الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«تآلف» الفني.. قابل لكل أوجه التلف والأُلْفة!

«تآلف» الفني.. قابل لكل أوجه التلف والأُلْفة!
17 يونيو 2018 23:50
نوف الموسى (دبي) في أول لحظة سمعت فيها بـ معرض «تآلف» الفني، الذي أقيم في «فن آ بورتيه» غاليري بمدينة دبي، عقدت حاجبيّ، وتأملت حضور المعنى في التآلف، وظل السؤال يراودني جيداً جداً، طوال رحلة المسير إلى أمسية افتتاح المعرض، حتى التقيت بمديرة الغاليري مينا ج. أبوستولفيك، ومباشرة، دونما فسحة نفس واحدة، سألتها: «هل هناك وحشة ما، أصبغت على 10 فنانات عربيات مشاركات في المعرض، هل هناك انكسار شبه نزوح أو حتى تهميش أو قصة مبتورة الأجنحة، أدت بهن للبحث عن التآلف، فالكلمة قابلة للاجتثاث بين مقايضات التلف والألفة؟!»، لتفتح مينا ج. زهرة الإجابة في قابلية التأويل المدهشة، بقولها: «إن الاحتفالية بأعمالهن، سره هو التفاعل والهارموني المتسرب بين حضور المرأة في المكان، وتفردها القائم على تشكلات تكوينها، التي أفرزت قصصاً بديعة، في كيفية تعاملهن مع الحياة، كاشفاً سحر الهوية المتجسدة عبر رحلة كل واحدة منهن». الهدوء الصاخب الوقوف بين أعين الفنانة ماجدة نصر الدين، الغائرة بالأبيض والأسود، كانت بمثابة اعتلاء شجرة أرز ضخمة، العلو فيها يفقدك أحياناً الإحساس بالأرض، كما تفعل هي إذ ما غرقت كلياً بمحيط الهدوء الصاخب، كما أسمته في اللون الأسود، الذي تسبب مؤخراً في مجاراتها لأبرز تحولاتها عن جنون الألوان، واصفةً أياه بـ التحدي، المتسبب بإسقاط التراكم اللوني إلى فراغ الأحادية المتسامية، مشكلاً كل «كامبس» لديها إلى حائط طفولي قديم، إنه اقتراب وجودي إلى عفوية الخطوط اللاواعية، صوت الله الدفين في الروح، أو ربما سكب متجلي لصوت وجودي يافع، قُدر له الخروج للحياة عبر لوحة. أسمته بالحرف الواحد، عبور نحو وطن مشتهى، وبواقعية أكثر اعتبرته مسؤولية فنية، نحو إنسانية محضة، تحاول على قدر المستطاع أن تجعل من التجريد، موسيقى مريحة، تضمر فيها الكثير من الفهم، إنه التقريب.. كما وصفته لحس المشاهد، للتعرف على عمل فني عبر حوار مسكون بصلاة القبول والود، سواء أعجبه العمل أو لم يعجبه! شاعرية الأبيض الأبيض الفاتن في الصحون اللامعة، يضفي للفنانة سندس الإبراهيم شعوراً معطراً بالنقاء، في هذه المنطقة الصافية تقريباً، ترسم وجوه النساء اللاتي التقت بهن على مر حياتها، تحملهن في داخلها كمعرض فني دائم. بكل شاعرية وحساسية مرهفة، تصف الفنانة سندس علاقتها مع النساء: «أنا مع المرأة في كل حالتها، أنا جميع الأشخاص المرسومين في أعمالي»، الملفت أن شغف الفنانة سندس، نما عبر جدتها التي واظبت على اقتناء هذه النوعية من الأعمال، ولمحتها الفنانة بإدراك منمنم، يراه الزائر يتجسد في التفاصيل الصغيرة جداً الموشومة في الصحون البيضاء، إضافة إلى الرسم على الأبواب، الذي تماهى مع فن الـ «بوب آرت».. تأثرت به الفنانة أثناء دراستها في نيويورك، حيث شاركت في معرض «تآلف» بباب لون أخضر، رسمت عليه فتيات يرتدين العباية بكل زركشاتها وزخارفها، موضحة أن الاستدلال منها يذهب إلى مسألة نهوض المرأة في السعودية. ذكرى الأخ رغم رحيله منذ سنوات، إلا أن الفنانة خولة درويش، لا تزال تحمل قلب أخيها راشد بين يديها، وتمرره لكل العابرين بتجاه لوحاتها، في كل مشاركة جديدة لها، تصر على تنبيه المتسائلين حول تجربتها الفنية، أن اللحظة التي يتنفس فيها الإنسان، ويحظى بفرصة الشعور بكل شيء، إنما هي نعمة الحياة وعظمتها، أغلب الوسط المحلي الفني المحلي، من يتابع رحلتها الفنية يعلم المرجعية الفعلية لأبعاد إنتاجات الفنانة خولة درويش، في معرض «تآلف»، حرصت أن تنقل بعضاً من رسومات أخيها الراحل وهو بعمر ما بين الـ 10 إلى 11 سنة، من دفتر يومياته عبر تقنيات فنية، متخذة من القلب المركزية الأساسية، متبوعاً بخيوط غزلت بها اللوحة، قالت عن ذلك: «إنها مشاعري، لحظة فقداني لأخي، الذي توقف قلبه ورحل باكراً. قبل وفاته بيوم، تسامرنا حول تخصصه الجامعي، نهضت صباحاً على صراخ وفاته، هكذا، دونما وداع، ليبقى قلبه بين يدي، وما هذه الخيوط التي نسجتها إلا صدمتي، كنت مشوشة كلياً. وفي أسفل العمل الفني، خيوط تنسلت خارج اللوحة، وبمحاولة سحبها، قد تنساب كل تلك الخيوط المنسوجة، بها نتذكر أن الحياة بإمكانها أن تتوقف فينا، بلا موعد..».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©