الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللغز العربي

اللغز العربي
13 مايو 2011 20:10
ليس هناك لغز ولا ما يلغزون، إنما أذكركم بسلسلة الألغاز التي كنا نقرأها في مرحلة الصبا، وأبطالها تختخ ولوزه والشاويش، وما شابه، وكان المؤلف يضع الحل، ثم يفصل عليه لغزا.. بالعنى: لغز ليس لغزا، حتى للأطفال . أتحدث عن لغز الفساد العربي بعد تذكرت ما قرأته ذات عقد عن فساد الرئيس الأرجنتيني وزوجته وعائلتيهما في الأرجنتين، وما كان الأمر يهمني لو لم يكن الرجل وزوجته عربيا من أصول سورية. وربما لو لم يختلف الرجل مع زوجته وعائلتها القوية لصار الرجل عميدا لزعماء أميركا اللاتينية، لكن الله ستر!! وقد بسط منعم نفوذه عن طريق أساليب تقليدية معهودة في الدول العربية: وهي توظيف الأقارب والأصحاب والتابعين في المؤسسات العامة للدولة، وفي إحدى المدارس هناك، تم الكشف عن لائحة الرواتب، ليتبين أن عدد المدرسين هناك أكثر من عدد الطلبة، وجميعهم من عشيرة (المناعمة)- نسبة إلى كارلوس منعم بالطبع- وأقربائهم وأنسبائهم ومن لف لفهم، الذين يحصلون على رواتبهم دون أن يعرفوا مكان المدرسة. وقد استغرب المراقبون هناك في ذلك الوقت أن أخانا كارلوس بن منعم، وصل إلى الحكم عن طريق انتخابات نزيهة، ليس هذا فقط بل إن الذين انتخبوه هم الفقراء المعدمين الذين تسبب هو بفقرهم شخصيا على مدى سنوات سابقة، والسبب في ذلك هو أنه قام بواسطة نفوذه بتوظيف جميع المفاتيح الانتخابية في القرى والبيوت في الوظائف الحكومية وعلى حساب المال العام، ليس لوجه الله بالطبع!! وندين بالشكر لإخوتنا في العرق والدم والعروبة هناك، في تحويلنا إلى شعب مدهش يرسم علامات الحيرة والتعجب على أجداد وأبناء وأحفاد مارادونا أبو كرش، الذين لو سكنوا بيننا لولدوا مندهشين وماتوا مندهشين، مثل ذلك الرجل الدائم الاندهاش، الذي أعطاه الطبيب دواء لمعالجة الاندهاش فشربه ونام. قام الرجل صباحا وهو غير مندهش، فما كان منه إلا أنه اندهش لأنه غير مندهش ...إنها لغز عربي نموذجي..أليس كذلك؟؟ ??? تشكل قناعات كل جيل مشكلة، لا بل منظومة من المشاكل، للجيل التالي وربما للأجيال التالية، إذا فشل الجيل الأول في التخلص من متطلباتها التي تعيق عملية التنمية بكافة جوانبها. أما نحن ...أقصد جيلنا أو أجيالنا من أولئك الذين تجاوزوا الخمسين سنة بصعوبة غير بالغة، فقد حملنا جميع ما تبقى من المشاكل التي تركتها لنا الأجيال السابقة، من أول أعرابي حلب ناقة على هذه الأرض إلى آخر أعرابي اشترى آخر صرعة من جهاز (بلاك بيري). حملنا جميع فشخرات العربي، منذ ذلك الرجل الذي مد رجله في سوق عكاظ وتحدى من يجرؤ على قطعها، حتى مر من عنده من هو أكثر فشخرة منه، ف(عزة نفسه) عليه أن يترك قدم الرجل ممدودة في طريقه فقطعها، بلا هوادة. حملنا الفشخرات من ذلك الرجل مرورا بإنشاء الامبرطورية العربية و(العرب خير أمة...) و(..بني الأصفر الممراض...) و(نحن اعرب الناس.....)، وليس انتهاء بمنظومة قيم الدولة العثمانية: - امشي الحيط الحيط.... - بوس الكلب على ..... - الكف ما بتناطح مخرز... - اللي بتجوز أمي..... الذي يعجبني ويفرحني أن الجيل الحالي ..ضرب بكل هذه الموروثات عرض الحائط، وها هو، يغتسل ويغسل وجه التاريخ من كل ما علق به من أوساخ ....ويخرج من رماد حرائقه كطائر الفينيق. يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©