أبوظبي (الاتحاد)
من أكداس الكتب المتراصة على رفوف مكتبته القديمة والمرتبة، يستعيد الروائي الأردني إلياس فركوح أرشيفه الشخصي ليضمنه كتابه «خذ الكتاب لتراك» الصادر مؤخراً عن دار أزمنة للنشر في العاصمة عمّان، معالجاً قضايا ثقافية وأدبية لخصها في فصول الكتاب الثلاثة «رفوف/ وجوه/ قراءات» التي افتتحها بجملة مقتبسة للكاتب الأرجنتيني ألبيرتو مانغويل: «إن الكلمات على ورقة تجعل الكون متناسقاً».
رصد الفصل الأول «رفوف» من خلال المقالات التي احتواها حال المكتبات والكتب بهدف معاينة الواقع الثقافي للمجتمع، كما تناول في الفصل الثاني «وجوه» دراساته لأحد عشر كاتباً من حيث مواقفهم ورؤاهم، اختارهم من جغرافيات متعددة، ليختتم كتابه بفصل «قراءات» تضمن دراسات شملت سبعة عشر كتاباً بين الرواية والقصة عربياً وعالمياً قصد بها إيضاح طريقته في كيفية فهمه وتأويله لها.
وعن مغامرته في نبش أرشيفه يقول: «النبش في الأرشيف خطير، لأنه بقدر ما يعيدنا إلى لحظات نائية عنا ومنسيّة؛ فإنه يفضح قصور رؤيتنا للعالم عندما يظهر أن كثيراً مما كنا نضعه على هامش اهتماماتنا، بات اليوم محور حياتنا غير المكتمل! موضوعات أكلت أوقاتاً من أعمارنا نفكر بها لنكتشف، ربما بعد فوات الأوان للبعض منا، أن ما أهملناه فـي ذاك الوقت صرنا بأمس الحاجة للتدقيق فيه الآن».
ويضيف مؤكداً أن تقليب أوراق الأرشيف يماثل إعادة سرد حكايات أعمارنا، والضحك منها أو عليها، وأن من حقنا وواجبنا الأخلاقي أن نتذكر أوراق الأرشيف، ففيها الشهادة الشاهدة على زمن ينبغي، عند استعادته، أن يخضع للنقد العقلي الجسور، الذي لا يهاب ظلال الماضي وأشباحه.
عدد اليوم
