الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حلم الوصول إلى أوروبا يتحطم في قاع «المتوسط»

حلم الوصول إلى أوروبا يتحطم في قاع «المتوسط»
22 سبتمبر 2016 22:52
رشيد (وكالات) خطط المصري الشاب متولي محمد للوصول إلى أوروبا عبر البحر، لتحقيق حلمه بالعمل هناك ورفع مستوى معيشة عائلته، لكن حلمه تحطم مع غرق المركب الذي كان يقله وفقدان زوجته وطفله، بينما يقبع هو مصاباً بصدمة عصبية في مستشفى حكومي في رشيد في شمال مصر. وبحسب شهادات الناجين من المركب الذي انقلب أمس الأول قبالة الشواطئ المصرية، فقد كان المركب يقل حوالى 600 مهاجر قبل غرقه قبالة رشيد. وأعلنت السلطات مقتل 43 منهم. وتم إنقاذ 163 شخصاً في مدينة رشيد التي تلتقي فيها مياه نهر النيل الهادئة بأمواج البحر المتوسط. وكشف نحو عشرة ناجين عن وجود عدد من الأشخاص في ثلاجة المركب الغارق. وقال مسؤولون «31 جثة انتشلت وهي لعشرين رجلًا وعشر نساء وطفل». وشاهد مراسل قارب صيد ينقل 12 جثة أخرى مما يرفع العدد الإجمالي إلى 43. ويرقد متولي، الشاب الذي يعمل حداداً، في الدور الثاني من مستشفى رشيد العام، ويده اليسرى مربوطة بالأصفاد في سريره المعدني، فيما علقت له محاليل طبية في يده اليمنى. ويقول متولي الذي جاء من محافظة الشرقية في دلتا النيل بحزن بالغ: «جازفت بحياتي وحياة ابني وزوجتي كي يعيشوا عيشة كريمة». ويضيف وهو يحاول مغالبة دموعه، «زوجتي وابني لا أعرف أين هما. لقد نجوت وحدي، ويا ليتني لم أنج.. سأظل أشعر بالذنب طوال عمري». ولم يدفع متولي أي نقود قبل سفره، لكنه اتفق مع المهرب على دفع خمسين ألف جنيه لوسيط في إيطاليا، وكان يحلم «بالعمل في أي شيء في أوروبا». ولقي أكثر من عشرة آلاف مهاجر حتفهم في البحر المتوسط عند محاولتهم الوصول إلى أوروبا منذ 2014 منهم 2800 منذ بداية 2016، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. ويضع المهربون مئات المهاجرين غير الشرعيين في مراكب متهالكة ما يعرضها للغرق في منتصف الطريق بفعل الأمواج العالية. على مقربة من سرير متولي، يرقد الشاب «بدر» يذرف الدموع في صمت. ويقول باقتضاب «كنت مع زوجتي وثلاثة أطفال، وكلهم ماتوا»، ثم ينفجر بالبكاء. وكان على متن مركب الصيد مصريون وسودانيون وصوماليون وسوريون يسعون إلى الوصول إلى إيطاليا، أرض الأحلام بالنسبة إلى المهاجرين غير القانونيين. ولا تتجاوز قدرة المركب على استيعاب المئة. ويقول أحمد محمد في مستشفى رشيد «مال المركب على جنبه وبدأ يغرق، وكان ذلك كيوم القيامة، وكل شخص يحاول إنقاذ نفسه». وسبح أحمد حوالى عشرة كيلومترات قبل أن يتم انتشاله. وأضاف «من يعرف السباحة، راح يسبح، وتركوا النساء والأولاد». ويقول شاب آخر يدعى مصطفى «كنا نتشهّد ونحن عالقون في المياه في انتظار الإنقاذ». وعلى الشاطئ، بدأ عدد من أهالي المهاجرين المفقودين يفقدون صبرهم مع مرور الوقت وتضاؤل الآمال بالعثور على ناجين، بينما خرجت ثلاثة مراكب صيد للمشاركة في عمليات الإنقاذ مع خفر السواحل. وتقول سيدة متشحة بالسواد جلست على العشب بين النخل «فقط أريد جثته»، في إشارة إلى ابنها، فيما تحاول سيدات أخريات مواساتها. وتقول السودانية سمية، التي دفعت ألفي دولار للوصول إلى زوجها في أوروبا، «إن عدداً كبيراً من الناس الذين كانوا في الثلاجة ماتوا، فالمركب انقلب وأقفلت الثلاجة عليهم، وغرقوا». وأضافت: «مستحيل أن أكرر مثل هذا العمل، لقد رأيت الموت بعيني».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©