الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيّن خير- (كل اثنين)

عيّن خير- (كل اثنين)
25 يوليو 2010 20:59
أعيدي ترتيب أوراقك المشكلة عزيزي الدكتور : تزوجنا منذ حوالي عشرين عاماً، ومضت السنوات العشر الأولى لزواجنا ولا أعرف كيف مضت؟ أمضيتها في غياب زوجي معظم الوقت إما بسبب طبيعة عمله أو بسبب السفر الدائم، وأنجبنا خلال هذه السنوات ثلاثة أطفال، وكنت اضطررت أن أسكن في بيت العائلة مع والدته «حماتي» معظم الوقت حتى لا أعرض نفسي للقيل والقال، مما أدى الى نشوب خلافات يومية بيننا، لا سيما انني كنت في بداية العشرين من العمر مع بداية زواجي، ولا أدرك من الحياة شيئا. كنت أشعر وكأنني شغلها الشاغل، ولا يمكن أن أقوم بشيء من دون موافقتها أو انتقاداتها. في بعض الأحيان كانت تمنعني من الذهاب لزيارة أهلي أو حتى الخروج لزيارة بعض الصديقات اذا لم تكن راضية عنهم، حتى أنها كانت تتدخّل في طريقة تربية أطفالي. في بداية الأمر كنت أخضع لها، وأخجل من إخبار زوجي بما كانت أمه تفعله بي. لكن بعد مرور فترة، وبعدما لمس زوجي الأمر بنفسه عندما كان يأتي لزيارتنا تكلّم بالأمر مع والدته التي لم تتقبّل الموضوع واعتبرته افتراءً. لحسن الحظ حلّ الأمر وعاد زوجي نهائياً الى الإقامة معي، عندها أصبحت تحسب لابنها ألف حساب ولا تتجرأ على التدخل في حياتنا. واليوم، ومع مرور الزمن توطدت علاقتي بحماتي، وعادت الأمور الى طبيعتها كما يجب بعيداً عن الخلافات. وبعد أن أصبحنا نعيش أنا وزوجي تحت سقف واحد منذ ثلاث سنوات، أشعر أن ملامح الشراكة في علاقتنا الزوجية قد تلاشت، وحل عنها جمود في العواطف والمشاعر، لنصبح كموظفين في الحياة الزوجية تجمعهما لقاءات عابرة تتخلل مشاغله الكثيرة، والتزامات مادية للحفاظ على الشكل الاجتماعي والأسري أمام الآخرين. نعيش أشبه بالانفصال الصامت أو الانفصال العاطفي، وأشعر أننا نعيش واقعاً موجوداً لكنه جامد على مسرح الحياة، وأصبحت حياتنا الزوجية خالية من التفاهم ولغة الحب، وشيئاً فشيئاً تتسع دائرة التنافر الروحي والنفسي بيننا، فالصمت سيد المكان دائماً. فكرت في الطلاق لكن الآثار النفسية السلبية لأطفالي ترعبني، وأخشى عليهم الانكسار ونظرة المجتمع التي تشعرهم بالنقص وعدم الأمان. إنني في حيرة، ولا أعرف كيف أتصرف كي أعيد زوجي إلى طبيعته، وسمعت أنه ينوي الزواج من أخرى، مما أقلقني وأثار نار الغيرة في صدري، ولم أستطع مفاتحته في الأمر، حتى أتدارس الأمر جيداً، وحتى لا أقدم على خطوة أندم عليها في المستقبل. فبم تنصحني؟ أم سرور م. النصيحة سيدتي.. توقعت في البداية أن تكون مشكلتك بسبب والدة الزوج، لكن سبحان الله مغير القلوب والأحوال. ونعود إلى مشكلتك مع زوجك التي يمكن أن نتناولها من جانبين، الأول: سفره الدائم، ثم استقراره النسبي، وفتور العلاقة بينكما، ولمعالجة هذا الجانب يجب أن تكون في ضوء معرفة حقيقة العلاقة الزوجية، وكيفية التعارف والزواج، وشكل العلاقة بينكما، وأظن أن ظروف سفر الزوج والمشاكل التي كانت تثار بسبب والدة زوجك، كانت تغطي على سلبيات كثيرة بينكما ولم تذكريها، ولا أعلم إذا كانت نية الزواج الثاني شائعة أم حقيقة، وهي الجانب الثاني من مشكلتك، فيا ترى هل أن هذا الفتور سبب لنيته في الزواج أم أن رغبته في الزواج كانت قديمة وأجلت لحين استقراره، ومن ثم تسببت في هذا الفتور بينكما. إن حالتك تحتاج إلى المزيد من الفهم والتفصيل، لك بشكل عام، أنصحك بمراجعة علاقتك بزوجك، والوقوف أمام نفسك بموضوعية وأمانة ومصارحة مع الذات، وحاولي أن تكاشفي ذاتك بكل تصرفاتك ومواقفك مع زوجك، وأن تراجعي دورك كزوجة وأم، وأن تحاولي أن تتقربي منه وتفهمي أسباب هذا التغير، وأن تهتمي بنفسك مجدداً، فربما كانت ظروف غيابه الدائم مدعاة وسبباً لإهمالك لنفسك، واعتيادك على عدم وجوده، والآن حان الوقت للمراجعة والمكاشفة. وهذا ليس عيباً أن يصارح الإنسان نفسه. أما نيته في الزواج، فأظن أن أحسن طريقة هي أن تعيدي ترتيب أوراقك وأن تتجاهلي كل ما تسمعين عن هذا الزواج المحتمل، وتركزي تماماً في كيفية استعادة ود زوجك واهتمامه بك، وأن تجتهدي مع نفسك في محاورته والتقرب منه وملء الفراغ العاطفي الذي يعانيه، وذلك بالود والحنان والتسامح والتقرب والاهتمام بشؤونه وبنفسك أولاً. وإن افترضنا أنه اتخذ قراره بالزواج، فليس هو أول الأزواج الذين فعلوا ذلك، وانما استمرئ على نهجك في استمالته وكسبه من أجل أطفالك، ويمكن أن تستفيدين من ذلك جيداً، وأن تضاعفي جهدك في الاهتمام بهم والتقرب منه، وعليك أن تفكرين في مستقبلهم، وماذا يكونون في حالة الانفصال عن والدهم، فكل ما ذكرتيه من مخاوف إنما هي حقيقية، فالأطفال يصبحون الضحية الأولي في حالة الانفصال بلا شك، وهذا مالا نتمناه أبداً. مع أطيب التمنيات. التهرب من المسؤولية المشكلة عزيزي الدكتور : تزوجت منذ ثماني سنوات بعد ارتباط عاطفي لمدة طويلة، وفي البداية لم يوافق والدي على هذا الزواج بمن اخترته شريكاً لحياتي ووافق مضطراً عليه نزولاً عن رغبتي، وبعد أن تغاضيت عن بعض عيوبه ربما بسبب حبي له، ولثقتي في قدرتي على تغيير طباعه، وحتى أثبت لوالدي والأسرة حسن اختياري وتقديري للأمور. لكن بعد زواجي بفترة قصيرة تمادى زوجي في أنانيته وسلبيته تجاه أمور حياتنا الزوجية والمعيشية، إلى جانب بخله الشديد واعتماده على راتبي في تأمين احتياجاتنا اليومية إلى حد كبير، فأصبت بخيبة أمل واعترفت بيني وبين نفسي بالفشل معه، وشعرت أنني أعيش بمفردي، وكابرت لأخفي الحقيقة المرة، وعولت الأمل في أن يتغير بعد إحساسه بعاطفة الأبوة وتوليه مسؤولياته كرب أسرة بعد ولادة طفلينا، إلا انه ازداد سوءاً لأنه أدرك أن الأطفال سيكونون قيداً جديداً على حريتي وتلميحي بالانفصال وطلب الطلاق، لدرجة أنه أخذ يحرض أطفالي علىّ، وعلى عدم احترامهم لي. وحاولت جاهدة لمرات عديدة مد جسر الحب بيننا وإعادة الشراكة التي كانت تجمعنا للحفاظ على حياتنا الزوجية من الانهيار لكن كل محاولاتي باءت بالفشل. وأصبحت أعيش حالة يأس شديدة عندما أتخيل أن علاقتنا انتهت كغريبين يتقاسمان منزلاً واحداً، كل منا يعيش حياته بعيداً عن الآخر. أفكر ملياً في طلب الطلاق حتى أمارس حياتي الطبيعية مع أطفالي دون مشاكل، فأنا لم أقصر في مسؤولياتي الزوجية أو المعيشية تجاه عائلتي أو زوجي، لكنه يرد ذلك بالتجاهل والتهرب من المسؤولية. إنني بت لا أشعر بطعم الحياة، ولست متفائلة مع هذا الزوج غير المسؤول، وأفكر في حسم أمري معه.. فبم تنصني؟ ناضلة النصيحة ياسيدتي.. الزواج شراكة ومسؤولية اجتماعية، والعلاقة الزوجية السليمة تغيب عندما تنتفي الروابط العاطفية، وعندما يتهرب أي طرف من مسؤولياته الطبيعية بما يسبب اختلالاً في أساس هذه العلاقة، فالاختلالات الزوجية تنشأ من صراعات وعدم توافق، وتسبب كثيرا من المشاكل، والسلوك السلبي للأزواج في معظم المواقف الحياتية هروب من ضغوط الحياة، وهذا يؤدي إلى وجود أي طرف من الطرفين في المكان نفسه والمنزل، لكن كل منهما يعيش بعيداً عن الآخر. أنت تعلمين حقيقة زوجك أكثر من غيرك، وأظن أنك الآن تعديتي مرحلة إثبات حسن اختيارك أمام والدك وأسرتك، ولم يعد أمامك سوى همومك، وقلقك على مستقبل أطفالك. وأظن أنك استنفذتي كل محاولات التغيير مع زوج بخيل ولا يقدر المسؤولية كزوج ورب أسرة -كما تقولين ـ وعادة لا أنصح بالطلاق في مثل هذه الحالات، لكن يمكن القول إنك الوحيدة التي يمكنها أن تقرر إن كانت سلبيات الزوج فوق الاحتمال أم لا؟ وهل بإمكانك أن تتوافقي مع هذه السلبيات أم لا؟ وماذا يمكن أن تخسري إن فكرت في الطلاق؟ وماذا سيكون عليه الوضع بالنسبة لأطفالك؟ وهذه المشكلة هي الأهم الآن. لكن.. أدعوك إلى تكرار المحاولة، ومحاولة وضع «سياسة» زوجية محددة، وتحديد المسؤوليات بدقة ووضوح، وأن تعلني ذلك أمام بعض من الأهل وذوي الثقة والحكمة من العقلاء من أصدقاء الأسرة، وأن يعرف حدود مسؤوليته كأب وزوج، وأن يدرك جيداً أن قرارك لا رجعة فيه إن تخاذل واستمر في تهربه وتملصه من مسؤولياته. ونتمنى لك التوفيق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©