الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفائزون.. من العيار الثقيل

الفائزون.. من العيار الثقيل
12 مايو 2015 02:14
خصصت جائزة جائزة الشيخ زايد للكتاب منذ الإعلان عن إطلاقها في أكتوبر عام 2006 جائزة خاصة لشخصية العام الثقافية، تُمنح لشخصية اعتبارية، أو طبيعية بارزة، على المستوى العربي أو الدولي، تتميز بإسهام واضح في إثراء الثقافة العربية إبداعاً وفكراً، تتجسَّد في أعمالها ونشاطاتها قيم الأصالة، والتسامح، والتعايش السِّلمي، احتفاء منها بالثقافة، والفكر الإنساني والمنجزات الابداعية، والارتقاء بالثقافة والآداب والحياة الاجتماعية، وإغنائها علمياً وموضوعياً وتحفيزاً لجميع المبدعين من شتى أنحاء العالم، وترسيخاً للقيم النبيلة التي رسخها المؤسس المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب، وتنمية الإبداع في المجالات العلمية والأدبية والفنية والإنسانية، في إطار تفاعل حضاري مستنير مع العالم أجمع. منحت جائزة الشيخ زايد للكتاب لقب شخصية العام الثقافية، لعدة شخصيات اعتبارية وثقافية من الولايات المتحدة، والمغرب، وإسبانيا، والصين، والسعودية، ولمنظمات دولية، بالإضافة لشخصيات اعتبارية بارزة لها إسهاماتها الثقافية والفكرية من الإمارات العربية المتحدة، نستعرضها هنا حسب التسلسل. التعايش الحضاري منحت جائزة الشيخ زايد للكتاب لقب شخصية العام الثقافية في الدورة الأولى (2007-2008) للمترجم والأديب الدكتور (دينيس جونسون ديفيز)، وهو بريطاني من أصل كندي، لإسهامه المتواصل في إثراء الثقافة العربية بترجماته الأصيلة لعيون الأدب العربي الحديث إلى اللغة الإنجليزية منذ منتصف القرن العشرين، ودوره في التعريف بكلاسيكيات الأدب العربي في الأوساط الجامعية والعلمية في الغرب، ونشره سلسلة كتب أطفال باللغة الإنجليزية تربو على الأربعين كتابا مستوحاة من روائع الأدب العربي، مما يقدم نموذجاً لقيم الأصالة والتسامح والتعايش الحضاري بين الشعوب. الإنجاز الثقافي وفي الدورة الثانية (2008 -2009) فاز بلقب شخصية العام الثقافية (محمد بن عيسى)، مغربي الجنسية، دكتوراه فخرية في شعبة القانون من (جامعة مينيسوتا) الأميركية، شغل منصب وزير للثقافة في المملكة المغربية، وعمل سفيرا لصاحب الجلالة ملك المغرب لدى الولايات المتحدة الأميركية بواشنطن الفائز بـ «جائزة الأغاخان للعمارة الإسلامية» عن إعادة تأهيل مدينة أصيلة عام 1988، و«جائزة رجل السنة من مؤسسة الفكر العربي»، في بيروت، لدوره المهم في تأسيس (مهرجان أصيلة للفنون والثقافة والفكر)، وجعله ملتقى للمبدعين والمفكِّرين العرب والأفارقة والغربيين، ومنارة تتحوَّل بها بلدة عربية بسيطة إلى نموذج مبدع للقرية العالمية في العصر الحديث، بدأب استمر ثلاثة عقود دون توقف ولإسهاماته في إنعاش الحياة الثقافية المغربية، ووصلها الحميم بالثقافة العربية والإنسانية. جسور التواصل في دورتها الثالثة (2009-2010) منحت جائزة الشيخ زايد للكتاب لقب «شخصية العام الثقافية» إلى المستعرب الإسباني («بيدرو مارتينيز مونتابيث»)، دكتوراه بالفلسفة والأدب «اللغات السامية» من (جامعة كومبلوتنسي) في مدريد، أستاذاً في (جامعة غرناطة)، و(جامعة اليكانتي)، تكريماً لدوره الرائد في بناء جسور التواصل بين الثقافتين العربية والإسبانية، وجمع المستعربين الأسبان والمستعربين في أميركا اللاتينية بالمتخصصين العرب باللغة وبالثقافة الإسبانية.. يشار إلى أن (بيدرو مارتينيز) شغل العديد من المناصب الأكاديمية، وترأس (جمعية الصداقة الإسبانية العربية)، و(الجمعية الإسبانية للدراسات العربية)، ومنح العديد من الجوائز والأوسمة. رعاية الثقافة وفي دورتها الرابعة (2010 -2011) سمّت جائزة الشيخ زايد للكتاب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمَّد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، تقديراً لجهوده في رعاية التنمية الثقافية العربية ودعم الإبداع، ولجهوده المستمرة في دعم الحركة العلمية والثقافية النهضوية التي انتهجها على مدى أكثر من ثلاثة عقود في إقامة المؤسسات العلمية والثقافية بإمارة الشارقة، ودعم النشاطات ذاتها بدولة الإمارات العربية المتحدة وسائر دول العالم، بالإضافة لانتهاجه سياسة ثقافية واعية في شتى الحقول العلمية والمعرفية، ولدعمه المستمر لسبل الريادة في فنون وحقول ثقافية عصرية، كالمسرح والرسم، والسينما، والمعارض المتنوعة، ومتابعة المنجزات العربية والعالمية والإنسانية في مجالات التاريخ والفنون، والعمل على نشر تلك الخبرات بين الشباب العربي ودفعهم للمشاركة والإنتاج المتميز في نطاقها، بالإضافة إلى تأليفه عدداً من الكتب في مجالات التاريخ والعلوم الإنسانية والاجتماعية. في دورتها الخامسة (2011- 2012) نال لقب «شخصية العام الثقافية المستشرق الصيني (تشونغ غي كون) من جمهورية الصين الشعبية، تقديرا لما قدمه لأكثر من نصف قرن في حقل تعليم اللغة العربية والترجمة والدراسات العلمية في اللغة العربية في دول الشرق الأقصى. فبالإضافة الى كونه شخصية بارزة على الصعيد الأكاديمي والثقافي والأدبي، فقد أثرى (تشونغ) المكتبة العالمية بمؤلفات وتراجم تعكس جوهر الأدب العربي الأصيل، وتحمله الى دول الشرق الأقصى بأسمى رسائل الحوار الحضاري». وشغل (تشونغ) العديد من المناصب أهمها، أستاذ بكلية اللغة العربية في معهد اللغات الأجنبية التابع لجامعة بكين وعضو الجمعية الصينية للآداب الأجنبية ورئيس جمعية دراسات الآداب العربية وعضو جمعية دراسات الشرق الأوسط ونائب رئيس لجنة الآداب والفنون بجمعية الترجمة الصينية ونائب رئيس لجنة الثقافة بجمعية الصداقة الصينية العربية وعضو اتحاد الكتاب الصينيين وعضو شرفي باتحاد الكتاب العرب. حماية الثقافة في دورتها السادسة (2012 -2013) منحت جائزة الشيخ زايد لقب شخصية العام الثقافية الى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو (UNESCO)، تقديراً للدور الثقافي الذي نهضت به في تشجيع الحوار، وفهم الآخر مع المحافظة على التنوع الثقافي، والتعدُّد اللغوي، والتأكيد على نشر التعليم، وحماية الذاكرة الثقافية للشعوب، إضافة إلى ترويج التفاهم المتبادل بين الشعوب، واحترام حقوق الإنسان، والدعوة للمساواة، وبناء مجتمعات المعرفة، منذ تأسيسها عام 1945. ثقافة الاعتدال في الدورة السابعة (2013-2014) فاز بلقب شخصية العام الثقافية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف – مصر، لكونه شخصية تجمع الباحث والأستاذ الأكاديمي المتخصِّص في الفلسفة التي درس أصولها في فرنسا، وصاحب البحوث العلمية الجادة، والمنهج التدريسي الناجح في جامعات عربية متعدِّدة.وشخصيته، إلى جانب ذلك، هي شخصية العالم المسلم الورع الذي يمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلوّ، والداعية إلى ثقافة التسامح والحوار. وقد تجلَّت أبعاد هذه الشخصية من خلال مواقفه التي ظهرت في أثناء رئاسته لمشيخة (الأزهر الشريف)، ودعواته المتكررة لنبذ الفرقة والعنف، والاحتكام إلى العقل، والحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه. ثقافة التسامح في دورتها الثامنة (2014-2015) اختارت جائزة الشيخ زايد المغفورله بإذن الله، العاهل السعودي السابق الملك (عبدالله بن عبد العزيز آل سعود) شخصية العام الثقافية، تقديرا لإسهاماته الكبرى الثقافية والفكرية والإنسانية والعلمية ولبصمته الفريدة في الواقع العربي والإسلامي العالمي المعاصر وجهوده الحثيثة في نشر روح التسامح والإخاء التي امتدت إشعاعاتها في ظل قيادته الحكيمة من المملكة العربية السعودية الشقيقة إلى ربوع الأرض كافة، فكان لإنجازاته البارزة والواضحة التي يصعب حصرها وعدها منها تأسيس مركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ليصبح حاضنة للمؤسسات الحوارية العالمية، وميدانا مفتوحا للحوار الهادف الصادق للوصول إلى تحقيق الهدف الأسمى، وهو إدراك القيمة الحضارية المثلى للتنوع والعيش المشترك على قاعدة الوئام والسلام والمحبة وحسن الجوار والأخوة الإنسانية، بالإضافة لدور جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في مد جسور التواصل الثقافي بين الشعوب وتفعيل الاتصال المعرفي بين الحضارات، وفي الوقت نفسه، رفد الثقافة العربية بالنتاج الثقافي والمعرفي التي تقدر وتكرم الكتاب ومنتجيه، سواء أكانوا أفرادا أم مؤسسات. في دورتها الحالية التاسعة (2015-2016) منحت جائزة الشيخ زايد لقب شخصية العام الثقافية إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لإنجازاته الكبرى في شتى المجالات ولجهوده المتواصلة في الارتقاء بالمجتمع والنهوض به في إطار رؤية تقوم على ركيزتين أساسيتين تتمثلان في: الحفاظ على هوية المجتمع وصلته بالجوانب المشرقة والخلاّقة في الموروث، والانفتاح على العصر وعلومه ومعطياته المعرفية والثقافية، ورؤيته المستقبلية في وضع الخطط الاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة، وبناء دولة الرفاه والعدالة وتكافؤ الفرص. فهو واحد من صنّاع التحولات التي يلمس آثارها ونتائجها مواطنو دولة الإمارات العربية المتحدة والمقيمون فيها من شتى بقاع المعمورة. ولعلّ مقولته الشهيرة «إنّ الإمارات لا تجسّد حالة دولة في العالم، وإنما هي أقرب لحالة العالم في دولة»، هي أصدق تعبير عن منظوره الإنساني المتفتّح، عبر الإشارة إلى التعدّد والتنوع في المجتمع الإماراتي، وما يسود هذا المجتمع من توافق اجتماعي وتسامح ديني وانفتاح ثقافي يجمع بين الأصالة والمعاصرة. صانع التحوّلات عمل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على وضع الخطط الاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة، وبناء دولة الرفاه والعدالة وتكافؤ الفرص. فهو واحد من صنّاع التحولات التي يلمس آثارها ونتائجها مواطنو دولة الإمارات العربية المتحدة والمقيمون فيها من شتى بقاع المعمورة. ولعلّ مقولته الشهيرة «إنّ الإمارات لا تجسّد حالة دولة في العالم، وإنما هي أقرب لحالة العالم في دولة»، هي أصدق تعبير عن منظوره الإنساني المتفتّح، عبر الإشارة إلى التعدّد والتنوع في المجتمع الإماراتي، وما يسود هذا المجتمع من توافق اجتماعي وتسامح ديني وانفتاح ثقافي يجمع بين الأصالة والمعاصرة. الرهان على الشباب تمثل تجربة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ورؤيته التي يترجمها من خلال العديد من المبادرات أو الأفكار، نموذجاً خاصاً لرجل البناء والتنمية المتفاعل بصورة إيجابية مع واقعه. ولعل من أبرز ملامح شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد القيادية قدرته على مخاطبة الشباب، بروح عصرهم ولغتهم، وتقديم الآفاق المفتوحة لهم، ومحاورتهم، وتقديم نموذج للتنمية يستطيع أولئك الشباب التفاعل معه. وألقى هذا الملمح الأساسي في شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الضوء في المقام الأول على الطاقة الشبابية، ومنح الشباب الدور الأساسي في عملية التنمية مقدماَ لهم الفرص المختلفة للحوار والإبداع والعصف الذهني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©