كازارو يعرض المشاعر والحقيقة في أبوظبي

نظمت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الأول في المجمع الثقافي معرضاً شخصياً للتشكيلي الايطالي ''ريناتو كازارو'' تحت عنوان ''المشاعر والحقيقة'' وضم 53 لوحة· افتتح المعرض عبدالله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بحضور عدد من الفنانين والإعلاميين والصحفيين والمهتمين بالفن التشكيلي ويستمر المعرض حتى السابع عشر من الشهر الجاري· وجاءت أعمال كازارو تحت مسميات منها ''لوحة النمور'' و''المواجهة المفاجئة'' و''العملاقان'' و''الأسود الشاربة'' و''الحياة العامة'' و''البرق'' و''في الظلام'' و''الخمسة الكبار'' و''عيون الصحراء'' و''شاي في الصحراء'' و''الصقر الشارب'' و''الكبرياء العربي'' و''لا تزال الحياة مع الصقر'' و''روح الفريق''· يلاحظ المتلقي عند مشاهدته الأولى للوحات المعرض أنها ليست أعمالا فنية رسمت بالزيت على الجمفاص بل هي صور فوتغرافية التقطت بعدسة مصور ماهر، ولكن حين التمعن في تفاصيل اللوحة التي أمامه يدهش من دقة التصوير وبراعة الجزئيات التي نفذت بحرفية عالية· يبدو أن عالم الأدغال الأفريقية وروح الشرق هما المسيطران على مجمل تلك الأعمال، الأسود السبعة وهي تشرب الماء مادة ألسنتها الحمراء وعيونها المفتوحة بتناسق واحد تثير المتلقي وكأن الأسود تناغم عينيه· أسد البحر يفتح فمه متثائباً، وطيور محلقة، ولقالق في طوابير وسط النهر، أسدان صغيران يداعبان سلحفاة، الودان ''الوعل الجبلي'' عند سفح جبلين، الأشجار المقطوعة الهرمة، استراحة الأسود في عرينها، الفيل يخبط في الماء، الصقر الجالس عند النافذة المزخرفة، نساء مغربيات SOUK، وطوارق، وكلاب السلوقي مع الصقر في وكره، الغزلان قرب الشجرة، عبور كرفانا المدينة الصحراوية، والجمال الثلاثة محملة بنساء البدو، ورجل من الطوارق يصب الشاي الأخضر، كذلك لوحته في السوق التي تبدو فيها امرأة ملئمة تعبر زقاقاً، وثلاثة رجال يجلسون عند باب مغاربي، وأخيراً لوحته راعي الأبقار وابنه في غطائه الأحمر وهو يلتفت الى الخلف كأنما يوحي بأنه تفاجأ بعدسة مصور ومضت من الخلف لحظة الالتفاتة· عمل هذا الفنان الإيطالي لثلاثة عقود في ملصقات السينما الهوليودية وجعلته بذلك أحد الخمسة الكبار في هذا الحقل الفني وأحرزت له أرفع مراتب الشرف، ومن أهم انجازاته الأفلام: الكتاب المقدس، والامبراطور الأخير والرقص مع الذئاب ونيكيتا ورامبو 1-3 وبوذا الصغير التي نالت إعجاب الجماهير حينما اشتغل لحساب استديوهات السينما العالمية· كانت بدايته الرائعة في أدغال افريقيا عندما نفذ ''مانشيت'' لفيلم مأخوذ عن رواية ''ثلوج كليمنجارو'' لأرنست همنجواي، حتى تعلق بأفريقيا