الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرمز الشامخ والذكرى الخالدة

7 نوفمبر 2008 02:17
كثيرون هم القادة والساسة الذين يمرون على التاريخ مرور الكرام دون أن يكون لهم ذكرى خالدة · وقليلون هم القادة الذين تبقى سيرتهم خالدة وراسخة في أذهان البشرية مثلما هي الذكرى الخالـــدة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الوطن وباني نهضته - طيب الله ثراه- فهو واحد من هؤلاء القادة العظماء الذين ستظل ذكراهم الطيبة راسخة في الأذهان على مر العصور والأزمنة· وتمر علينا هذه الأيام الذكرى الرابعة لوفاة فقيد الوطن الغالي ، ولا يزال أبناء البلد يتذكرون هذا الرمز الوحدوي الشامخ الذي أرسى قواعد وأركان دولتنا، فقد سعى ''رحمه الله'' قدماً للتغلب على تلك الظروف القاسية والصعبة-التي كانت سائدة في ذلك الوقت وسط تراكمات من الأحداث العربية الساخنة - بعقلية إنسان مدرك تمام الإدراك لمدى أهمية أن يلتئم شمل الإمارات ، متطلعاً إلى مستقبل أفضل لشعبه، وإلى مستقبل يقود هذه البقعة إلى شأن كبير بين دول العالم· كان تفكير سموه بأنه لا مجال بعد اليوم لوجود كيانات صغيرة منتشرة ومتفرقة بين صحاري وجبال وأودية وبأنه لا وجود لكيانات ممزقة تعيش حالة من العزلة والفرقة والجفاء بل لابد من وجود كيان واحد فقط يحتوي كل هذه الكيانات المتفرقة للوقوف أمام تحديات العصر وتقلباته فكان له ما أراد· لذلك فقد التأم الشمل والتقى الإخوة وترسخت أركان هذه الدولة الفتية نتيجةً للسعي الحثيث والدؤوب للشيخ زايد - رحمه الله - الذي وضع يده في أيدي إخوانه وأشقائه حكام الإمارات ووفقهم الله سبحانه وتعالى بأن تبلورت فكرة الاتحاد وأصبحت واقعاً ملموساً للجميع · زايد ''رحمه الله'' بنى دولة عصرية حديثة تحدت كل الظروف الصعبة والتقلبات الدولية التي كانت سائدة في تلك الفترة · وقد أعطى جل اهتمامه لضرورة بناء الإنسان والعقل البشري قبل بناء المصانع والعمارات لأن بناء الإنسان هو الأهم وهو الثروة الحقيقية لتطور وتقدم الدول وازدهارها· كان زايد ''طيب الله ثراه'' رجلاً محنكاً بمعنى الكلمة فقد استطاع بأعماله الوطنية والإنسانية الخالدة أن يكسب حب أبناء وطنه وحب العالم أجمع، والدليل على ذلك حشود البشر التي بكته عند رحيله · لقد كان ''رحمه الله'' الأب والقائد يعطي بكل سخاء وجود وكرم ويقود دولته إلى الطريق الصحيح متخطياً بحكمته المعهودة ما يواجهه من تحديات وصعاب، هذا القائد لم يتوان مطلقاً عن تسخير كل إمكانيات الدولة ومعطياتها الحديثة في سبيل رخاء وراحة المواطنين وكل مقيم على هذا الثرى الطيب· لقد كان فكر زايد منصباً وبصفة دائمة وفي كل الأحوال على ضرورة توحيد الصف العربي والتضامن والتعاضد مع إخوانه وأشقائه العرب فقد كان ذا فكر ونهج وحدوي وهذا شيء لا يختلف عليه اثنان فهو حكيم العرب بفعل ما كان يتمتع به من حكمة ورجاحة عقل ودراية ببواطن الأمور ونظرة ثاقبة متفحصة بكل دقة وعناية لمجريات الأمور· لقد جعل من التوازن منهاجاً لسياسة الدولة، في كل الأمور الداخلية والخارجية و هو توازن يقوم أساساً على التفاهم والود وتبادل الاحترام مع الآخرين والسعي الحثيث لتقريب وجهات النظر بين الإخوة الأشقاء والأصدقاء وعدم الالتفات إلى الخلف إلا بقدر ما يأخذ منه زاداً نحو المستقبل· زايد القائد الغائب الحاضر في قلوبنا، سيظل اسمه محفوراً في ذاكرة كل إنسان على أرض هذا الوطن، فقد حرص ''رحمه الله'' على الالتقاء المستمر والمباشر مع أبناء شعبه يسمع منهم ويتلمس مشاكلهم ومطالبهم عن قرب دون حجاب، مندمجاً معهم في جو ومحيط اجتماعي أبوي رغم ظروف الحكم ومعاناته ،لذلك فقد نال حب الجميع وسيبقى دائماً مثالاً للعطاء السخي وقائداً عصرياً محنكاً قلما نجده في هذا الزمان·· فرحم الله الشيخ زايد رحمةً واسعة وطيب الله ثراه· حمدان محمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©