القيادة العراقية تتوقع تغييراً أميركياً تكتيكياً لا جذرياً

هنأت القيادة العراقية امس الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما· وقال الرئيس جلال طالباني ان ما تحقق يشكل دليلاٌ آخر على تمسك الولايات المتحدة بالقيم السامية التي أرساها الآباء المؤسسون من الديمقراطية والفرص المتكافئة والعدالة واحترام الانسان· في وقت استبعد رئيس ديوان الرئاسة نصير العاني حدوث تغييرات في السياسة الأميركية تجاه العراق بعد فوز اوباما وقال ''لا أتوقع حصول تغيير جذري··فوز اوباما كان متوقعا والسياسة الأميركية واحدة وليس هناك أي تغيير جذري تجاه العراق وإنما تغيير في التكتيك''· وعبرت الحكومة العراقية وبعض السياسيين من مختلف الاتجاهات عن املهم في تعاون اوباما في حفظ الامن والاستقرار رغم تأكيده العمل على سحب القوات الاميركية من العراق خلال اقل من عامين· وشدد بيان الحكومة على الرغبة الصادقة في التعاون مع الرئيس المنتخب بما يحفظ الامن والاستقرار في العراق ويصون سيادته الكاملة ويحفظ مصالح شعبه''· وقال وزير الخارجية هوشيار زيباري ''ان هناك الكثير من الرهانات المهمة ونحن نتطلع قدما الى شراكة ناجحة''· وتابع ''ان فك الارتباط مع العراق لن يتم في وقت سريع''، مؤكدا ''هناك الكثير من التحديات ولا نعتقد بأن هذا سيؤدي الى تغيير السياسة بين ليلة وضحاها''· وقال محمود عثمان النائب البارز عن التحالف الكردستاني (53 مقعدا) ''آمل ان يقوم اوباما بمراجعة دقيقة لسياسة الولايات المتحدة في العراق ولما جرى خلال السنوات الماضية بما يخدم الشعبين''· واضاف ''يجب على اوباما ان ينظر الى الامور بدقة قبل اتخاذ اي قرار وأتمنى ان يحدث ذلك من خلال مشاركة الحكومة العراقية على الارض لكي يتمكن من حل الازمة واعتقد انه سيدرس اوضاع العراق وسيحاول اتخاذ قرارات ايجابية''· وعبر جلال الدين الصغير النائب عن المجلس الاسلامي العراقي الاعلى المشارك في الائتلاف الحاكم (85 مقعدا) عن تفاؤله قائلا ''اعتقد ان اوباما سيقدم نقاطا إيجابية للعراق لاندفاعه باتجاه الحوار خصوصا مع دول المنطقة مثل ايران والسعودية وسوريا وسينجم عن ذلك سياسية إيجابية تخدم العراق''· واضاف ''ان سياسة الرئيس الاميركي الجديد ستكون اكثر تحررا من ضغوط الادارة الاميركية لكونه لا يحتاج الى ذلك على الاقل في عامه الاول من الحكم· وقال سليم عبد الله الجبوري المتحدث باسم جبهة التوافق السنية (38 مقعدا) ''ان العراق لم يكن يعول كثيرا على نتائج الانتخابات، الا بمقدار ما تنعكس على الواقع العراقي''· وتابع ''اصبح لدى السياسيين العراقيين اليوم فرصة في المرحلة الجديدة للادارة الاميركية لدينا امكانية ايصال صورة جديدة واسلوب تعامل جديد من خلال اغتنام هذا التغيير في الادارة الاميركية''· وقال الشيخ صلاح العبيدي المتحدث باسم التيار الصدري ''ان فوز اوباما يعني ان الشعب الاميركي برمته يرحب بسحب القوات الاميركية من العراق وهذا ما نطمح إليه له ونأمل ان يتحقق''· فيما قال فريد اسرد القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني ''كنا نفضل التعامل مع ادارة تشكل امتدادا لتلك التي اطاحت بالنظام السابق لكن رغم ذلك، لا نجد سببا للنفور من ادارة جديدة ونعتقد ان فوز اوباما سيؤدي الى ابعاد شبح الحرب عن المنطقة لأن سياسته هي الحوار مع دول الجوار من اجل الاستقرار في العراق''· وأكد فلاح مصطفى مسئول العلاقات الخارجية في حكومة كردستان العراق تحالف حكومة الإقليم مع الولايات المتحدة خدمة للشعبين الأميركي والكرد''· وعلق على فوز أوباما قائلا ''حكومة إقليم كردستان ترحب بإرادة الشعب الأميركي ونؤكد على تحالفنا لخدمة الشعبين''· وأقامت السفارة الأميركية في بغداد حفل استقبال في مقرها الجديد بالمنطقة الخضراء بمناسبة فوز أوباما في انتخابات الرئاسة· وحضر الحفل نائب رئيس الوزراء العراقي رافع العيساوي وعدد كبير من الوزراء بينهم وزراء الخارجية والدفاع والمالية وكبار المسئولين وسفراء عدد من الدول العربية والأجنبية· وقال السفير ريان كروكر إن ''فوز أوباما يؤكد أن الديمقراطية قابلة للتغيير في أي وقت وأن هذا التغيير لن يغير نظرة الإدارة الأميركية تجاه العراق''· بينما قال زيباري ''الاتفاقية الأمنية هي الآن في حلقتها النهائية ولا يوجد أي تأثير لنتائج الانتخابات على سير المفاوضات بشأنها ونتوقع توقيعها بعد إجراء التعديلات عليها خلال الأيام المقبلة او الاسبوعين المقبلين· لكنه حذر من ان التسوية في قضية حصانة الجنود تبقى مسألة معقدة· واضاف ان الاتفاقية بلغت حدا معينا، وقد استنفذت التسويات''· وقال إن الجدول الزمني الذي يجري التفاوض بشأنه حاليا لانسحاب القوات على مراحل يمتد حتى عام ·2011 وأضاف أنه ليس هناك اختلاف كبير'' بين المواقف الأميركية والعراقية حول القضية