الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رتق العاهات البشرية واستحضار شكري وطنجة

رتق العاهات البشرية واستحضار شكري وطنجة
17 يونيو 2018 23:51
محمد نجيم (الرباط) نظم مركز أجيال 21، بمدينة المحمدية المغربية، لقاء جمع مجموعة من النقاد المغاربة منهم: مصطفى النحال، عبد الحميد شوقي، عائشة عمور، حسن بحراوي وعمر العسري، وذلك لمناقشة العمل الإبداعي للقاص المغربي أنيس الرافعي الموسوم بـ»خياط الهيئات». واعتبر الناقد المغربي عبد الحميد شوقي في الورقة التي قدمها أن الكتابة في «خياط الهيئات» تقترح صفع المتلقي البسيط المتعود على أحادية التلقي منذ الوهلة الأولى، لجره إلى أعماق المأساة التي لن تكون غير مأساته، مثلما تصفعنا لوحة «غيرنيكا» لتقذفنا في صلب المأساة التي عاشها الإسبان إبان الحرب الأهلية، ومثلما يصفعنا فيلم فرانكنشتين، لنواجه حقيقة التقدم العلمي المفزع، ومثلما تصفعنا رواية «المسخ»، لنواجه سقوط إنسانية الإنسان وابتلاعه من طرف العمل الإداري العصري. وأضاف شوقي: إن الشخصية/‏ البطل، في هذا العمل، هو الخياط، خياط الهيئات الذي يقوم بخياطة ما لا يقبل الرتق، وما لا يخضع لقواعد محددة، وما يتلاشى من ممسوخ وأوبئة وظلامات في الكون. ومثلما نرى في فرانكنشتين ذلك الوحش الآدمي الآلي المرعب، وقد خيط ورُتق من أعضاء جثث مختلفة، وتبدو عليه آثار الخياطة المشوهة، ولا يسير إلا بفعل مؤثرات كهربائية كيمائية، تبث فيه حياة آلية، فكذلك تسير الشخوص في «خياط الهيئات» على هيئة مسوخ مشوهة تعكس ارتطام الكائن بحقيقته أمام حتمية الكون العملاقة. لكن على عكس فرانكنشتين، الوحشِ المخاط من جثث أخرى، فخياط الهيئات يضعنا أمام كائن يحل في ذوات أخرى وسحن أخرى، ويستحيل عليه الرجوع إلى هيئته الأصلية، بحيث يتحول إلى معرض لشتى الهيئات المعطوبة والغريبة؛ معرض يدخله زوار إما بعيون معصوبة، وإما يُفتَرض عدم وجودهم أصلا، بل ربما يكونون كائنات اختلقتها مخيلة صاحب المرأب، حيث يقام المعرض.. وتابع شوقي: إن الخياطة «الحلولية» العمل تمتد إلى شخصية تاريخية، يحل فيها السارد، محل محمد شكري بمناسبة زيارة قام بها الكاتب إلى مدينة طنجة. ومن خلال ذلك، نكتشف أسرار فندق ريتز وخبايا مدينة طنجة، وبعض ما سكت عنه محمد شكري. هي رحلة أشبه بالبحث عن موطن أمن في مدينة ساحرة، للهروب من مدينة الدار البيضاء، للانفلات من نفايات الحياة اليومية، إلى المدينة التي تشبه امرأة تبيد الهموم. أما الناقد المغربي مصطفى النحال، فقال إن الكتابة القصصية عند أنيس الرافعي ورشٌ مفتوح لاشتغال اللغة والبناء والمعرفة القصصيّة الممكنة. كُلُّ مجموعة من مجاميعه هي مشروع أدبيّ وكتابيّ قائم الذّات، بشكله وشخوصه ومرجعيّاته وآلياته واستراتيجياته. قصص أنيس تؤسّس لمبادئ كتابةٍ يلعبُ فيها الكشفُ والتنقيب دوراً لا جدالَ فيه. تغدو الكتابة حقلا واسعا للعمل، مشتلا ومختبرا تجريبيا لكتابة قصصّية لا تكتفي بمكوّن الحكي، ولا تبالي بالشّخصيات إلّا في تفاعلها مع الكائنات الفيزيائيّة والحيوانية والأشياء والأمكنة. وأضاف النحال: ما معنى أنْ تكون كاتبا للقصّة بيدٍ حرفيّة، يدِ الخيّاط تحديدا؟ ما العلاقة بين الكتابة والحياكة؟ التطريز؟ ربّما السّرد نفسه يحيل لغويّا على فعل النسج والحَبْك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©