الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اتفاقية «ستارت 2»... جدل التمرير والتأخير!

اتفاقية «ستارت 2»... جدل التمرير والتأخير!
25 يوليو 2010 21:58
فجأةً باتت الاتفاقية التي وقعتها إدارة أوباما مع روسيا، والتي كان يبدو على مدى أشهر أنها تسير نحو مصادقة سريعة في الكونجرس، تواجه تأخيراً يخشى بعض مؤيديها أن يهدد بقاءها من الأساس؛ ذلك أن مطالبة بعض أعضاء مجلس الشيوخ "الجمهوريين" المتشككين بمزيد من المعلومات، ومزيد من الوقت، من أجل المناقشة، قد تؤخر المصادقة على اتفاقية "ستارت" الجديدة إلى ما بعد انتخابات الكونجرس النصفية في نوفمبر المقبل. بل إن التصويت على الاتفاقية قد يُرجأ إلى العام المقبل بانتظار مجيء كونجرس جديد -قد يتضمن عدداً أكبر من "جمهوريي" مجلس الشيوخ المناوئين لها. والحال أن فشلاً في تمرير الاتفاقية، التي تنص على خفض الحد الأقصى من عدد الرؤوس الحربية بعيدة المدى التي ينشرها كل واحد من غريمي الحرب الباردة من 2200 إلى 1550، سيشكل ضربة قوية لجهود أوباما الرامية إلى تحسين العلاقات مع روسيا، وسيرخي بظلال من الشك على مستقبل سلسلة من الاتفاقات الأخرى حول الأسلحة. وقد سعى البيت الأبيض وحلفاؤه في مجلس الشيوخ، مثل السيناتور "جون إف. كيري" (الديمقراطي عن ولاية ماساتشوسيتس)، بكل الطرق، خلال الآونة الأخيرة، إلى تمرير الاتفاقية من قبل مجلس الشيوخ، وفي سبيل ذلك تم تسخير شهادات مؤيِّدة لكوكبة من النجوم من رجال الدولة السابقين من الحزبين، مثل وزيري الخارجية السابقين هنري كيسنجر وجورج شولتز، ومستشار الأمن القومي السابق برنت سكوكروفت، ووزير الدفاع السابق ويليام بيري. ولكن اعتراضات صدرت عن أعضاء "جمهوريين" في مجلس الشيوخ، مثل سيناتوري أريزونا "جون كايل" و"جون ماكين"، اللذين يقولان إنهما لن يدعما الاتفاقية إلى أن يتم تبديد بواعث قلقهما. وعلى رغم أن أوباما وميدفيديف وقعا الاتفاقية في أبريل الماضي، إلا أن سيناتوراً "جمهوريّاً" واحداً فقط، هو ريتشارد لوجر (عن ولاية إنديانا)، التزم علناً بالتصويت لها. والجدير بالذكر هنا أن مسؤولي إدارة أوباما دخلوا منذ بعض الوقت في مفاوضات هادئة مع "الجمهوريين" و"الديمقراطيين" في مجلس الشيوخ على أمل التوصل إلى اتفاق يحظى بقبول الحزبين. وعلى رغم أن مسؤولي البيت الأبيض ما زالوا متفائلين بشأن تلك المفاوضات، إلا أن بعض المساعدين في مجلس الشيوخ يقولون إن الإدارة وحلفاءها سيفشلون على الأرجح في جهودهم الرامية إلى إخراج الاتفاقية من المجلس قبل استراحته الصيفية في أغسطس، التي تبدأ في غضون أسبوعين. وبشكل عام، يمكن إجمال بواعث قلق المنتقدين في ثلاثة تخوفات رئيسية؛ فهم يخشون أن تحد الاتفاقية من قدرة الولايات المتحدة على بناء نظام دفاع صاروخي طويل المدى، وهو ادعاء يقول الخصوم إنه لا أساس له من الصحة. كما يخشون عدم قيام الحكومة بإنفاق ما يكفي من المال للحفاظ على ترسانة البلاد الكبيرة من الأسلحة النووية وصيانتها، على رغم تعهدها غير الملزِم بإنفاق 100 مليار دولار على مدى السنوات العشر المقبلة. ويخشون أيضاً ألا تَمنح بنودُ الاتفاقية بشأن التحقق مما يوجد في الترسانة النووية الروسية الولايات المتحدة كل المعلومات التي تحتاجها. غير أن "كايل"، الذي يتزعم "الجمهوريين" بخصوص هذا الموضوع، يقول إنه على رغم شكه في أن يؤدي تقليص الترسانة إلى جعل الأميركيين أكثر أمناً، إلا أنه قد يدعم الاتفاقية في نهاية المطاف. وفي هذا الإطار، يقول "كايل" على موقعه الإلكتروني: "يمكن أن أدعم اتفاقية جديدة إذا كانت تأخذ في عين الاعتبار عدداً من بواعث القلق، مثل دعم عملية التحقق وتحديث مخزوننا النووي". وفي هذه الأثناء، يخشى بعض المؤيدين للاتفاقية أن يكون هدف "الجمهوريين" هو فقط تأخير المصادقة على الاتفاقية إلى العام القادم، حتى يصبح لدى الحزب "الجمهوري" ربما وضع أقوى في مجلس الشيوخ. ذلك أن الإدارة تحتاج إلى 67 صوتاً في مجلس الشيوخ من أجل تمرير الاتفاقية، ما يعني أنها تحتاج لإضافة ثمانية "جمهوريين" إلى أصواتها الـ59. ولكن إذا خسر "الديمقراطيون" مجموعة من المقاعد في مجلس الشيوخ هذا الخريف، فإن قراراً بالمصادقة قد يصبح أكثر صعوبة واستعصاء. وفي هذا الصدد، يقول توم كولاينا من "جمعية مراقبة الأسلحة" التي تدعم الاتفاقية: "إن التفسير المتشكك يتمثل في أن الجمهوريين يسعون فقط إلى تأخير هذا الأمر إلى ما بعد الانتخابات حتى يصبح لديهم تأثير أكبر". على أنه في حال فاز "الجمهوريون" بعدد كبير من المقاعد، يضيف كولاينا، فإنهم قد يقررون أن من الأفضل الانتظار حتى العام الجديد للتصويت على الاتفاقية. غير أن "جيم مانلي"، المتحدث باسم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد (الديمقراطي عن نيفادا)، يعتقد أن مجلس الشيوخ سيصوت على الاتفاقية بنهاية العام الحالي، مستطرداً: "إننا نأمل أن تتم معالجة بواعث قلقهم وطمأنتهم بشكل كافٍ، وبعد ذلك سنستطيع التعاطي معها (الاتفاقية) بسرعة؛ ولكن الجمهوريين لا يسهِّلون علينا القيام بأي شيء في الوقت الراهن". بول ريكتر - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «أم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©