فهد الحمادي مصور يعرف الطريق إلى الجمال

استهواه تصوير الطبيعة، فجند كاميرته لخدمة البيئة وقضاياها، يبحث عن تشكيلات الحياة الفطرية الجميلة ويود أن تكون اللقطة التي يراها متاحة للجميع، فيحصرها في عدسة آلة تصويره، ويقدمها عبر الوسائل التقنية الحديثة، هو المصور الإماراتي الشاب فهد حمدان الحمادي الذي أبدع في اقتناص لحظات الجمال الطبيعية. توج فهد الحمادي هوايته بحصوله على المركز الأول في مسابقة التصوير الفوتوغرافي التي عقدها قسم الجغرافيا بجامعة الامارات الأسبوع الماضي وذلك عن فئة الجغرافيا الطبيعية، وتألق طالب قسم الجغرافيا بصورة عكست فصول الطبيعة وعناصرها مجتمعة معا. يتحدث الحمادي عن صورته الفائزة ويقول: “التقطتها في منطقة وادي شعم في إمارة رأس الخيمة، وقت الظهيرة مطلع شتاء هذا العام حيث صعدت إلى أعلى الجبل لألتقط صورة الوادي من أعلى والجبال تحفه من كل جانب، وركزت على منظر الغيوم التي تقف أمام الجبال وتكاد تخفيها، ومن يمعن النظر في الصورة سيجد بيوتا لئناس يعيشون في تلك المنطقة الجبلية الخطيرة العرضة للانهيارات الجبلية، كما يظهر علم إماراتي يرفرف على مقربة من تلك البيوت المفروشة على الأرض. يضيف الحمادي: “توقعت الفوز وخفت من المنافسة في نفس الوقت حيث كانت المسابقة على غرار معرض أقامه قسم الجغرافيا للمصورين الطلبة من الجنسين الذكور والإناث وكانت أغلب المشاركات من الطالبات، والطلبة الشباب لا يتجاوز عددهم الثلاثة، وكم سعدت بالفوز وشعرت بدعم معنوي كبير وعظمت ثقتي بنفسي وبموهبتي وأتمنى إقامة مثل هذه المسابقات بشكل مستمر لأن لها أكبر الأثر على نفوسنا نحن هواة التصوير الفوتوغرافي ومحبيه”. بداية الهواية يتوقف الحمادي عن الحديث عن المسابقة ليطلعنا على بداياته مع التصوير الفوتوغرافي وكيف صقل موهبته فيها: “بدأ حبي للتصوير يظهر في مرحلة الثانوية العامة عبر محاولاتي المتكررة بتصوير رحلات ونزهات وجلسات العائلة والأصحاب بشكل ضيق وبكاميرا ديجيتال عادية، لكنني بعد أن انتهيت من ضغط امتحانات الثانوية العامة وتحضرت للجامعة صرت أجد وقتا وراحة نفسية أكبر وبدأت أركز أكثر على التصوير خصوصا مع التحاقي بقسم الجغرافيا في جامعة الإمارات التي خدمت موهبتي كثيرا وذلك بخروجنا نحن الطلبة برحلات استكشافية علمية إلى مناطق طبيعية وجبلية مختلفة وانتهز هذه الفرصة بحمل كاميرا احترافية اشتريتها لأطور بها نفسي وتعلمت التصوير بها عبر الكتالوج أو الكتيب المرفق معها والذي أفادني كثيرا في كيفية التعامل معها والتعرف على أجزائها بالإضافة إلى تثقيف نفسي بالفيديوهات التعليمية الموجودة على اليوتيوب في الإنترنت وغيرها في تعليم فن التصوير”. نشاط إلكتروني انضم الحمادي إلى منتدى شبكة العنكبوت الجزراوية الخاص بنادي الجزيرة وذلك بعد أن تعرف على أحد لاعبي فريق الجزيرة لكرة القدم وصادقه، وعلى إثر علاقاته مع الفريق دعي ليترأس المنتدى ويديره وفي ذات الوقت يصور جميع مباريات الفريق في أي إمارة كانت ويضعها في المنتدى وذلك لمدة عام كامل، فكانت فترة هامة جدا في حياة الحمادي علمته طبيعة عمله نوعا آخر من التصوير الذي اعتاد عليه ألا وهو التصوير الرياضي. التصوير الرياضي يذكر الحمادي الفرق بين التصوير الرياضي والطبيعة ويقول: “اكتشفت بالتجربة أن تصوير الطبيعة مختلف عن تصوير الرياضة ففي الطبيعة أتأمل المنظر الذي سأصوره وأتمعن به وأفكر قبل أخذ اللقطة من أي زاوية أصورها وما الإضاءة التي تناسبني في ذلك وما الذي أود إبرازه في الصورة فأعمل خيالي وفكري وإحساسي أيضا قبل وأثناء أخذ الصورة أما التصوير الرياضي فلا يحتاج لذلك بل يحتاج لسرعة وتركيز عاليين وانتباه شديد فلا يمكنك إعادة اللقطة لأن الموقف أو الحركة المراد تصويرها انتهت لكنه تصوير ممتع جدا خصوصا أنني أعشق رياضة كرة القدم.” 3 سنوات مضت تمرس فيها الحمادي على التصوير الفوتوغرافي وخلص إلى أن تصوير الطبيعة الجبلية هو أحب أنواع التصوير على قلبه إذ تظهر صوره فيها وكأنها لوحات فنية رسمت بريشة فنان، ألوانها ساحرة جدا وترغم من يراها على إطالة النظر إليها. اللقطات الليلية ومن الملاحظ فيها أيضا أن الحمادي يكثر من اللقطات الليلية أو التصوير الليلي الذي يصعب على الكثير من المصورين ويعجزون عن اتقانه لكن الحمادي كشف أسراره بالتجربة. في ذات السياق يضيف: “قد يستغرب البعض من خروجي في رحلات تصوير بعد الثانية عشرة ليلا أسري فيها إلى مناطق مختلفة في دبي وأبوظبي لأصور الجبال والشوارع المضاءة وسط عتمة الليل والمباني المتطورة الرائعة ولا أعود حتى ساعة متأخرة من الليل فقد وصل حبي للتصوير إلى درجة الادمان”. ويفيد الحمادي أن سبب نجاحه في التصوير الليلي يعود إلى مهارته العالية في عمل توازن ودقة بين سرعة الغالق وفتحة العدسة حيث إنه يحتاج لأخذ صورة واحدة مدة دقيقة كاملة”. ورش تصوير بعد أن فاز الحمادي بمسابقة التصوير الفوتوغرافي في جامعة الإمارات يعقد النية حاليا لإعطاء زملائه وزميلاته هواة التصوير ورشات عمل في فن التصوير يتبادلون فيها الخبرات وذلك بعد أن طلبوا منه ذلك ولمسوا ما لديه من حس فني ومهارة عالية يطمحون إلى الاستفادة منها، ويشكر بدوره قسم الجغرافيا الذي نظم لهم هذا المعرض والمسابقة خصوصا الدكتورة خولة الكعبي التي تسعى جاهدة إلى تشجيعهم على التميز في التصوير.