الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

القراءة وتسويق الكتاب

القراءة وتسويق الكتاب
6 نوفمبر 2008 02:24
تقول الكثير من التقارير التي تطلعنا عليها وسائل الإعلام نقلا عن ندوات ومؤسسات إن معدلات القراءة لدى الانسان العربي ضعيفة جدا· وهناك تقارير اوردت أن معدل القراءة الجادة عند الانسان العربي لا تتجاوز عشر دقائق في العام، واخرى اوردت انها تراوحت بين دقائق الساعة الستين· لكن هل هذه المعدلات حقيقية؟ أعتقد بأن هذا الامر فيه الكثير من الإجحاف· صحيح أن الإقبال على القراءة ضعيف في الوطن العربي ولكن ليس إلى هذا الحد المفزع، وهذا الضعف في الإقبال على القراءة - حسب التقارير- له أسباب عديدة في وطننا العربي، منها السياسية، ممثلة في الحكومات التي لا تعمل على تكريس القراءة في المجتمعات· والاقتصادية التي تعتبر سيئة في مجمل الوطن العربي مما يجعل العمل على توفير لقمة العيش وتأمين مستقبل الفرد وأسرته يستهلك الكثير من الوقت· إلا ان هذا السبب لا يجانب جل الحقيقة وذلك لاعتبارات أن في الجانب الآخر شعوباً تمثل القراءة زادها اليومي بالرغم من ضغوط الحياة اليومية ومشقة العيش· ؟؟؟ بالنسبة لنا في الإمارات يختلف الأمر كواقع سياسي أو اقتصادي، فعلى الصعيد الاقتصادي فإن وضع الفرد اقتصاديا يعد ضمن الحدود الجيدة، وعلى الصعيد السياسي فإن الحكومة تعمل على تكريس القراءة، ومن حقائق هذا الامر احتضان الإمارات لأكبر معرضين للكتاب في منطقة الخليج وهما معرض أبوظبي الدولي للكتاب ومعرض الشارقة الدولي للكتاب· لكن لماذا تصنف الإمارات ايضا ضمن الإطار العربي في معدلات القراءة المتدنية؟ وهل هناك خلل ما؟ نعم هناك خلل يتمثل في عدم تضافر الجهود وغياب التنسيق بين المؤسسات الثقافية المحلية والاتحادية، الامر الذي يخل بعملية تحقيق الهدف وهو تكريس القراءة كسلوك يومي بالنسبة للإنسان الاماراتي· هناك جهود تبذل لكن في الغالب هي جهود تأخذ طابعا دعائيا إعلاميا· فمشروع تكريس القراءة بحاجة إلى أن يتم التوجه بشكل شامل إلى الداخل الإماراتي بتسويق الكتاب، والعمل على إصدار المنتج الإبداعي المحلي وتسويقه جيدا في الدولة، وتشجيع القراءة في المدارس من مرحلة رياض الأطفال إلى المرحلة الجامعية، من خلال إقامة المعارض وانتشار المكتبات العامة في الأحياء السكنية على مجمل خريطة دولة الإمارات، وخلق حوافز للقراءة وتخصيص يوم في العام للقراءة وأن يكون يوما مؤثرا، يشعر به الجميع وتحتفل فيه كل المؤسسات وخاصة المدارس والجامعات· ذلك لأن القراءة هي الزاد الحقيقي للإنسان، هي رفعة الشعوب وتطور الأوطان· ؟؟؟ نتمنى أن نحقق النجاح المتكامل في مكاننا قبل أن ندعو العالم أو نذهب إليه، أن نحدق في ملامح وجوهنا أولا وليس العكس· saadjumah@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©