الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزياء تعيد صياغة التراث بروح الطفولة ولمسات الحداثة

أزياء تعيد صياغة التراث بروح الطفولة ولمسات الحداثة
13 مايو 2011 20:17
احتفظت المصممة الإماراتية إيمان آل ربيعة بخطها التراثي الأصيل الذي عرفت به واشتهرت منذ 10 سنوات مضت، والذي أعادت من خلاله صياغة الأزياء التراثية على اختلاف أنواعها وأشكالها والتي تناسب مختلف الأعمار بطريقة عصرية حديثة، لا يظهر فيها الأفكار المستلهمة من التراث فحسب بل هو التراث بعينه مختلطا بما وصلت إليه حداثة الزي وعصريته. في كل مجموعة تطلقها إيمان آل ربيعة تفاجئ محبي أزيائها بتحديثات وابتكارات جديدة لا يملكون مقاومة اقتنائها. إيمان آل ربيعة مصممة ذكية وصاحبة خبرة وتعرف كيف تطور نفسها وأزياءها ولا تبقى واقفة في نفس المكان، ولأنها تسأل كل زبونة عما تتمنى أن تجده في السوق، وما هي الأفكار التي يودون أن تتطرق لها في أزيائها، ويودون منها إضافتها فتأخذ من ذلك ما يناسبها وتمزجه بخيالاتها وذوقها الرفيع. أزياء متنوعة عن مجموعتها الأخيرة، تقول آل ربيعة «اشتملت مجموعتي الأخيرة على أزياء مختلفة فأنا لا أحب أن أحبس نفسي في نوع واحد حيث صممت العباءات الخليجية والجلابيات الإماراتية التراثية لمختلف الأعمار وفساتين سهرات وأعراس وأثواب وكنادير للأطفال. ولم أترك شيئا إلا صممته وله نصيب في هذه المجموعة، وذلك لأراعي جميع حاجات ومتطلبات الأسرة فإذا ما دخلت الأم محلي وجدت ما يناسبها وبناتها وحفيداتها سواء كانت ما تبحث عنه خاصا بالسهرات أو الأعراس أو أعياد الميلاد أو حفلات التخرج أو للعمل أو السوق». وعلى الرغم من أن آل ربيعة صممت أزياء عدة في هذه المجموعة إلا أنها ميزت ملابس الأطفال بشكل أكبر ومنحته اهتماما مختلفا يفوق أي نوع من أنواع الملابس الأخرى. وتضيف «لاحظت في الآونة الأخيرة أن طلبات الأمهات كثرت لبناتهن، إذ اشتكين لي أنهن إذا ما نزلن إلى السوق وجدن ملابس غالية جدا وليست ذات جودة، ولا تتسم بالحشمة في وقت يردن فيه أن يربين بناتهن على الاحتشام منذ الصغر، فتوجهن لي لأصمم لبناتهن ملابس تجتمع فيها كل تلك الصفات إلى جانب التمسك بالتراث والعادات والتقاليد التي أخيطها بقالب عصري». وتعتبر آل ربيعة عملية التصميم للأطفال مختلفة عن أي تصميم آخر بل إنها بحسب وصفها من أصعب أنواع التصاميم، وتعلل «هناك أمور لا بد من مراعاتها عند التصميم للأطفال لأن الطفلة عندما تلبس الفستان أو الجلابية للمرة الأولى، إما أن تكرهها أو تحبها وهذه مسؤوليتي كمصممة أن أدخل إلى عقل الطفلة ونفسيتها، وأعرف ماذا تحب وماذا تكره؟ فلو صممت لها ما يعيق حركتها أو تسبب لها بحساسية على جلدها الرقيق أو أشعرها بالحرارة فإنها ستلبسه لدقائق وتخلعه مستاءة منه، وسترفض إعادة المحاولة والتجربة وسينطبع في ذهنها صورة سلبية عن الملابس التراثية بأنها ملابس غير مريحة ولا تناسبها بتاتا، وهذا ما أحاول تجنبه». خطة مدروسة لكي تكسب آل ربيعة قلوب الصغيرات سارت وفق خطة مدروسة في اختيار التصاميم والأقمشة والألوان والاكسسوارات، بحيث لا تأتيها إحدى الأمهات تطلب شيئا ولا تجده في ملابس الأطفال التي تنوي شراءها؛ فإذا ما أرادتها براقة وجدت كرستالات الشواروفسكي تزين بعضها. في السياق ذاته تقول «بطنت جميع فساتين الفتيات وجلابياتهن بالقطن لئلا تسبب حساسية أو احمرارا، وركزت على قماش التول لأنه خفيف ومريح ويعطي منظرا جميلا، وكذلك حرير التافتاه الذي يسهل تطويعه مع مختلف التصاميم». وتتابع «أضفت الدانتيلات الراقية لتمنح لمسات الرقي والجمال، ولم أستغن عن الزري (الشغل اليدوي) خصوصا في الجلابيات الخاصة بالأطفال والكبار والعباءات أيضا، كما نوعت في القصات والتطريزات من مختلف الدول العربية فاستعملت التطريز الأردني والفلسطيني، وعرجت على القصات المختلفة كقصة الثوب الإماراتي التقليدية المعروفة سواء في الأثواب والكنادير وفي الجلابيات، والفساتين أتيت بقصات إضافية أخرى مثل الفرنسية والكويتية والبحرينية والمغربية وقصة البلون وغيرها ما يساعد الأطفال على سهولة الحركة والظهور بمظهر مميز». ولأن الفتيات الصغيرات يحببن الألوان الفاقعة في ملابسهن؛ عمدت آل ربيعة إلى تلبيتها فاستعملت ألوان قوية مثل الفوشيا والأحمر والزهري والفضي والأخضر والذهبي. وحتى تتأكد من أن ما صممته من فساتين وجلابيات للفتيات الصغيرات سيروق لهن، عمدت آل ربيعة إلى اختبار ذلك على بناتها حيث أنها أم لـ5 فتيات وهن من أعمار مختلفة، وبحكم أنها تصمم لكل الأعمار فتلبسهن ما تصمم وتسألهن عن شعورهن وتثق بأنهن لن يجاملنها خصوصا الصغيرات منهن لأن الأطفال على حد تعبيرها «لا يجاملون»؛ فيعطونها نقدا إيجابيا أو ملاحظات تتنبه إليها قبل أن تصنع من ذات القطعة ألوانا أخرى وتطرحها ضمن المجموعة.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©