الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مِنَصّات محمد بن راشد.. للإنسانيّة

مِنَصّات محمد بن راشد.. للإنسانيّة
12 مايو 2015 02:00
أسهمت الرؤية الفريدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في أن يكون واحداً من الشخصيات الفاعلة وواسعة التأثير داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة. حيث حقق العديد من الإنجازات الرائدة والمهمّة التي آثرت الساحة الإقليمية والدولية، مستنداً على ركيزتين أساسيتين تتمثلان في: صون التراث والهوية الأصيلة بجوانبها الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية، والبقاء في طليعة المعاصرة المتمظهرة في المعرفة والعلوم والثقافة. ونظراً لمسيرته الطويلة في وضع الخطط الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة في المجتمع الإماراتي، وبناء دولة متقدمة تقوم على الانفتاح المعرفي والانسجام الثقافي بين جنسيات العالم المختلفة، وتدمج بين مقومات الماضي والحاضر على أرض واحدة. صار واحداً من صنّاع التحولات التي يمكن للقاصي والداني أن يلمسها ويدرك أهميتها وضرورتها، سواء الإماراتي، أم غير الإماراتي. يحمل بيان جائزة الشيخ زايد للكتاب مسوّغات عديدة لتسمية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، شخصية العام الثقافية في الدورة التاسعة للجائزة.. هنا قراءة في بعض ما تحيل عليه هذه المسوّغات وتجلياتها على أرض الواقع. لكلّ المجتمع تتجلى منجزات حاكم دبي، وفق رؤية الجائزة، في مجموعة من النقاط الرئيسية، في مقدمتها استطاعته أن يكون قائداً قريباً من الطاقات الشبابية في مجتمعه، ومحفزاً لها. فلطالما خاطبهم بلغة العصر المعززة لمفردات التراث الإماراتي. والتي دفعتهم إلى النجاح والإبداع، مانحاً إياهم الفرصة ليكونوا على قدر المسؤولية ويثبتوا أنفسهم في مختلف القطاعات والمجالات. وذلك باللجوء إلى عدة تقنيات هامة منها: الحوار والعصف الذهني متسلحين بالعلم والثقافة. ولطالما لفت حاكم دبي النظر إلى التراث الإماراتي، كأحد وأبرز مقومات التواصل الحضاري والتطور المعاصر، خاصة بين أوساط الجيل الشاب. مبيناً أن الدول لا تقوم وتزدهر إلا من خلال التمسك بماضيها وبحضاراتها، يقول: «رسالتنا للأجيال الجديدة أن عمر الإمارات ليس 43 عاماً فقط.. هذه القلعة مثلاً هي جزءٌ من تاريخ الإمارات وعمرها أكثر من 500 عام». بدورها تسعى «اللجنة الوطنية للابتكار» إلى إشراك الشباب والقيادات المؤهلة في شتى آفاق الابتكار المجتمعي، وتوفير الدعم الكامل لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي من شأنها أن تنمي الاقتصاد الوطني. وتعدّ «جائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب» واحدة من السبل الهادفة إلى تشجيع الشريحة الشبابية في رفد المجتمع المحلي والإسهام البنّاء فيه. كما أن إطلاق «الجائزة العربية للإعلام الاجتماعي» في العام 2014، يصب في تشجيع التواصل الإيجابي عبر وسائل الإعلام الاجتماعي واستخدامها بالطرق الصحيحة، وزيادة الوعي بالقضايا التي تهم المجتمع العربي. ولم ينسَ سموه الرواد والبناة الأوائل، الذين خصّهم بميدالية «أوائل الإمارات» حيث منحها لثلاثة وأربعين إماراتياً كان لهم السبق في العديد من القطاعات داخل الدولة. ولابد من الإشارة إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم منح المرأة العربية والإماراتية المكانة المميزة التي تستحقها، في مجال العمل الحكومي والخاص، وضمن المجالين المهني والإبداعي. حتى إنه أعلن في فبراير العام 2015 عن تشكيل «مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين»، كتأكيد على الدور الفاعل الذي يمكن للمرأة أن تقوم به. ومن بين مجموعة القرارات التي تبناها لأجل مجتمع أكثر قوة، أقرّ «قانون وديمة» الذي اعتمده مجلس الوزراء بهدف حماية الأطفال من أية مخاطر أو انتهاكات ومنحهم حقوقهم الأسرية والصحية والتعلمية والثقافية والاجتماعية وحقهم في الحماية والعيش الكريم. وفي السياق ذاته تأتي استراتيجية «المدينة العالمية للخدمات الإنسانية» في دبي للفترة 2015 - 2021، المكونة من أربع منصات هي: «تواصل للإنسانية»، «ابتكر للإنسانية»، «بادر للإنسانية»، و«شارك للإنسانية». على أن تكون القاعدة الرئيسة فيها هي مدّ يد العون والخير لكل الشعب، وعلى كل الأصعدة. ما يجعل العلاقات الإنسانية بمفهومها الأخلاقي النبيل، الرابط الرئيسي داخل المجتمع المحلي. لغتنا أصل الحداثة يتوقف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عند اللغة العربية، باعتبارها أداة تطور مجتمع الإمارات، وكهوية ضرورية للاستمرارية والتقدم ومن الواجب صونها، وصولاً إلى أن جعل الدولة في عام 2012 مركزاً متميزاً في اللغة العربية. ومنه أوجد ميثاق اللغة العربية، حيث يقول: «إن اللغة العربية أداة الفكر ووعاء الثقافة، وأنها المعبّرة عن القيم والأصالة والجذور العربية والإسلامية، ولابد للأبناء أن يرتبطوا بثقافتهم ومجتمعهم». موجهاً باعتمادها، لغة رسمية، في التعاملات والإجراءات الحكومية الداخلية والخارجية، وتجديدها لتواكب أساليب التعلم بشكل عصري. وجاءت المشاريع التعليمية المعنيّة باللغة العربية، كترجمة لرؤيته هذه، حيث قدم رعايته للطلبة المبدعين ووجه بإنشاء معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة زايد. فضلاً عن نقل العديد من الأعمال الفكرية المكتوبة باللغات الحية إلى العربية، وإنشاء كلية الترجمة في الجامعة الأميركية بدبي تحت مظلة كلية محمد بن راشد للإعلام. ولعل «جائزة محمد بن راشد للغة العربية» تأتي كتقدير للجهود المبذولة في إحيائها والحفاظ عليها والتشجيع على استخدامها. بينما تهتم «جائزة محمد بن راشد للمعرفة» بتكريم أصحاب الإنجازات العالمية في مجالات المعرفة المختلفة، من أفراد وهيئات ومؤسسات، بهدف نقل المعرفة ونشرها وتعزيزها. كما يشير دعمه لـ «جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم»، إلى تشجيع الإقبال على حفظ القرآن، وتدبّره، والتقيد بتعاليمه وثقافته. يعرف أهل الثقافة والإبداع، ما يكشفه شعر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من شاعرية عالية تتعمق في الرموز المحلية والعربية. ما استدعى العديد من الدراسات حول المحاور التي يقوم عليها في صياغته لدواوينه الشعرية، والتي كان آخرها «قصائد من الصحراء» الذي ترجم إلى اللغة الإنجليزية وبقي على قائمة أفضل المبيعات مدة سنتين. ويتحدث كتابه «رؤيتي: التحديات في سباق التميز» عن رؤيته الخاصة بدبي وكيف استطاعت أن تسبق عصرها، مستعرضاً في صفحاته أسس التنمية المستقبلية الواعدة بالخير للإنسانية جمعاء. ويتناول كتابه «ومضات من فكر محمد بن راشد» التجارب المختلفة في الإدارة والقيادة والتجارب الحياتية، ضمّنها عدداً من الرسائل الإنسانية النابعة من تصوره للأحداث والمعطيات. مستقبل ذكي تعكس انطلاقة «القمة الحكومية» والتي شهدت في مبادرتها الأولى في فبراير 2013 الإعلان عن مبادرة «الحكومة الذكية» كمرحلة ما بعد الحكومة الإلكترونية، محاكاة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمستقبل، يقول: «وظيفة الحكومة هي تحقيق السعادة للمجتمع. نعم. عملنا اليومي هو تحقيق السعادة للمجتمع». ومنه أعلن عن «جائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف المحمول» على المستويات الوطنية والعربية والعالمية وطلاب الجامعات في دولة الإمارات. يتمثل الهدف من هذه المبادرات وغيرها، في تسهيل حياة الأفراد أثناء إجرائهم لمعاملاتهم، وفق أسس ومعايير مبتكرة تحقق تطلعات الغد الأفضل لدولة الإمارات العربية المتحدة. أما مشروع «متحف المستقبل» الذي تم الإعلان عنه في مارس 2015، فتتبلور من خلاله تطلعات الشيخ محمد في أن يصبح هذا المكان بيئة متكاملة لاختبار الأفكار وتطوير الابتكار، وعنه يقول: «إن متحف المستقبل سيقدّم دورات بحثية متقدّمة، وسيكون مركزاً للتنبؤ باتجاهات المستقبل في عالمنا، وسنستقطب من خلاله أفضل العقول لتطوير مستقبلنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©