الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاركات من المشرق والمغرب وخلود المعلا قرأت في زحلة

مشاركات من المشرق والمغرب وخلود المعلا قرأت في زحلة
6 نوفمبر 2008 01:49
هنا في بيروت العاصمة الثقافية ''الهامة'' على حد تعبير عدد كبير من المثقفين العرب والرافد الحر للإبداع والنشر، عقد مهرجان لبنان السنوي للشعر العربي في دورته الأولى برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري تحت عنوان ''في سبيل رؤية شعرية على أبواب الألفية الثالثة''، والذي شارك فيه شعراء من لبنان، فلسطين، مصر، سوريا، البحرين، الإمارات، الجزائر، موريتانيا، اليمن، السعودية، السودان والعراق· واللافت في هذا المهرجان أنه نظم ثلاث أمسيات شعرية ولكنها انتقلت من أروقة فنادق العاصمة وقاعات مؤتمراتها إلى فضاء المدن والقرى اللبنانية في محاولة لخلق حالة من التواصل بين الشعراء والجمهور من أجل الاستماع إلى نتاجهم الأدبي ومنافستهم في مسائل الثقافة والإبداع والهم العربي· فكانت الأمسية الثانية في مدينة زحلة البقاعية، أما الأمسية الشعرية الثالثة في مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان· درويش حاضرا وقد نظم المهرجان ندوتين بحثيتين: كانت الأولى بعنوان ''بين شعر القضية وقضية الشعر'' والتي اتخذت شعر محمود درويش نموذجا، أما الندوة البحثية الثانية فكانت بعنوان ''الشعر العربي في الألفية الثالثة''· وهنا يقول الشاعر السوري نوري الجراح أنه تحدث عن محمود درويش انطلاقا من موقعه كقارئ متذوق لشعر هذا الكبير وليس كشاعر انطلاقا من مكان جغرافي هو بيروت التي شكلت محطة حاضنة ومختبرا للشعر العربي، مشيرا إلى الجلسات التي كان يعقدها الشعراء متسائلين مع محمود درويش حينها عن معنى قصيدة النثر· كما تكلم الجراح عن الأثر الذي تركته قصيدة درويش في نصوص أغلب الشعراء من كونها حوت كل الجماليات الشعرية الحديثة· ويتابع قائلا: ''إن درويش أنتج قصيدة استقطبت شعراء التفعيلة وشعراء قصيدة النثر· وكلهم أحبوا درويش من كون قصيدته حققت موقعا متقدما جماليا قبل كل شيء''· نقاش شعري أما عن أهمية مهرجان لبنان السنوي للشعر العربي فهو حسب الجراح ''يعيد الشعرية العربية إلى بيروت· ويجعل منها مكانا يحتفي بالشعر العربي الحديث من جديد· وهذا تأكيد على دور هذه المدينة الريادي في الحياة الثقافية العربية''· وبالطبع كان هناك نقاش ''حامي'' بين الشعراء والنقاد المشاركين في المهرجان حول الموضوع الجدلي: أيهما أفضل قصيدة النثر أم قصيدة التفعيلة؟ وهنا شبه الشاعر اللبناني شوقي بزيع قصيدة التفعيلة بـ ''قط النثر''· إلا أن هذا ليس المهم بالنسبة إليه ''بل يجب أن نضيق مساحات الاختلافات العربية التي تفرضها علينا الخلافات السياسية· لذلك تبدو أهمية الشعر في توظيفه لخدمة قضايانا العربية''· ذاكرة شعرية وفي المقابل ترى الشاعرة السودانية إيمان خالد أن المشاركة في هكذا مهرجانات تؤدي إلى إضافة موضوعية لأصحابها على كافة الأصعدة· ''فتسمح لنا بالاطلاع على ما هو جديد في عالم الشعر، حيث يكون هناك أصوات شعرية مختلفة· هذا عدا عن الإضافات على مستوى النقد وذائقتنا الشعرية الخاصة مع أن المدارس الشعرية في العالم العربي تتنوع بين الكلاسيكية والموغلة في الحداثة وأخرى قائمة على قصيدة النثر كما أن هناك النصوص الشعرية الغنائية مما يخلق لدى الشاعر ذاكرة جديدة تطعم بكل هذا الحراك الشعري''· مشاركة متميزة أما دولة الإمارات العربية المتحدة فكانت مشاركتها مميزة في المهرجان من خلال قراءات شعرية قدمتها الشاعرة الإماراتية خلود المعلا في مدينة زحلة والتي لاقت إعجابا من الشعراء ومتذوقي الشعر اللبنانيين والعرب الذين شاركوا في المهرجان· إضافة إلى ورقة العمل المتميزة التي قدمها د·عمر عبد العزيز رئيس البحوث والدراسات في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة حول مستقبل الشعر العربي· طلاب لبنانيون وعرب وأجانب يتحاورون فنيا في قلب بيروت ''حوار فني'' هو عنوان المعرض الثالث لمعهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية الذي أقيم في قصر الأونيسكو في بيروت، والذي تمحور هذا العام حول ''قلب بيروت''· حاول الفنانون المشاركون في المعرض أن يقولوا من خلال لوحاتهم أن قلب العاصمة هو قلب الوطن والمساحة المشتركة بين كل اللبنانيين، وأن إرادتهم باستعادة أمنهم واستقرارهم واستكمال مسيرة النهوض والبناء أقوى من كل محاولات التعطيل· يأتي المعرض الممول من المؤسسة الألمانية للتبادل الأكاديمي ءء في إطار بروتوكول التعاون بين معهد الفنون اللبناني وجامعة بآ في مدينة لايبزيغ الألمانية وجامعة حلوان في القاهرة وكلية الفنون والعمارة الإسلامية في جامعة البلقاء الأردنية· وهو ثمرة ورش العمل التي عقدت في مدينة رفيق الحريري الجامعية، التي توزعت بين التشكيل بالخط العربي والفنون الطباعية والتصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي بمشاركة خمسون طالبا ألمانيا وأردنيا ومصريا ولبنانيا قسموا إلى خمس مجموعات عمل· من هنا يرى الفنان التشكيلي والبروفيسور في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية د· فؤاد جوهر أن هذا الحوار الفني هام جدا، لأنه ينم عن تمازج حضاري وتلاق إنساني بين الطلاب العرب والأجانب، ''والذي يثري العمل الإبداعي الذي يعتبر السبيل الوحيد لتكريس السلام الفكري بين الشعوب· وهو المساحة الوحيدة المتروكة للإنسان للتعبير عما فيه من وجع وفرح، مما ينعكس إيجابا على الأعمال المشاركة في المعرض''· وقبل مباشرة الطلاب المشاركين في المعرض البدء بالعمل تجولوا في قلب بيروت· ورأوا كيف عاد ينبض بالحياة والمحبة والإنفتاح الحضاري· هذا عدا عن جولتهم على عدد من المناطق اللبنانية في الجنوب والجبل والبقاع· وتأثروا حسب جوهر بكل ما شاهدوه فانعكس على ريشتهم الفنية وألوانهم التي لم تأتِ صاخبة بل ترتكز على اللون الأصفر والأخضر والأزرق· ويتابع قائلا: ''لذلك لم يبدُ غريبا أن أعمالهم نجحت في رسم الوجع اللبناني في مشهد إبداعي فريد''· واللافت أن هذا الحوار الفني الصامت بالريشة والألوان كانت البطولة فيه للوحات المرسومة باللونين الأبيض والأسود، الشيء الذي أرجعه جوهر إلى استخدام الطباعة الحريرية في تلك اللوحات، ''والتي تكون عادة باللون الأبيض والأسود· لذلك عملنا على تطعيمها بألوان أخرى لتمنحها حياة وإيقاع· من ناحية أخرى قدم الطلاب الألمان كولاج ملون مستوحى من الأفيشات المنتشرة في الشوارع اللبنانية والأعمدة الكهربائية على مساحة أرضية واسعة والذي استغرق عمله وقت طويل إن كان على صعيد بلورة الفكرة أو تصميم الكولاج واخيتار الألوان وتوزيعها وتنسيقها''· ولم يكن غريبا أيضا الوجود القوي للصور الفوتوغرافية في المعرض التي ركزت على الحراك اللبناني طوال السنوات الثلاث السابقة بدءاً من الإغتيالات والتفجيرات الأمنية والتظاهرات الشعبية مع تركيز المصورين على الجيش اللبناني والتحامه باللبنانيين· وكأنهم يحاولون من خلال هذه اللقطات تصوير حوار لبناني بين الأمن والمواطن أسوة بالحوار الفني الذي يمارسه هؤلاء الفنانون فيما بينهم من أجل تحقيق السلام وإن كان على صعيد لوحة أو صورة فوتوغرافية
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©