الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المُنْتَقَى مِن رِحلَةِ ابنِ بَطُوطَة للشيخ البيلوني

المُنْتَقَى مِن رِحلَةِ ابنِ بَطُوطَة للشيخ البيلوني
6 نوفمبر 2008 01:41
تمثل رحلة أبي عبدالله اللواتي الطنجي المعروف بابن بطوطة من أشهر الرحلات في تراثنا الجغرافيّ العربيّ خلال القرن الثامن للهجرة (الرابع عشر للميلاد)، والتي دوّن فيها زيارته لمصر وبلاد الشام والحجاز والعراق وتركيا والهند والصين وجزر المليبار والبنغال وباكستان· وقد قدرت جولات ابن بطوطة بمائة وخمسة وسبعين ألف ميل، لتظلّ مصدراً من أهم المصادر التاريخية والجغرافية بالنسبة إلى حياة الأمم الشرقية في القرون الوسطى· فقد خرج ابن بطوطة من مدينته طنجة المغربية يوم الخميس الثاني من شهر رجب عام خمسة وعشرين وسبعمائة، قاصداً حج بيت الله الحرام، وزيارة قبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وأظهر في رحلته الماتعة اهتمامه بالنواحي الثقافية في البلاد التي زارها، وأنّ المجتمع الإسلامي إبّان القرن الثامن الهجري لم يكن صورة عن الوضع السياسي المضطرب، بل وصفه بوحدة إسلامية وروابط متينة تشدّ الطبقات بعضها إلى بعض· وتُعدّ رحلة ابن بطوطة رحلة شعبيّة في نظر الكثير من الباحثين والدارسين، حيث لاقت رواجاً في كل السنين الماضيّة بين طبقات العامة لما تحويه من تفاصيل وافية وأسلوب شائق ومتعة قرائيّة لكل فئات المجتمع بما ضمنها من ذكر عادات وتقاليد وأسماء وتسميات وشخصيات ومعالم وآثار وبلدان وتفاصيل الحياة الاجتماعية التي عاشها وألفها من خلال زياراته للبلدان التي عرّج عليها الرحالة ابن بطوطة· يأتي كتاب: ''المُنتقى من رحلة ابن بطوطة لمؤلفه الشيخ محمّد بن فتح الله بن محمّد البيلوني''، وبتحقيق الدكتورين عبدالله بن حسين السّادة، وباسم عبود الياسري، الصادر في الدوحة بدولة قطر، ليلخصّ ما تمّ للشيخ محمّد بن فتح الله بن محمّد البيلوني من انتقاء موضوعات خاصة من رحلة ابن بطوطة الأصلية المعروفة التي أودعها في كتابه المنتقى··· الرحالة والمدوّن والمختصر تصدّرت كتاب ''المُنتقى من رحلة ابن بطوطة'' المُحَقَق، آية قرآنية، بعدها كتب المُحققان أحد عشرة صفحة من ''5 ـ ''15 تحت عنوان ''رحلة ابن بطوطة الرحّالة والمدوّن والمختصر'' جاء فيها: مقدمة لابدّ منها، موجبات الرحلة، ابن بطوطة، رحلاته، وفاته، أهمية رحلة ابن بطوطة، ثم قائمة بالمصادر والمراجع التي اعتمدها المحققان في تحقيقهما للمنتقى من رحلة ابن بطوطة، ونبذة عن مدوّن الرحلة ابن جُزي، وصاحب المخطوطة البيلوني، وملاحظات المُحققين السادة والياسري حول الرحلة· أما السبب الحقيقي الذي دعا المُحققان الفاضلان إلى تحقيق مخطوطة كتاب ''المنتقى من رحلة ابن بطوطة'' للشيخ البيلوني، رغم شهرة رحلة ابن بطوطة الأصلية، فيوردان السبب بقولهما: ''لأهمية الرحلة ـ رحلة ابن بطوطة ـ ذاتها وكثرة إقبال النّاس عليها ورغم تعددّ طبعاتها مازال النّاس في شغف للاطلاع عليها···''· ووجدا بأنّ المؤلف الشيخ البيلوني كما ذكر المُحبيّ في كتابه ''خلاصة الأثر'' بأنّه كان: ''غُرّة في جهة الفضل كثير الأدب راوية للشعر والوقائع خبيراً بصنعة النقد غوّاصّاً على دقائق الأدب، ولد بحلب وبها نشأ وتأدّب بوالده فتح الله المُقدّم ذكره ورحل إلى الرّوم وسلك طريق القضاء فولِيّ المناصب السّتة في إقليم مِصْرَ وقد أشار مُحققا الكتاب إلى ذكر الفيومي في كتابه ''المنتزه'' عن فضل الشيخ البيلوني من أنّه: ''فاضل ركعت أقلامه في المحابر وسجدت في محاريب الدفاتر فطرزّت فلَكِ الأوراق بما لذّ ورَاق من نثر تَغَارُ منه النجوم، وشعر كأنّه عِقْد الدُّرِّ المنظوم···''· بدايات المخطوطات بعدها عرض المحققان لأربع صفحات من مخطوطة البيلوني، وعنوان المخطوطة، وبداية المخطوطات· ولقاء الإسكندرية، لقاء المكاشف، القلندرية، خصيب عامل مصر، قبور الصحابة والأولياء، طائفة الفداوية، أرض العراق التي اختارها البيلوني من رحلة ابن بطوطة إذ قال فيها: ''ولمّا تهيأ رَكْب الحاج الشّامي للسفر سافرت معهم بقصد الحج وتيسّر لي زيارة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وأداء فريضة الحجّ ولله الحمد وبعد أيام الحجّ سافرت مع الركب العراقي إلى زيارة قبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة فدخلنا منها فنزلنا بعد ثلاث بوادي العروس، ثم دخلنا أرض نجد فسرنا إلى أن وصلنا إلى القادسية حيث كانت الواقعة الشهيرة التي نصر الله بها الإسلام وأخمد نار المجوس الفُرس، وكانت إذ ذاك مدينة عظيمة وهي الآن قرية صغيرة، ثم دخلنا منها إلى مدينة مشهد علي···''· البيلوني وثلوج البلغار واختار مؤلف ''المنتقى من رحلة ابن بطوطة'' الحديث عن بلاد اللور، والعودة إلى العراق، وزيارة بلاد الشام، ولابدّ من صنعاء وإن طال السفر، بعدها ذكر زيارته للصومال، وذكر أرض عُمان، ومن ثم الدخول إلى بلاد هرمز، والأخية التركمانية في أنطاكية، والتوغل في أرض الأتراك· كما تحدث عن ثلوج البلغار إذ قال عنها: ''وسمعت بأرض الظلمة في بلغار، فأردت التوجه منها وبينهما مسيرة أربعين يوماً، ثم أضربت عن ذلك لعِظَم المَشَقة وقِلّة الجدوى فإنّه بلغني أنّ السفر إليها لا يكون إلاّ على عجلات صغار تجرها كلاب كبار، فإنّ تلك المفازة بها الجليد ولا تثبت قدم الآدميّ ولا حافر الدّابة فيها والكلاب لها الأظفار فتثبت أقدامها في الجليد ولا يدخلها إلاّ الأقوياء من التجّار يكون لأحدهم المائة عجلة أو نحوها موفورة بطعامه وشرابه وحطبه···''· الشجرة العجيبة كما اختار الشيخ البيلوني من رحلة ابن بطوطة لمنتقاه الحديث عن خوارزم، وسمرقند وما فيها من أضرحة، ثم تكلم عن أفغانستان وما بعدها، أعقبه بالحديث عن الزوجة التي تحرق نفسها بعد زوجها، ودسائس الملك، وعن ابن بطوطة قاضياً، ومدينة كول، ولقاء الجوكية، بعدها أشار إلى الشجرة العجيبة في مدينة هيلى إذ قال عنها: ''ومدينة هيلى مُعظمّة عند المسلمين والكُفّار بسبب جامع بها مُشرق النور عظيم البركة ينذر له رُكّاب البحر النذور، له خزانة كبيرة لمصالحه من النذور تحت يدِّ كبير المسلمين بها وخطيب الجامع،··· ثم وصلنا مدينة جركتن وسلطانها من كبار سلاطينهم، ثم وصلنا مدينة ده كتن، مدينة كبيرة على خور كبير كثيرة البساتين وبها التنبول والفوفل والنارجيل والقلقاس وبظاهرها حوض كبير للماء عليه البساتين وسلطانها كافر، كان جدّه اسلم وبنَى جامعاً وهذا الحوض· وسبب إسلامه شجرة بالجامع بنى الجامع عليها وهي عجيبة خضرة أوراقها كأوراق التين إلاّ أنّها لينة تُسمى درخت شهادة، ودرخت اسم الشجرة، وأخبرت بهذه البلدة أن هذه الشجرة لا يسقط ورقها، فإذا كان وقت الخريف مِن كلّ سنّة استحال لون الورقة منها إلى الصُفرَة، ثم إلى الحُمْرَة ويكون مكتوباً فيها بقلم القُدْرَةِ لا إلهَ إلاّ الله محمّد رسول الله، وتسقط تلك الورقة فقط''· السفر إلى الصين وتناول الشيخ صاحب كتاب ''المنتقى من رحلة ابن بطوطة'' وقوفه عند: السفر إلى الصين حيث تحدث عن سفره إليها قائلاً: ''ثم سافرنا إلى بلاد طوالسي فوصلنا بعد سبعة عشر يوماً بريح موافقة لأوّل بلاد الصين··· وببلاد الصين قصب السُكّر ممّا يفضل على قصب مِصْرَ، وكلما ببلادنا من الفواكه فهو بالصين أكثر وأرخصّ، وأمّا الفخّار الصيني فلا يُصنع بها إلاّ ببلاد الزيتون وصين كيلان··· وأما الدجاج الصيني فإنّه ضخم وديوكه تكون ضخمة جداً اضخم من الأوز وبيضها كذلك، ومَلِك الصين تترى من ذريّة جنكيزخان الذي دخل بلاد الإسلام وأخرب أكثرها، وفي كلّ مدينة من مدن الصين مدينة للمسلمين ينفردون بسكانهم فيها ولهم الزوايا والمدارس والجوامع الجامعة وهم معظمهم محترمون عند سلاطينهم···''· إلى بلاد السودان ومن منتقى البيلوني في كتابه اختياره لجزائر ذيبة المهل والقربان امرأة، ثم السلطان امرأة، بعدها اختار زيارة قدم آدم، والمكاشف وما جرى معه، وجزر جاوة، ثم الوصول إلى الصين، وحديثه عن مدينة الخنساء، ومظاهر الزواج، وختم البيلوني المنتقى من رحلة ابن بطوطة في حديث صاحب الرحلة في ذهابه إلى بلاد السودان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©