السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القوقاز .. تنوع عرقي ولغوي أفرز حضارة متشعبة

القوقاز .. تنوع عرقي ولغوي أفرز حضارة متشعبة
10 مايو 2013 20:55
القاهرة (الاتحاد) - القوقاز أو بلاد القبق هي منطقة جغرافية سياسية تقع عند آسيا وأوروبا، وهي منطقة جبلية تحتوي على عدة مرتفعات تعرف إجمالا بجبال القوقاز، ومن بينها أعلى جبل في القارة الأوروبية وهو جبل البروز، وهي من المناطق التي تتميز بتنوع الحياة البرية والنباتية فيها. وتبعا للروايات، فإن أصل كلمة قوقاز جاء من قوقاز ابن توجارما حفيد يافث ثالث أبناء نوح عليه السلام من بعد سام وحام. وبحكم موقعها الاستراتيجي، ظلت القوقاز وما برحت نقطة تلاقي وصدام بين مجموعات عرقية ودينية شتى حتى ليعد أكثر مناطق العالم غنى بالمجموعات العرقية واللغوية. ونظرا لوعورة المنطقة، التي تعد حدا فاصلا بين أوروبا وآسيا فإن المسلمين يعتقدون أنها بلاد يأجوج ومأجوج الواقعة خلف الجبال خاصة مع وجود منطقة بين جبلين يستحيل المرور بينهما لوعورتهما. وقد نشأت في جبال القوقاز ممالك قديمة أهمها أرمينيا وألبانيا وإيبريا وكولخيس وسرعان ما خضعت للممالك التي حكمت إيران في العهود القديمة مثل الإمبراطورية الأخمينية والدولة البارثية ثم الإمبراطورية الساسانية، ونتيجة لذلك تسيدت الديانة الزرادشتية البلاد، ولكن الصراع بين إيران القديمة وروما ومن بعدها بيزنطة أدى لإزاحة النفوذ الإيراني عن بعض المناطق، وانتشار المسيحية لاسيما في أرمينيا وجورجيا. ومنذ بداية الفتوحات الإسلامية دخلت أغلب مناطق القوقاز تحت الحكم الإسلامي، ورغم سيطرة السلاجقة عليها، وانتقال العديد من العناصر التركية للإقامة في تلك الجبال فإن النفوذ الإيراني ظل حاضرا في القوقاز، خاصة في عهد الدولة القاجارية، وأدى الصراع الذي نشب في القرن التاسع عشر للسيطرة على القوقاز إلى هزيمة إيران وتركيا العثمانية وخضوع بلاد القوقاز للقيصرية الروسية. وأدى الحضور الإيراني والتركي في القوقاز إلى التمكين للعديد من الحرف والصناعات التي كانت رائجة في المدن الإيرانية الشمالية والتركية أيضا، وفي مقدمتها صناعة السجاد، ومن ثم نجد أن سجاجيد القوقاز تقترب في زخارفها من سجاجيد إيران تارة ومن سجاجيد تركيا تارة أخرى. وتجدر الإشارة إلى أن السلطات السوفييتية حاولت في أربعينيات القرن الماضي التخفيف من الصراعات العرقية بالجمهوريات السوفييتية أرمينيا وأذربيجان وجورجيا فقامت بعمليات ترحيل جماعي كبرى شملت 480 ألفا من الشيشان والإنغوش المسلمين، ونحو 120 ألفا من العناصر التركية من البلجار والقراشاي وأتراك جورجيا و200 ألف من الأكراد وقد أبعد الجميع نحو سيبريا أو أوزبكستان وكازاخستان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©