الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معرض دمشق الدولي تظاهرة اجتماعية تستقطب ملايين الزائرين

معرض دمشق الدولي تظاهرة اجتماعية تستقطب ملايين الزائرين
25 يوليو 2010 20:57
يقام معرض دمشق الدولي في سورية سنوياً منذ نحو نصف قرن، فهو من أقدم وأعرق المعارض الدولية في الشرق الأوسط، وتشارك في دوراته عشرات الدول من مختلف قارات العالم، فضلاً عن آلاف الشركات السورية والعالمية متعددة الاختصاص في مجال الإنتاج الزراعي والصناعي بمختلف أنواعه. وتصاحب فعاليات المعرض عروض فنية ثقافية محلية وعربية وعالمية في فنون الغناء والرقص والأداء المسرحي، حيث يستقطب عدة ملايين من الزائرين والسياح في كل دورة من دوراته. بلغ معرض دمشق الدولي عامه السابع والخمسين، وحفلت دورته الحالية بمشاركة مئات الشركات من خمس وأربعين دولة، ورغم أن المعرض كمفهوم يشير إلى نشاط اقتصادي وتجاري مهم، كونه مسرحاً لعرض المنتجات وإبرام العقود والاتفاقيات التجارية، إلا أن السوريين حولوا هذا المعرض منذ انطلاقته الرسمية الأولى عام 1954 إلى “سيران” نزهة شامية طويلة لها طقوسها واستعداداتها وأوقاتها الجميلة التي يقضونها في المرح والتسلية محققين تظاهرة اجتماعية تضاف إلى كون المعرض تظاهرة اقتصادية. حديقة كبرى للنزهة بينما ينهمك رجال الأعمال والعارضون باهتماماتهم التجارية والصناعية، فإن بعض الأسر الشامية الشعبية التي تزور الأجنحة سرعان ما تتوزع على حلقات، وتفترش المسطحات الخضراء بجانب نوافير المياه المضاءة، لتقضي سيراناً ممتعاً. ففي سنواته الأولى كان المعرض يستمر لمدة شهر، ويضم مدينة للملاهي والألعاب وعشرات من البحيرات المائية التي تضج بالنوافير وأضواء الزينة عدا المسطحات الخضراء التي تجعل المعرض بمثابة حديقة كبرى للنزهة. وكان المعرض يقام في قلب العاصمة دمشق في شارع شكري القوتلي (شارع بيروت) ما بين جسر الحرية ـ التكية السليمانية وساحة الأمويين، بمحاذاة مجرى نهر بردى الرئيسي والبساتين المقامة على جانبه الشمالي، مما جعل منه مقصداً قريباً جداً للعائلات الشعبية الشامية التي حولته إلى فسحة دمشقية كبيرة في النهار، وإلى حلقات سمر في الأمسيات. وقد ارتبطت ليالي دمشق ومعرضها، ولا سيما عندما كان يقام في سبتمبر باسم المطربة الملائكية الكبيرة فيروز والأخوين رحباني، فكان يقام في كل دورة من دوراته حفلاً لأعمال الرحبانية وفيروز في مسرح المعرض، وكانت شرائح من المجتمع السوري تنتظر هذا الموسم وتشارك فيه بكثافة، حتى أن تذاكر حفلات فيروز كانت تنفد قبل بدء حفلاتها بشهر، وكان هذا الموسم الفني الحافل يستضيف فرقاً فنية أخرى من بلدان عربية وأجنبية، لتضج سماء دمشق بالفن الأصيل من كل بلد عربي أو أجنبي، بحيث أصبح معرض دمشق مرجعاً وذاكرة سياحية وفنية وجمالية لكل من زاره وتمتع بأجوائه الساحرة. مليون وربع متر مربع بعد تطور مدينة دمشق، وزيادة الازدحام فيها نُقل المعرض من مقره القديم إلى خارج المدينة على طريق المطار، ليحتل مساحة مليون ومئتي ألف متر مربع، وتم إقامته وفق المعايير الدولية، وجهّز بأحدث نظم التكنولوجيا، ولم تغفل الجهة المسؤولة عن توفير أماكن الترفيه من المطاعم والكافيتريات والحدائق والساحات والبحيرات المائية، إضافة إلى مواقف تتسع لآلاف السيارات. ورغبة في استمرار التواصل بين الأسر الشعبية والمعرض، فقد خُصصت حافلات لنقل زوار المعرض من دمشق وإليها مجاناً وحتى وقت متأخر من الليل، مما أمّن وصول الأسر الدمشقية لتقوم بنزهاتها الاعتيادية. ويزدحم الطريق إلى المطار خلال أيام المعرض بالمتنزهين الدمشقيين الذين يجلسون على جانبيه وبين أشجاره، وتعج مساحاته ومسطحاته بالأطفال والنساء والآباء، مما يعطيه طابعه الشعبي الفولكلوري الذي يتميز به منذ سنواته الأولى، ويعتبر الوجه الآخر لنشاطات المعرض وأجنحته الرسمية طوال فترة عمله من 14 يوليو وحتى 23 منه. حلويات في جينيس في دورة المعرض لهذا العام وضعت عدة حوافز للزوار الذين تجاوز عددهم نصف مليون زائر، منها: تجربة البيع المباشر مع إعفاء المشتريات من الرسوم الجمركية، مما يشكل حافزاً للمشاركين، ويوفر فرصة للزائر لشراء السلع بأسعار مخفضة، كما أقيمت مزادات لبيع السيارات من قبل الجهات الحكومية. أما الظاهرة الأبرز فكانت علبة الحلويات الشامية الشرقية الضخمة التي صنعتها شركة سلطان للحلويات في سورية، ودخلت فيها إلى موسوعة جينيس للأرقام القياسية، حيث بلغ طول العلبة 112 متراً وعرضها 1.2 متر وتزن 12 طناً، وتحتوي على 1200 قطعة من الحلويات تزن 4 أطنان، وقد أعلن ممثل جينيس أن هذه العلبة تعد أكبر لوحة فسيفساء مصنوعة من الحلويات الشرقية في العالم، وقد صممت العلبة على شكل لوحات فنية تمثل معالم سياحية سورية كنواعير حماة والجامع الأموي وقلعة حلب وعلم سورية. شهدت دورة المعرض الحالية فعاليات فنية ثقافية كبيرة، توزعت على مسرح المعرض القديم والمسرح الجديد في مدينة المعارض، وشاركت في الفعاليات فرق فنية سورية كبيرة مثل “إنانا” و”أورنينا” وفرق أجنبية من فنزويلا وجورجيا وأرمينيا وتركيا، إضافة إلى عدد من المطربين السوريين والعرب. كما عرضت مسرحيات سورية وأخرى من فلسطين وأرمينيا وفنزويلا. وما يلفت النظر أن معرض دمشق الدولي شهد في بداياته قبل عشرات الأعوام نشاطات فنية وثقافية كان أبرزها لقاء المهتمين في السينما من مصر وسورية، وحضرته الممثلة والمنتجة السينمائية المعروفة آسيا، وعرض خلاله أول فيلم من إنتاجها وتمثيلها، وهو “غادة الصحراء”، وقد استمر عرض الفيلم في دمشق لمدة ثلاثة أيام، كما عرض لأول مرة الفيلم السوري “تحت سماء دمشق” وهو من إخراج إسماعيل أنزور والد المخرج المعروف نجدت أنزور، والذي يعتبر ثاني فيلم سوري صامت في ذلك الوقت. ومع اختتام معرض دمشق الدولي لدورته الحالية في 23 يوليو الحالي، يتضح أكثر فأكثر الوجه الآخر لهذا المعرض الاقتصادي، وهو الجانب الفني والثقافي، إضافة إلى الجانب الترويحي والاجتماعي المهم في حياة الدمشقيين الذين جعلوا من أيام المعرض موسماً لسيرانهم اليومي، ومحطة لتنشيط علاقاتهم الاجتماعية فيما بينهم أو مع الزوار والسياح الذين قدموا من دول الخليج أوالوطن العربي وباقي دول العالم إلى المعرض لمتابعة منتجاته والاستمتاع بفعالياته المتعددة. أولى دورات المعرض ? يحتج بعض المهتمين على اعتبار عام 1954 بداية لمعرض دمشق الدولي، ويشيرون إلى أن أول معرض شهدته دمشق كان عام 1927 تلاه المعرض الثاني عام 1928 ثم الثالث عام 1929 ثم الرابع عام 1933، وأقيمت تلك المعارض تحت مسميات مختلفة، وتوزعت على أماكن عدة. ? سمي معرض عام 1933 بمعرض دمشق وسوقها، وقد شاركت فيه كل من مصر وتركيا وإيران وأقيم على مساحة سبعة آلاف متر مربع، وشملت معروضاته مختلف المنتجات في ذلك الزمن كالكونسروة والمنسوجات والدباغة والسروجية والنحاسيات والمصنوعات اليدوية والكيماوية والروائح العطرية. ? شهد معرض عام 1933 لقاء للسينمائيين في سورية ومصر شاركت به الفنانة الشهيرة آسيا وعرض خلاله فيلم “غادة الصحراء” المصري، والفيلم السوري “تحت سماء دمشق”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©