الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكاتبة اللبنانية تحبس تجربتها في الصندوق الأسود

الكاتبة اللبنانية تحبس تجربتها في الصندوق الأسود
6 نوفمبر 2008 01:48
تعتز الأديبة والكاتبة الصحفية اللبنانية غادة سلهب بموسوعتها الفكرية ''الصندوق الأسود'' التي تختصر فيها مشوار عمر اشتعلت فيه الكلمة حواراتٍ متنوعة مع شخصيات من مختلف الجنسيات والمستويات، وقد رمزت في تسميتها هذه الى إعلان الحقائق وكشف المستور المختبئ خلف كلام السياسيين، خدمة منها الى الجيل الصاعد الواجب عليه الاستفادة من أخطاء الماضي حتى لا تحاصره في حاضره أو مستقبله، ألّفت الكتب الثاقبة برؤيتها النقدية، منطلقة من مبدئية قوة صاحب الحق، ونظمت قصائد علا فيها صوت المرأة المتمردة على عوائق إثباتها في مجتمع الرجال، فكانت غادة سلهب سيدة الحاضر في الزمن القديم· ؟ كيف تنظرين الى الماضي بكل خبراته ومحطاته الفاصلة في حياتك؟ ؟؟ أنا كما أنت كما كل انسان على وجه البسيطة حاضره يخفي وراءه ماضيه، فماضي المرء يكون ويحدد نوعية شخصيته وكلما كان غنياً بالتجارب كان حاضره زاخراً بالمعرفة، هذا اذا كان الانسان لديه القدرة على امتصاص تجاربه وادخارها وتحويلها الى عالم خاص به على مر السنوات، بالنسبة الي ماضيّ يتكون من التجارب الحياتية التي تقلبت بها وتقلبت بي، وعشتها وعايشتني، انصهرت بها وانصهرت بي، اكتملت بها واكتملت بي، الى أن أصبحت كما أنا عليه الآن، عالماً من العطاءات المختلفة يقول لي هل من مزيد؟ أنا انسانة مارست الحياة بعنفوان أنثى شاعرة، وبقوة امرأة قادرة، وبضعف أم صابرة، لا تعترف بالمستحيل إلا الذي تريده مستحيلاً، وترفض الضعف إلا الذي تتلذذ به، وتحنو على جلمود صخر هوى، لديها طاقة خصّها الله بها كي تستطيع تخطي الصعاب انسانة استنزفت الحياة ولم تسمح لها أن تستنزفها وأظن أن هذا الأمر ليس سهلاً على الإطلاق، حياتي تحوي كل تلاوين الكون على غير صعيد سياسياً وشعرياً وأدبياً وانسانياً، وهناك الكثير من المحطات الفاصلة فيها لكنها لا تهم غيري، وهي في نظري أسمى من أي تعبير، لأنها شكلت نوعية شخصيتي التي تفرض ذاتها علي وعلى الناس· ؟ ماذا عن الحياة الأدبية اليوم، وما رأيك فيها؟ ؟؟ هنا يكمن الأمل الوحيد الذي تبقى في المجتمعات العربية والفضل ليس للأدباء والأديبات بل الفضل للكلمة التي لا يمكن أن تموت، فالله سبحانه وتعالى أنزل جميع الأديان السماوية عن طريقها حمّلها تعاليمه بالتتالي كي يشذب أخلاق البشر ويحسنوا معاملة بعضهم البعض، اذاً الكلمة لن تموت والأمل- كل الأمل- بنهضة أدبية صرفة، تعيد القطار الى سكّته الصحيحة وتنفض غبار اللامدنية الحقة عن نفوس الناس ورغم الجهالة العامة التي يعيشها مجتمعنا، هناك حفنة من الأدباء والأديبات في العالم العربي وفي لبنان خاصة يمكن أن يمدوا يد العون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بضم أشلاء لم تزل حيّة الى بعضها البعض· ؟ ماذا عن ''الصندوق الأسود'' في أرشيف المكتبة العربية؟ ؟؟ موسوعتي التي أصدرتها سنة 2004 والتي تتألف من أربعة مجلدات من القياس الكبير والتي سميتها ''الصندوق الأسود للكارثة اللبنانية'' لا أستطيع حتى الآن أن أعتبرها من أرشيف المكتبة العربية، وذلك لأنني حجبتها عن الأسواق والمكتبات بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري احتراماً لشهادته· فهي أسيرة عندي مؤقتاً الى أن أطلق سراحها· هذه الموسوعة هي عصارة سنواتي الصحافية بدءاً من سنة 1968 الى سنة 2004 وهي تحوي حوارات لبنانية وعربية ودولية ايضاً، حوارات مشتعلة تحمل الحقيقة التي استنطقتها من فم وزراء ونواب وسفراء من جميع المستويات والاتجاهات والسياسات، وسوف يتحدث عنها التاريخ، لأنها بأحرفها وأسطرها وكلماتها توشوشه وتقول له الحقيقة المجردة، حقيقة ما حصل على الساحة اللبنانية المرتبطة بالساحة العربية خلال المدة الزمنية التي ذكرت وهي موسوعة مؤرخة ومفهرسة ومرقمة ومصورة· ؟ هل يمكن أن تجمعنا الثقافة وتلغي نزاعات الانسان مع أخيه الانسان؟ ؟؟ حين يكون انساناً حقيقياً يعيش بكل ما في كلمة ''انسانية'' من معنى لا أعتقد أن أمور النزاعات البشرية تكون صعبة الإلغاء خاصة في المجتمعات الثقافية· فالثقافة الحقة تصقل الروح وترويها بالنبل وتحملها الى عالم من نكران الذات مما يجعل أي نوع من النزاعات لا قيمة له
المصدر: حسام العشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©