي يعاني منه العامة من الناس فمن العلماء الافاضل من يقول بأن الحجاب واجب وليس فرضا ومنهم من يقول بأن امكانية السلام باليد بين الرجل والمرأة يعتمد على مدى جمال المرأة مما يزيد شبابنا فجورا وتظل اياديهم معلقة بيدي الفتيات طوال حديثهم مستشهدين برأي أحد الدعاة الاسلاميين المعتد بهم في الوسط الديني·· انحطاط فني وتخبط علمي ورياضي و··· والاقبح والأمر من ذلك دنوا وتشتتا دينيا وفتاوى غربية بألسن فقهاء الدين وفصحاء العربية تهدف لإثارة البلبلة بين مجتمعاتنا والتشكيك بديننا وزرع الفتنة والضغينة والتخبط بيننا وما أرى إلا ان بعض فضائياتنا أو إن صح التعبير فضائحياتنا ما هي إلا وقود يلهب نيران الفتنة وبراثن الجهل والتخلف بعرضها لمثل هذه الفتاوى وتلك الآراء وهؤلاء الضيوف الذين يشوهون صورة الإسلام ويكدرون دلاءنا ويلوثون اجواءنا ويفرشون دروبنا بالأشواك والأتراح والظلمات فمنبعنا صاف ولكن دلاءنا مكدرة وسماءنا ملبدة وأجواءنا ملوثة وافكارنا مشتتة وكل هذا الشقاق منبعه اعداء الأمة ومروجوه اصحاب الفتى والفضائيات الهابطة الذين يتاجرون بديننا· فعلى علمائنا التريث والتؤدة وعدم التسرع في ابداء فتواهم وان يتحدث كل منهم في تخصصه ومجاله وان يصدروا فتواهم بعد دراسة متأنية ومستفيضة لدستور الحياة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وان يجلوا كلمتهم ويقدروا مكانتهم وان يدركوا تمام الادراك ان شعلتنا وقودها فتواهم وكفانا خسرانا وتخبطاً وضلالا وأختم حديثي واطفئ شعلتهم بقوله تعالى: 'إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون'·· صدق الله العظيم·
محمود عبدالباقي
مدرس بمدرسة الحباب بن المنذر
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©