الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عنان يتمسك بخطته في سوريا لكن ليس بلا نهاية

عنان يتمسك بخطته في سوريا لكن ليس بلا نهاية
9 مايو 2012
أكد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان أمس أن خطته بشأن سوريا قد تكون “الفرصة الأخيرة لتجنب الحرب الأهلية”. لكن عنان، الذي كان يطلع مجلس الأمن مجدداً على ما آلت إليه وساطته في سوريا، حذر من أن مهمته “ليست فرصة مفتوحة إلى ما لا نهاية”، وعبر عن خشيته إزاء تزايد انتهاكات حقوق الإنسان والاعتقالات والتعذيب، ولفت خصوصاً إلى أن السلطات اعتقلت شخصيات معروفة بأنها من دعاة اللاعنف. وأشار إلى “تقدم محدود” في تطبيق خطته على المستوى العسكري، مؤكداً في الوقت نفسه أن القوات الحكومية تستمر في “ممارسة الضغط على الشعب بشكل أكثر تحفظاً”. ودعا إلى إطلاق حوار سياسي بين الحكم والمعارضة في سوريا، وهو من أهداف خطته. وأضاف أن وجود مراقبين من الأمم المتحدة في سوريا يهدف إلى “توفير الظروف الملائمة لتسهيل تقدم سياسي”. وأعلن عنان أنه “علينا أن نوقف عمليات القتل” في سوريا. وأبلغ عنان مجلس الأمن الدولي أنه ينوي التوجه إلى دمشق خلال الأيام المقبلة، لكن من دون أن يحدد موعد هذه الزيارة. وقال عنان إن العالم لا يمكن أن يسمح بانزلاق سوريا إلى حرب أهلية شاملة وإنه ربما يأتي يوم يتعين فيه تبني “منهج مختلف” عن خطته للسلام. وقال عنان للصحفيين في جنيف بعدما تحدث إلى مجلس الأمن الدولي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة أن هناك بعض التراجع في الأنشطة العسكرية في سوريا، لكن مستوى العنف لا يزال غير مقبول وتخللته سلسلة تفجيرات في الفترة الماضية. وقال إن عواقب فشل خطته للسلام يمكن أن تكون مدمرة. وقال “إذا فشلت وأدى ذلك إلى حرب أهلية فلن يؤثر هذا على سوريا وحدها وإنما على المنطقة بأكملها”. ولفت عنان إلى أن “التحرك العسكري الميداني تراجع في شكل طفيف”، ولكن “ثمة انتهاكات خطيرة مستمرة” لوقف إطلاق النار. وقال أيضا “هناك انتهاكات ترتكبها قوات الأمن السورية وأيضا أعمال ترتكب ضد هذه القوات الحكومية”. وأضاف “أوجه نداء إلى جميع من يحملون السلاح، ادعوهم الى التفكير في السكان والى إلقاء السلاح والجلوس معنا الى الطاولة”. لكنه أقر بأن “من الصعوبة بمكان إقناع الأطراف المعنيين بإلقاء السلاح”. واعتبر عنان ان على الحكومة السورية ان تفهم “ان ثمة حاجة ربما الى انتخابات جديدة”. وأوضح أن الانتخابات التي جرت امس الاول في سوريا ليست مدرجة في خطته التي تدعو الى “حوار” بين النظام السوري والمعارضة. وكان دبلوماسي غربي في الأمم المتحدة قال قبل ساعات من كلمة المبعوث الدولي “سنرى إن كان عنان سيقدم مؤشرات على أن خطته لا تعمل”. وقال دبلوماسي آخر “من الصعب التصور أن بإمكان المعارضة الموافقة على الحوار مع الحكومة السورية إذا كانت تتعرض لإطلاق نار وقصف وتعذيب”. ولفت مسؤول عمليات حفظ الأمن في الأمم المتحدة ايرفيه لادسو في مداخلة أيضاً أمام مجلس الأمن إلى “تراجع ملحوظ” في استخدام الأسلحة الثقيلة من قبل القوات السورية. لكنه أكد بحسب الدبلوماسيين، استمرار العمليات العسكرية وأن في شكل أكثر محدودية وكذلك حملات الاعتقال على نطاق واسع. من جانبها قالت المندوبة الأميركية بالأمم المتحدة سوزان رايس إن سوريا لم تلتزم كلية بأي من بنود خطة عنان للسلام، وان واشنطن تزيد التأييد “غير المميت” لجماعات المعارضة. وقالت رايس للصحفيين “نزيد من تأييدنا لتوحيد ودعم المعارضة من خلال المساعدات غير المميتة”. وقال فيتالي تشوركين مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة إن المشاكل لا تزال قائمة في سوريا إلا أن مهمة مراقبين تابعة للمنظمة الدولية يجري نشرها مشيراً إلى أن الوضع في طريقه للتحسن بصورة عامة. وقال تشوركين، “الأمور تتحرك في الاتجاه الإيجابي. هناك عدة عقبات إلا أنني أعتقد أن بالإمكان تذليلها”. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون ندد عشية هذا الاجتماع بوحشية قوات الرئيس بشار الأسد مشيراً كذلك إلى أن الهجمات التي تنفذها المعارضة المسلحة قد “تكثفت”. وقال “نحن نقوم بسباق مع الزمن لتحاشي وقوع حرب أهلية حقيقية مع سقوط ضحايا بأعداد كبيرة”، معتبراً أيضاً أن الحكومة السورية قد تستغل وجود مراقبي الأمم المتحدة لمواصلة قمعها. بدوره حذر نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أمس من أن تصاعد العنف في سوريا قد يدفع الصراع إلى حرب أهلية معرباً عن تأييده لخطة عنان. وأضاف العربي أن تصاعد العنف في سوريا قد يستفحل ليصل إلى بلدان مجاورة. وقال العربي في بكين “سيفضي تصاعد العمل العسكري في سوريا إلى حرب أهلية في البلاد وهو الأمر الذي لا يريد أحد أن يراه”. وأضاف “لا أظن أن السوريين يستحقون شيئاً مثل ذلك”. وقال العربي إن احتمال تصاعد العنف “يمنح زخماً لتأييد خطة عنان للتيقن من أن القتال سيتوقف”. ومضى العربي يقول إنه لن يسعى إلى دفع الصين كي تمارس مزيدا من النفوذ على الأسد إلا أنه دعا بكين إلى مواصلة تأييد خطة عنان. وقال “الصين بلد لا يمكن أن يضغط عليه أحد”. وأضاف “لن تحاول جامعة الدول العربية الإقدام على ذلك لأن ذلك يخالف الأعراف”. وفي برلين، طالب جيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني الحكومة السورية بالالتزام بوقف إطلاق النار، محذراً النظام السوري من “اللعب على عنصر الوقت”، مؤكداً ضرورة تنفيذ خطة عنان. وأوضح فيسترفيله: “إذا لم يعقب ذلك أفعال في المستقبل المنظور فسنتوجه من جديد إلى مجلس الأمن الدولي”. في الوقت نفسه انتقد فيسترفيله الانتخابات البرلمانية التي نظمتها الحكومة السورية، قائلاً إن من غير المناسب تماماً “من وجهة نظرنا إجراء هذه الانتخابات في غمرة العنف المستمر وأعمال القمع لإبراز ذلك في صورة خطوة إصلاحية”. واستبعدت الحكومة الإسبانية أي تدخل عسكري لحل الأزمة في سوريا في الوقت الراهن “رغم تصاعد موجة العنف والقمع”. وقال وزير الدفاع الإسباني بيدرو مورينس إن التدخل العسكري في سوريا أمر غير وارد على الإطلاق ضمن الظروف الراهنة لا سيما في ضوء امتناع الصين وروسيا عن التصويت لصالح القرار.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©