السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حق الليلة» احتفالية شعبية تستقبل شهر رمضان المبارك

«حق الليلة» احتفالية شعبية تستقبل شهر رمضان المبارك
25 يوليو 2010 20:46
“عطونا الله يعطيكم .. بيت مكة يوديكم عطونا من مال الله.. يسلم لكم عبدالله” أهازيج يرددها الأطفال بمناسبة حلول ليلة منتصف شهر شعبان التي تعرف بـ”حق الليلة”، والتي تعد أهم المناسبات عند الأطفال، حيث ترسم البسمة والبهجة على وجوه الأطفال، ناثرة عليها ذكريات الزمان الخالي والطفولة المرحة والرفقة الجميلة، حيث يتنقل الصغار من بيت إلى بيت ومن فريج إلى فريج للحصول على ما تجود به نفوس سكانه. وفي النصف الثاني من شعبان، وابتهاجا بقرب حلول شهر رمضان المبارك يستعد الأهالي بشراء الحلويات والمكسرات، وتقوم الأمهات بخياطة أكياس من القماش للأطفال، تعلق على الكتف أو تمسك باليد. وسواء سميت “حق الليلة” أو “القرقيعان”، تبقى عادة محبوبة تذكر الصغار بما يختزنه التراث من محبة ودفء. اختلاف وتشابه اختلفت مسميات هذه الاحتفالية في دول الخليج ففي الإمارات يحتفل بها في النصف من شهر شعبان ولا يحتفل بها خلال شهر رمضان وتسمى”حق الليلة” أو “حق الله”، وفي سلطنة عُمان يطلق عليها” القرنقشوه”، وليلة “القرقيعان” في السعودية والكويت، أما في مملكة البحرين وقطر فتُعرف بليلة “الكرنكعوه”. ويخرج الأطفال في هذه الليلة في أبهى حللهم، يرتدون الملابس التقليدية الزاهية، وعادة ما تبدأ هذه المناسبة بالإمارات وعمان التجول في الفريج بعد صلاة العصر مباشرة حتى صلاة المغرب. وفي الكويت والبحرين وقطر والسعودية يحتفلون في النصف من رمضان احتفاء بقدوم العشر الأواخر المباركة من رمضان، وتبدأ بعد صلاة المغرب حتى منتصف الليل. ولهذه الليلة نشيد مميز يردده الأطفال، يحمل الكثير من المعاني، حيث يدعو الأطفال فيه لأهل البيت بأن يزيدهم الله في هذا الشهر المبارك من رزقه ويطيل أعمار أبنائه، وتختلف كلمات ولحن وتعبيرات هذه المناسبة من دولة لأخرى، ?ففي الإمارات يردد الأطفال “عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم”، أما في قطر فيردد الأطفال “قرنقعوه قرقاعوه ..عطونا الله يعطيكم ..بيت مكة يوديكم ..يا مكة يالمعمورة يا أم السلاسل والذهب يانورة”. بينما في مملكة البحرين يردد الصغار “سلم ولدهم يالله ..وخله لأمه يالله.. قرقيعان وقرقيعان بين قصير ورميضان.. عادت عليكم صيام كل سنه وكل عام.. ?قرقيعان وقرقيعان بين قصير ورميضان”. ويردد أطفال المملكة العربية السعودية الأهزوجة “قرقع قرقع قرقيعان ..أم قصير ورمضان ..عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم ..يوديكم لأهاليكم”. فيما ينشد أطفال عُمان “مرنقشوه يوناس ..عطونا شوية حلواي.. دوس دوس في المندوس ..حارة حارة في السحارة”. تطور الأساليب في هذه المناسبة الشعبانية لا يقتصر دور الأطفال على الطواف في الشوارع والغناء، بل أنهم يشاركون آباءهم في إعداد سلات وأكياس للقرنقعوه من الخامات المتوفرة لديهم في المنزل، ونظراً لانتشار هذه الظاهرة التقليدية التراثية، استقطبت ظاهرة القرقيعان في الأعوام الأخيرة اهتمام شركات القطاع الخاص التي بادرت إلى تطوير أساليب جمع الأطفال للمكسرات والحلويات، متضمنة أكياساً وتشكيلة من هدايا وعلب القرقيعان الراقية والمصنوعة من القماش، الفاخر لكل طفل. كذلك قامت الكثير من المكتبات ببيع مختلف الأكياس الخاصة بحق الليلة لشخصيات كرتونية مثل مسلسل الفريج وأبطالها أم خماس وأم علاوي وعبود زخوه. ولهذه الليلة بهجتها عند الكبار أيضا، حيث تتزاور الأسر والجيران ويتبادلون التهاني والأكلات الشعبية، ويظل كل بيت في ترقب لحين وصول الأطفال. حيث تجلس ربة البيت أمام باب المنزل وبجوارها أكياس الحلوى لتغرف لهم بـ”القفه” عندما يحضر الأطفال وهم يرددون? أهزوجة تحمل معان جميلة، لا تخلو من المداعبة الوجدانية لمشاعر أصحاب البيوت، وذلك لدفعهم إلى العطاء والبذل قائلين “عطونا من حق الله عطونا حق الليلة جدام بيتكم وادي والخير كله ينادي عطونا حق الليلة ولا بنذبح عييله“. وتعتبر “الشكريا” أشهر حلويات “حق الليلة” وهي حلوى محلية مصنوعة من السكر والنشا، وتقدم جافة بألوان مختلفة وتسمى أحياناً “أصبيعات”، لأنها على شكل الأصابع ثم تقطع قطعاً صغيرة، كذلك منها “البرميت” وهي الحلويات الشفافة التي تأتي من الخارج مغلفة بورق السولوفان بأنواع وأحجام مختلفة، و”الجاكليت” وهي مصنوعة من الحليب والكراميل والشكولاته، بالإضافة إلى “الزليبيا” وهي الحلوى التي تكون على شكل مشبك ويطلق عليها “الزلابيا”. أما أنواع المكسرات فمنها “البيذام” وهو اللوز بأنواعه المقشر والخفيف والجاف وذو القشر، و”اليوز” وهو الجوز أو عين الجمل، كذلك “النخي” وهو الحمص المحمص، و”الحبة الخضراء” وهي حبة صغيرة لونها أخضر، بالإضافة إلى “حب الفساد” وهو الحب المستخرج من البطيخ الأحمر، و”حب البوبر” وهو الحب الأبيض المستخرج من القرع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©