الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الأرصاد» ينفذ 20 طلعة استمطار خلال الربع الأول للعام الجاري

«الأرصاد» ينفذ 20 طلعة استمطار خلال الربع الأول للعام الجاري
11 مايو 2015 00:45
هالة الخياط (أبوظبي) نفذ المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل خلال الربع الأول من العام الحالي 20 طلعة استمطار، فيما نفذ خلال العام الماضي 193 طلعة استمطار، واستمرت كل عملية استمطار ما بين 2 - 3 ساعات، خلالها تم إطلاق ما يقارب 3145 شعلة ملحية ليتم تلقيح أغلب السحب التي تكونت على الدولة وتوافرت بها شروط التلقيح. وتبنت دولة الإمارات مشروع الاستمطار منذ بداية التسعينيات لزيادة الحصاد السنوي لمياه الأمطار، في خطوة نحو زيادة المخزون المائي الجوفي، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن عملية تلقيح السحب تزيد من نسبة الهطول المطري من السحابة ما بين 15 - 35%، وذلك اعتماداً على شفافية الغلاف الجوي ونقائه من الشوائب العالقة، التي تتدخل أصلاً في الصفات الفيزيائية والكيميائية للسحاب. وعملية التلقيح تهدف إلى تحفيز السحب الركامية لإدرار أكبر قدر ممكن من المياه، بالإضافة إلى إطالة عمر السحب الركامية التي تأخذ كل واحدة ما يقارب 45 دقيقة لتبدأ سحابة ركامية أخرى بالتكون. وأكد خبراء الطقس ومزارعون وأكاديميون جدوى برنامج الاستمطار المطبق في الإمارات من حيث زيادة نسب الهطول المطري، وفقاً لما أكدته الدراسات العلمية، مشيرين إلى أن دراسة أثرها على أرض الواقع يتطلب ما لا يقل عن 20 عاماً من المتابعة عن كثب، لتحديد أثر طلعات الاستمطار في زيادة نسب الهطول المطري، لتدخل عوامل جوية مختلفة تساهم في تحقيق الاستفادة من عمليات الاستمطار. الإمارات الأولى كانت دولة الإمارات من أوائل دول منطقة الخليج العربي التي قامت باستخدام تقنية تلقيح السحب التي اعتمدت أحدث التقنيات المتوافرة على المستوى العالمي، وذلك باستخدام رادارات جوية متطورة، تقوم برصد السحب على الدولة على مدار الساعة، بالإضافة إلى استخدام طائرات خاصة يتم تزويدها بشعلات ملحية، تم تصنيعها لتتلاءم مع طبيعة السحب من الناحية الفيزيائية والكيميائية التي تتكون داخل دولة الإمارات، والتي تمت دراستها مسبقا خلال السنوات الماضية قبل البدء بتنفيذ عمليات الاستمطار. وأوضح عمر اليزيدي مدير إدارة البحوث والتطوير والتدريب في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، أن نجاح عمليات الاستمطار في زيادة مياه الأمطار على الدولة تعتمد على تكرار تكون السحب الركامية، فعلى سبيل المثال نجد أن نسبة تكون السحب الركامية قد يختلف من فصل إلى آخر، ومن سنة إلى أخرى، الذي يعتمد بشكل أساسي على الأحوال الجوية المصاحبة لأنظمة الضغط الجوي السائدة على المنطقة، وبشكل عام فهي تسهم بشكل أو بآخر في توفير المياه. 140 يوماً ماطرة وأكد اليزيدي أن الدراسات التي أجراها المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل بالتعاون مع المركز الوطني لبحوث الغلاف الجوي في أميركا، أكدت أن مناخ دولة الإمارات فريد من نوعه، ويوفر السبل لنجاح عمليات الاستمطار، حيث إنه يوجد أكثر من 140 يوما من السنة تعد أياماً ماطرة. كما أن توزيع السحب الركامية على مختلف مناطق الدولة والتي تتواجد بكثرة على المناطق الشمالية والجبلية تزيد من فرص نجاح الاستمطار ويزيد فرص زيادة نسبة المياه الجوفية. وقال عمر اليزيدي، إن إجراء عمليات تلقيح السحب يتطلب وجود بنية تحتية متكاملة متخصصة في هذا المجال، التي تشمل وجود شبكة محطات رصد أرضية، تقوم برصد عناصر الطقس على مدار الساعة، التي تشمل كلاً من درجة الحرارة الجافة ودرجة الندى والضغط الجوي والرياح وسرعتها واتجاهها، وشدة الإشعاع الشمسي، بالإضافة إلى مقاييس لكميات الأمطار. وأكد أنه في سبيل إنجاح هذا البرنامج استثمر المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في إنشاء بنية تحتية للاستمطار تشمل شبكة تضم أكثر من 60 محطة رصد جوي موزعة استراتيجياً على أنحاء الإمارات كافة وشبكة رادارات جوية واسعة وست طائرات حديثة لعمليات استمطار الغيوم. آلية الاستمطار وأوضح عمر اليزيدي أنه عبر شبكة الرادارات الجوية تتم مراقبة السحب الماطرة والتي تستخدم في توجيه طائرة الاستمطار لوضعها في المكان المناسب داخل السحاب، حيث يقوم الرادار بتشريح السحابة إلى مقاطع عرضية متعددة يتم من خلالها معرفة أماكن الرياح العمودية داخل السحاب، كما يتم أيضاً معرفة أماكن الأمطار المتوقعة وأماكن حدوثها وشدتها في الوقت نفسه. وبعد دراسة الأحوال الجوية والتي تبدأ عادة مع بداية الصباح يتم التعرف إلى الحالة المتوقعة على الدولة، وتتم دراسة إمكانية تكون السحب الركامية التي تستهدف بالعمليات الجوية، ثم يتم الإبلاغ عن فرصة تكون هذه السحب ومن ثم وضع الطيارين في حالة جاهزية وتنبيههم بالوقت المتوقع والمناسب لبدء إجراء هذه العمليات. ويضم المركز 6 طائرات من نوع بيتشكرافت سي 90 مجهزة بأدق الأجهزة مع حاملات خاصة للشعلات الملحية، كما يضم 6 طيارين مدربين على التعامل مع السحب الركامية ذات الخطورة في تواجد الرياح الصاعدة التي تتخللها مطبات هوائية شديدة. جديد الاستمطار وأكد عمر اليزيدي مدير إدارة البحوث والتطوير والتدريب في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، أن المركز الآن بصدد تحديث شبكة الرادارات التي تضم 6 محطات لتكون جميعها ثنائية القطبية عوضا عن اثنتين فقط. كما سيتم تركيب رادار في السلع قبل نهاية العام الحالي، التي تعطي معلومات أدق عن مكونات السحابة وكميات الأمطار وتركيبة السحابة، وتوجيه الطيارة للسحب الركامية الجاهزة للاستمطار. الجدوى الاقتصادية وأكد اليزيدي أن عمليات الاستمطار ذات جدوى اقتصادية مقارنة بتكلفة عملية الاستمطار، لاسيما وأن المركز يعتمد على الرادارات والطائرات الخاصة به، كما أنه بصدد الانتهاء من عمليات البناء لمصنع لإنتاج شعلات الأملاح الخاصة بعمليات الاستمطار محلياً. وبما يوفر احتياج دولة الإمارات من مواد الاستمطار، كما سيتم الاستفادة من المصنع في تطوير آليات ومواد جديدة ستزيد من كفاءة وفاعلية عمليات الاستمطار. وفي إطار تعزيز الاستفادة من مياه الأمطار، قال عمر اليزيدي مدير إدارة البحوث والتطوير والتدريب في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، إن المركز يبحث مع الجهات المختصة في الدولة سبل الاستفادة من مياه الأمطار كإعادة هندسة السدود بتقنيات تزيد من فرص الاستفادة من الأمطار واستخدامها عبر توزيعها بطريقة متساوية للأهالي، إضافة إلى زيادة فعالية حقن المياه في الآبار الجوفية، وتنظيف السدود، فضلاً عن حفر الخزانات الجوفية الصناعية في الأماكن التي تشهد هطول مطري، وعمل فلاتر طبيعية بما يحول دون تبخر مياه الأمطار أو عودتها إلى البحر. الاستمطار والزراعة أكد المزارع حسن الزعابي، أهمية عمليات الاستمطار في زيادة فرص الهطول المطري، بما ينعكس إيجاباً على الزراعة وزيادة مردودها. ويرى الزعابي أن علميات الاستمطار تساعد، ولكن الأهم من ذلك الاستخدام المستدام للمياه، والاستغلال الأفضل لمياه الأمطار. وقال إن نجاح عمليات الاستمطار لا تقاس حالياً، فهي بحاجة لسنوات طويلة لقياس آثرها، ولكن بالمجمل يجب تطوير أبحاث الاستمطار بما يزيد من فرص الاستفادة من السحب الركامية. المناخ مناسب للاستمطار أكد الدكتور فلاح الدلابيح رئيس قسم الأرصاد الجوية في معهد بولوتيكنيك أبوظبي، إن حالة الجو في مناطق الجزيرة العربية مناسبة للاستمطار، حيث تتشكل فيها السحب الركامية الماطرة، خصوصا في المناطق الجبلية. وأوضح أن الاستمطار هو محاولة لتسريع هطول الأمطار من سحب معينة فوق مناطق بحاجة إليها، بدلاً من ذهابها إلى مناطق لا حاجة لها إلى الماء، لظروفها الطبيعية الملائمة للإدرار الطبيعي، وزيادة إدرار السحابة عما يمكن أن تدره بشكل طبيعي. وبشأن الطرق العلمية للاستمطار، فتتمثل في رش السحب الركامية المحملة ببخار الماء الكثيف بواسطة الطائرات، برذاذ الماء ليعمل على زيادة تشبع الهواء، وسرعة تكثف بخار الماء، لإسقاط المطر، وهذه طريقة تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء. كما أن هناك طريقة ثانية، وهي قذف بلورات من الثلج الجاف «ثاني أكسيد الكربون المتجمد» بواسطة الطائرات في منطقة فوق السحب؛ لتؤدي إلى خفض درجة حرارة الهواء، وتكون بلورات من الجليد عند درجة حرارة منخفضة جداً، لتعمل على التحام قطرات الماء الموجودة في السحب وسقوطها كما في حالة المطر الطبيعي. والطريقة الثالثة تتمثل برش مسحوق إيود الفضة بواسطة الطائرات، أو قذفه في تيارات هوائية صاعدة لمناطق وجود السحب. وبالنسبة للطريقة المستخدمة في الدولة فتتمثل في تلقيح السحب بالمواد الملحية العادية مثل كلوريد الصوديوم وكلوريد البوتاسيوم والتي تتوافر في الغلاف الجوي بشكل كبير، وهذه الإضافات آمنة بيئيا. وعن جدوى الاستمطار الصناعي في زيادة كميات الأمطار، أوضح أن الدراسات تؤكد زيادة نسبة الهطول المطري من 5 إلى 20%، حيث إن الاستمطار إذا ما ساهم بزيادة الكميات 20 ملم لكل متر مربع واحد فهي تساوي 20 متراً مكعباً من الماء في كيلومتر مربع، وهو رقم ضخم يفيد المخزون المائي واستمرارية الغطاء النباتي في أشهر الصيف ويغذي الآبار الجوفية والسدود. كما أن تركيز الاهتمام في الدولة على برنامج الاستمطار يفيد في تطوير الجانب البحثي في مجال الأرصاد خصوصاً أن الإمارات تقع في إطار المناطق الجافة. الاستمطار يساهم في زيادة المخزون السمكي أوضح المستشار علي محمد المنصوري رئيس الاتحاد التعاوني لجمعيات صيادي الأسماك ورئيس جمعية أبوظبي التعاونية لصيادي الأسماك، أن انتهاج أساليب جديدة لزيادة كميات الأمطار يساعد في زيادة المخزون السمكي، لأن الزيادة في الأمطار تقلل من ملوحة مياه البحر وبالتالي يزيد من عدد الأسماك والمخزون السمكي عموما. وأفاد بأن زيادة الأمطار لا تؤثر على عملية الصيد، خاصة إذا كانت من الأمطار المعروفة بنوع «الديم» والتي يكون البحر فيها هادئا، ولكن عندما يكون البحر مضطربا فيفضل الصيد في المناطق الأقرب إلى الجزر. «شؤون الرئاسة» تطرح برنامج بحوث الاستمطار أكدت علياء المزروعي مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، أن المجال البحثي في الاستمطار قليل جداً، ومن هنا جاء طرح وزارة شؤون الرئاسة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار الذي من خلاله تم توجيه الدعوة للمؤسسات العامة والخاصة الربحية وغير الربحية، وحتى الأفراد من الإمارات وخارجها لتقديم المقترحات البحثية والتقنية المبتكرة في مجال الاستمطار بما يفيد في تطوير علم الاستمطار والتكنولوجيا المستخدمة فيه، حيث تتطلع دولة الإمارات إلى أن يؤدي هذا البرنامج إلى تضافر الجهود الدولية في تطوير علوم الاستمطار ومعالجة قضايا أمن المياه، وتحفيز الاستثمارات على تمويل الأبحاث، إضافة إلى زيادة معدلات الأمطار في الإمارات والمناطق الجافة وشبه الجافة الأخرى، حيث سيتم اختيار ما يصل إلى خمسة بحوث مميزة لتتشارك بمنحة إجمالية قدرها 5 ملايين دولار لتنفيذ مشاريعها خلال ثلاث سنوات. وينتهي التقديم للمنحة 15 أبريل الجاري، فيما سيتم الإعلان عن أسماء الفائزين في يناير المقبل. تلقيح السحب بمواد آمنة 100% أكد عمر اليزيدي مدير إدارة البحوث والتطوير في المركز الوطني للأرصاد الجوية، أن عمليات تلقيح السحب في الإمارات تتم باستخدام مواد آمنة 100%، وتم إجراء تجارب مسبقة عليها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©