الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقاتل في حركة تمرد يصبح مغنّياً للسلام

مقاتل في حركة تمرد يصبح مغنّياً للسلام
23 سبتمبر 2016 19:08
كان استيبان في الثالثة عشرة من عمره فقط حين انضم إلى متمردي فارك في كولومبيا، وأمضى نصف عمره في صفوفهم، لكنه اليوم ترك السلاح جانباً وانطلق على خشبات المسارح مغنياً للسلام. ويقول استيبان، في إحدى أغنياته التي رددها في مؤتمر عقده المتمردون، القوات المسلحة الثورية الكولومبية فارك، للمصادقة من جانبهم على اتفاقية السلام مع الحكومة «لسنا سيئين، ولسنا مغتصبين، كل هذا كذب، نحن متعاونون من أجل السلام، السلام في كولومبيا». ومن شأن هذه الاتفاق، إن تم فعلاً، أن ينهي 52 عاماً من الصراع المسلح بين الحكومة الكولومبية ومتمردي فارك الشيوعيين. وفي حال صادق المتمردون على الاتفاق، فهو سيوقع في السادس والعشرين من الشهر الحالي، بحضور الرئيس خوان مانويل سانتوس، والقائد العام لقوات المتمردين تيموليون خيمينيس الملقب بـ«تيموتشينكو». ويقول هذا المقاتل الشاب، البالغ من العمر 26 عاماً في مدينة آل ديامنتي، في كاغوان المعقل التاريخي لفارك جنوب شرق كولومبيا «أنا سعيد جداً لأننا سنرتاح من الحرب، كلنا أشقاء، لا ينبغي أن نقتل أنفسنا، وهذه هي الرسالة التي أقولها في الأغنية». ولا يبدو أن الحماسة للسلام تقتصر على استيبان بيريز، بل إن الجمهور الذي حضره من المقاتلين في «جبهة فيليب رينسون» أقوى فصائل فارك، تمايلوا وتفاعلوا مع أغانيه. ومن المعجبين به غابرييل البالغ من العمر 35 عاماً، وهو مقاتل يرتدي الزي العسكري ويعتمر قبعة المتمردين الشيوعيين، ويقول «استيبان موهوب جداً، أنا أجده ممتازاً». يستمر مؤتمر المتمردين حتى الثالث والعشرين من سبتمبر، ويشارك فيه 200 مندوب، ويتوقع أن يسفر عن قرار تحويل المليشيا إلى حزب سياسي، وإقرار اتفاقية السلام، لإنهاء حرب ضروس أدت إلى 260 ألف قتيل، و45 ألف مفقود، و6,9 ملايين مهجر. ولكن على غرار كل شيء في كولومبيا، يختتم كل يوم من هذه المناقشات المصيرية بحفلات موسيقية راقصة. وحضرت المؤتمر أيضاً فرقة «اليرتا كامارادا» التي تأسست في بوغوتا عام 1996 ثم اعتنقت مبادئ اليسار، ولما وصلت الفرقة إلى آل ديامنتي تعرف أعضاؤها على استيبان وعلى أغانيه على نمط «هيب هوب» و«وقعوا في غرامه»، بحسب بابلو أروث عازف الغيتار في الفرقة. ويرى بابلو وجود تشابه كبير بين فرقته وما يؤديه استيبان، فهم كانوا يجولون على أحياء البؤس داعين الشباب إلى نبذ العصابات، وهو يجول على الشباب داعياً للسلام. ويقول «نحن نرغب في أن نواصل العمل معه لأنه موهوب جداً». يأمل استيبان، إن حل السلام فعلا في بلده، ليس فقط أن ينطلق في مسيرة فنية واعدة، بل أيضاً إن يلتقي بوالدته التي تعيش في كالي على بعد 600 كيلومتر من آل ديامنتي، والتي لم يرها منذ انتسابه إلى صفوف المتمردين قبل 11 عاماً.    
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©